لا تزال التساؤلات تتزايد في لبنان حاليا عن مسألة الإعلان المفاجئ من رئيس مجلس النواب "نبيه بري"، عن بدء إطار للتفاوض بين لبنان وإسرائيل، بوساطة أمريكية، على ترسيم الحدود البحرية وإنهاء النزاع بين بيروت وتل أبيب في هذا الشأن.

مبعث التساؤلات في الأساس، كان يدور حول الأسباب التي جعلت رئيس البرلمان اللبناني، والحليف الأبرز لـ"حزب الله" يتجاوز صلاحيات الرئيس اللبناني "ميشال عون"، حيث يعد الأخير هو المعني بالتفاوض حول تلك الملفات السيادية وعقد المعاهدات الدولية وفقا للمادة 52 من الدستور اللبناني.

وينظر مراقبون بتشكك إلى الوساطة الأمريكية في تلك المفاوضات، بعد أن رفضت إسرائيل التحكيم الدولي في هذه القضية.

وقالت مصادر إن هناك علامات استفهام على الدور الأمريكي، حيث أن شركة "شيفرون" الأمريكية اشترت شركة "نوبل إنرجي" المشغلة لبعض حقول النفط والغاز الإسرائيلية، ومنها حقل ليفاتان، وبالتالي، فإن الدور الإيجابي الذي ستلعبه واشنطن سيكون ميالا بوضوح إلى إسرائيل وليس لبنان، لا سيما أن الموقف الأمريكي واضح من إسرائيل وعلاقة الطرفين الاستراتيجية والأمنية، بحسب ما نشر موقع "العربي الجديد".

وأشار مصدر آخر لصحيفة "العربي الجديد"، إلى أن الاتفاق يهدف إلى تثبيت نفوذ أمريكي جديد في منطقة شرقي المتوسط، بالتفاهم مع إيران، متحدثين عن رغبة في واشنطن لكسب الوقت قبل الانتخابات الأمريكية وتخفيف الضغط على طهران و"حزب الله"، مقابل انخراط طهران في هكذا تسوية، تصب في صالح الإدارة الأمريكية التي نجحت في إدخال دول خليجية إلى حظيرة التطبيع مع إسرائيل علنا، وتريد تحقيق إنجاز في لبنان قريب من هذا الأمر، عبر محاولة تصفية النزاعات بين بيروت وتل أبيب.

ويذهب البعض إلى أن "حزب الله" و"حركة أمل"، قدما دعما معنويا إلى الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" قبل الانتخابات.

ودللوا على وجهة نظرهم بحرص رئيس مجلس النواب اللبناني على عدم ذكر كلمة "العدو الإسرائيلي" خلال تصريحاته الأخيرة عن التفاوض مع تل أبيب، حيث كان يقول "إسرائيل"، كمؤشر للنوايا الإيجابية اللبنانية تجاه الطرفين الإسرائيلي وحتى الأمريكي.

وكانت الولايات المتحدة قد رحبت، على لسان وزير خارجيتها "مايك بومبيو"، بالإعلان اللبناني الإسرائيلي، وقال "بومبيو" إن المناقشات بين الدولتين "يمكن أن تسفر عن تعزيز استقرار وأمن ورفاهية مواطني لبنان وإسرائيل على حد سواء"، بحسب "رويترز".