في ذكرى مقتل خاشقجي.. مطالبات بعدم المشاركة في قمة العشرين بالسعودية

الجمعة 2 أكتوبر 2020 09:02 ص

طالبت "خديجة جنكيز"، خطيبة الكاتب والصحفي السعودي الراحل، "جمال خاشقجي"، وهيئة التحرير بصحيفة "واشنطن بوست" التي كان يكتب فيها "خاشقجي"، زعماء العالم بعدم المشاركة في قمة مجموعة العشرين المزمع عقدها بالسعودية.

جاء ذلك في مقال كتبته "خديجة"، بمناسبة الذكرى الثانية لحادث مقتل خاشقجي بقنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية، ونشرته الصحيفة الأمريكية المذكورة، الخميس، بعنوان "حُرمنا من جمال خاشقجي؛ لكن صمته يحكي كل شيء".

وقالت "خديجة" إن “خاشقجي قتل قبل عامين بطريقة وحشية في القنصلية السعودية بإسطنبول في وقت كان يحلم فيه بأن يعيش أجمل أيام حياته”، مضيفة “وعلى مدار العامين الماضيين لم يحاكم أو يعاقب من ارتكبوا ومن أعطوا تعليمات تنفيذ هذه الجريمة المقيتة التي راح ضحيتها إنسان برئ، وهذا عرضني لخيبة أمل كبيرة كنت مضطرة لأتغلب على آلامها”.

ولفتت إلى أن "خاشقجي" كان يشدد على ضرورة أن يأخذ الشرق الأوسط مكانًا في عملية التغيير ليكون في مكان أفضل، مشيرة إلى أن هناك الكثيرين قد حرموا من خاشقجي في حين أنهم كانوا في أمس الحاجة لأفكاره وكتاباته

وشددت "خديجة" على أن خاشقجي رجل كان يستمد قوته من أفكاره وكتاباته، مضيفة "والصمت الذي حل بموته، يفيد الكثير لمن يقدر على الفهم.، فالموت عادة ما يترك وراءه أسفًا وأمانيًا لا تعد ولا تحصى".

وتابعت قائلة "جاءني العديد من أصدقاء جمال بعد موته وقدموا تعازيهم، ورأيت ألمًا وأسفًا في عيونهم. لم تكن هناك حاجة للكلمات"، مضيفة "لكن السياسيين الذين صموا آذانهم بدلاً من اتخاذ الخطوات اللازمة، كان شغلهم الشاغل مصالحهم فقط".

وزادت "خديجة" قائلة "هناك الكثير من الأشياء التي لم يقلها أو لم يستطع جمال قولها وهي على قيد الحياة، قد سمع بها الناس في مختلف أنحاء العالم بعد موته"، مضيفة "لكن مع الأسف هناك قادة بالعالم رسبوا باختبار الإنسانية، يتجاهلون القيم الإنسانية، والقانون الدولي، ومثل هؤلاء لن ينظر لهم التاريخ بعين الرحمة".

مطالبة قادة العالم بعدم المشاركة بقمة العشرين

في سياق متصل، أوضحت "خديجة" أنه "من المهم اليوم أكثر من أي وقت مضى أن تقوم الولايات المتحدة بإثبات أنها تحترم سيادة القانون"، مضيفة "رغم أن الولايات المتحدة وآخرون لديهم أدلة ووثائق تكشف النقاب عن جريمة خاشقجي، إلا أنهم يرفضون نشر هذه الأشياء بشكل رسمي للعالم أجمع".

وأردفت قائلة "إدارة(الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب بصمتها تظهر أنه لا توجد عندها أية قيمة تهمها سوى المكاسب المادية"، مضيفة "ومن ثم إذا كانت هذه رؤاهم بخصوص المستقبل فلن يتركوا ورائهم شيئًا سوى أراضي حرية خاوية”.

ولفتت إلى أن المملكة العربية السعودية أغلقت في وقت قريب قضية جمال خاشقجي، مشيرة إلى أن العملية القضائية بالمملكة "ليست شيئًا سوى استهزاء مضحك".

كما أشارت إلى أن المملكة بصدد استضافة قمة مجموعة العشرين الاقتصادية خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، مضيفة "واليوم أكثر شيء عقلانية يمكن أن يقوم به قادة العالم، حتى ولو كان ذلك متأخرًا، هو عدم مشاركتهم بالقمة ليكون ذلك أفضل عقاب لولي العهد السعودي(محمد بن سلمان)".

وزادت قائلة "وهذا أيضًا من شأنه أن يعرقل إضفاء مزيد من المشروعية على الإدارة السعودية الموجودة المسؤولة عن جريمة خاشقجي، ونجحت في الهرب من نتائج فعلتها".

