استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

تنظيمات خطيرة وتكتيكات جديدة

الأربعاء 6 أغسطس 2014 08:08 ص

روبرت سكايلز ودوغلاس أوليفانت، جريدة الاتحاد،

قد يكون من الصعب رصد التحولات العسكرية؛ ذلك أنها تحدث عادة على مدى عقود، بل أجيال أحياناً. والجنود هم عادة أول من يلاحظها؛ غير أنه بوسعنا الإشارة إلى بعض المؤشرات التي تشير إلى تغير كبير على ساحات المعارك اليوم. وما على المرء إلا أن ينظر إلى صور وسائل الإعلام للقتال البري في الشرق الأوسط ليلاحظ أن الأشرار صاروا يقاتلون بشكل مختلف عما كان يفعلون من قبل.

ففي مرحلة ما بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2011، واجه الغرب الإرهابيين؛ حيث كانت "القاعدة" ومجموعات مقاتلة أخرى في العراق وأفغانستان تعتمد على الكمائن، والقنابل التي تزرع على جانب الطرق، ونيران القناصة، وضربات قذائف "الهاون" والهجمات الصاروخية التي تعتمد أسلوب "الكر والفر" لإلحاق خسائر بالقوات الأميركية. وعندما كان الإرهابيون أغبياء بما يكفي للخروج من الظل، كانوا يقاتلون مثل أفراد عصابة؛ فكان وابل رصاص من بندقية كلاشنيكوف أو إطلاق قذيفة "آر بي جي" واحدة تكفي. وإذا بقوا ليعيدوا تلقيم السلاح، فإنهم كانوا يجازفون بحيواتهم ويواجهون خطر الموت على أيدي خصومهم الأميركيين المدججين بالسلاح والمدرَّبين تدريبا جيدا والمنضبطين.

أما اليوم، فقد أضحى الأمر مختلفا؛ حيث بتنا نرى المقاتلين الإسلاميين يتحولون إلى جنود مهرة. فتقدم "الدولة الإسلامية" على نهر الفرات يُبرز أسلوب حرب يزاوج بين القديم والجديد. وإذا كان الجنود الأميركيون الذين قاتلوا في العراق يقولون: "الحمد لله لأنهم لا يستطيعون إطلاق النار"، فإنهم اليوم باتوا يستطيعون. كما أنهم يقومون بالمناورة في مجموعات منضبطة إلى حد كبير على متن شاحنات البيك-آب ومركبات "هامفي" العراقية التي استولوا عليها؛ ويستعملون قذائف الهاون والقذائف. والأكيد أنهم مازالوا يعتمدون بعض الأساليب الإرهابية القديمة؛ حيث يقومون بإعدام السجناء حتى يوضحوا على نحو لا لبس فيه العواقب الوخيمة التي سيواجهها كل من يتجرأ على مقاومتهم. كما أنهم ما زالوا يُظهرون رغبة قوية في الموت.

عصر القتال الجديد هذا تساهم فيه عدد من العوامل التي نذكر منها: أولاً، تأثير المقاتلين الأجانب. فالمستشارون الإيرانيون عبر الشرق الأوسط أصبحوا يجيدون عملهم؛ والمقاتلون المتشددون من حرب الشيشان والبوسنة يعملون كمستشارين لقوات "الدولة الإسلامية". وإذا كان إرهابيو العقد الماضي قد أنتجوا "انتحاريي الطلقة الواحدة" الذين لم تكن عملياتهم تؤدي إلى نتيجة استراتيجية ذات بال، فإنهم اليوم تعلموا تشكيل وحدات منظمة وصاروا يعلِّمون الأسلحة والتكتيكات أيضاً.

ثانيا، الحرب السورية الدامية كانت بمثابة أرضية تدريب من الطراز الأول بالنسبة لـ"الدولة الإسلامية" و"حزب الله"؛ حيث سمحت لهم تلك الحرب الفظيعة بإنتاج زعماء، وممارسة تكتيكات، والتدرب على المناورة على ساحة معارك في المدن، وبناء مؤسسات سياسية وعسكرية. واللافت هنا أن انخراط هاتين المنظمتين الإسلاميتين في الحرب إحداهما ضد الأخرى جعل كل واحدة منها أكثر قوة، وليس أكثر ضعفاً. ما نراه في سوريا والعراق ينبغي أن يمثل تحذيراً لكل من يدعو في واشنطن إلى عودة القوات الأميركية إلى العراق. فالجنود ومشاة البحرية الأميركيون مازالوا يمثلون النموذج والمثال الأعلى عسكرياً على الصعيد العالمي، ولكن تفوقهم النسبي زال الآن. وبينما تتحول المجموعات الإرهابية إلى جيوش مزاوِجةً إخلاصها المتعصب مع المهارات التكتيكية التي اكتسبتها، فإن أي تدخل عسكري جديد في المنطقة قد يتسبب في كلفة باهظة!

 

روبرت سكايلز: جنرال متقاعد في الجيش الأميركي وقائد سابق للكلية الحربية في بنسلفانيا

دوجلاس أوليفانت: زميل "مشروع مستقبل الحرب" في مؤسسة "نيو أميركا فاوندايشن" بواشنطن

  كلمات مفتاحية

«ديلي تليغراف»: قادة الجهاديين درسوا العلوم أكثر من الشريعة