الملاحقة القضائية لمن أمروا بقتل خاشقجي

على نفس الشاكلة، نشرت هيئة التحرير بصحيفة “واشنطن بوست” مقالًا، الخميس، حمل عنوان "منذ مقتل خاشقجي وحتى الآن لم يزد سوى ظلم القائم على إدارة المملكة السعودية".

ولفت المقال إنه قد مضى عامان على جريمة قتل الصحفي السعودي، مضيفًا "وخلال تلك الفترة بقى أمران كما هما ولم يتغيرا، أولهما لم يتم تحقيق العدالة بخصوص من أمروا بالقتل ودبروا له، وثانيهما أن ولي العهد السعودي، الحاكم الفعلي للمملكة، جعل نظامه الأكثر جرمًا والأكثر ظلمًا في تاريخ البلاد".

كما أشار المقال إلى أن "بن سلمان" لم يغير تصرفاته رغم ردود الفعل العالمية التي أعقبت جريمة قتل خاشقجي، لافتًا إلى أن "هذا النظام قام في أكتوبر/تشرين الأول 2018 بإرسال فريق إلى كندا لقتل سعد الجبري المسؤول الاستخباراتي السعودي السابق. وفي مارس/آذار الماضي قام بالتحفظ على أبناء وشقيق الجبري كرهائن لديه".

المقال أوضح كذلك أن "بن سلمان" لم يصدر أية عقوبة بحق سعود القحطاني، مساعده الذي دبر جريمة خاشقجي، وقام باعتقال الكثير من السيدات، وتعذيبهن، مشيرًا إلى أنه "رغم إدانة بن سلمان في تحقيقات الاستخبارات الأمريكية، والأمم المتحدة، إلا أنه رفض الإقرار بالاتهامات التي وجهت له".

هيئة تحرير الصحيفة الأمريكية طالبت هي الأخرى قادة العالم بعدم المشاركة في قمة العشرين المزمع انعقادها بالمملكة الشهر المقبل، مضيفة "فمحمد بن سلمان يريد أن يعاد له الاعتبار من قبل قادة العالم الذين سيشاركون بالقمة".

وتابعت "وحتى إن كانت هذه القمة ستعقد افتراضيًا بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد(كوفيد-19)، فإنها ستعطي بن سلمان فرصة للظهور كقائد وزعيم مع قادة مثل رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون".

المقال قال كذلك إن "هذه القمة إذا كانت ستنعقد، فيجب تغيير اسمها ليصبح (قمة الحصانة)"، مضيفًا "فالنتيجة الوحيدة من هذه القمة إن عقدت في هذه الأجواء، هي إيصال رسالة لمحمد بن سلمان بأنه حر دون خوف من أي عواقب".

وأفاد بأن "القادة الديمقراطيين، يتحدثون عن ضرورة دعمنا ودفاعنا عن القيم الليبرالية التي تتعرض لهجمات الأنظمة القمعية كالصين وروسيا وغيرها"، مضيفًا "ولعل أفضل طريق للشروع في هذا هو الاشتراط على بن سلمان بإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين ببلاده، وتحمله مسؤولية جريمة خاشقجي، من أجل المشاركة بالقمة".

وتمر، الجمعة، الذكرى السنوية الثانية لمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في 2 أكتوبر/ تشرين الأول 2018، داخل القنصلية السعودية بإسطنبول، في قضية هزت الرأي العام الدولي، مع اتهامات تنفيها الرياض بأن ولي العهد محمد بن سلمان، هو من أصدر أمر اغتياله.

وفي 7 سبتمبر/ أيلول الجاري، تراجعت محكمة سعودية بشكل نهائي عن أحكام الإعدام التي صدرت بحق مدانين في مقتل خاشقجي، مكتفية بسجن 8 بأحكام متفاوتة بين 20 و7 و10 سنوات، وغلق مسار القضية.

المصدر | الأناضول

  كلمات مفتاحية

مقتل خاشقجي محاكمة قتلة خاشقجي خديجة جنكيز

كالامار: دقائق خاشقجي الأخيرة قبل قتله هي الأكثر ألما

بومبيو: نريد التأكد من أن التحقيق بمقتل خاشقجي كامل وشامل

نجل خاشقجي يحيي ذكرى والده بصورة صامتة

عبدالله العودة ومضاوي الرشيد بذكرى خاشقجي: سنتصدي لقمع بن سلمان

الفرصة الضائعة.. استفادة السعودية من رئاسة قمة العشرين تتطلب قرارات جريئة