دعا رئيس مجلس الغرف التجارية السعودية (غير حكومية) إلى مقاطعة المنتجات التركية، وسط تقارير من التجار تفيد بأن العداء بين أنقرة والرياض يعيق عملية تدفق البضائع بين القوتين الإقليميتين.
وفى نهاية الشهر الماضي، كشفت وسائل إعلام تركية أن السعودية تستعد للإعلان خلال أيام عن حظر رسمي للمنتجات التركية أو كل ما يحمل علامة "صنع في تركيا" على خلفية التوترات السياسية بين البلدين.
وهناك خلاف بين السعودية وتركيا منذ عدة سنوات بشأن السياسة الخارجية والمواقف تجاه جماعات الإسلام السياسي.
فيما أدي مقتل الصحفي "جمال خاشقجي" داخل القنصلية السعودية بإسطنبول عام 2018 إلى تصعيد التوترات بشكل حاد بين الجانبين، وفي وقت سابق تبادلت الدولتان حجب بعض المواقع الإخبارية لبعضهما البعض.
وفى تغريدة له عبر "تويتر"، دعا رئيس مجلس الغرف التجارية السعودية "عجلان العجلان" إلى مقاطعة المنتجات التركية قائلا:
المقاطعة لكل ماهو تركي، سواء على مستوى الاستيراد او الاستثمار او السياحة، هي مسؤولية كل سعودي "التاجر والمستهلك"، رداً على استمرار العداء من الحكومة التركية على قيادتنا وبلدنا ومواطنينا،
— عجلان العجلان (@ajlnalajlan) October 2, 2020
وطوال أكثر من عام، تكهن بعض التجار السعوديين والأتراك بأن المملكة كانت تفرض مقاطعة غير رسمية على الواردات التركية.
وفي هذا الإطار نقلت "رويترز" عن مستورد سعودي -تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته- أن الحاويات التي استوردها هذا العام من تركيا ظلت لمدة 3 أشهر محتجزة في الجمارك حتى تم الإفراج عنها في النهاية.
وقال المستورد السعودي إن مسؤولي الجمارك نصحوه بشكل غير رسمي بعد الاستيراد مباشرة من تركيا مرة أخرى.
وفي 27 سبتمبر/أيلول المنصرم، نقلت صحيفة "جمهورييت" التركية (معارضة) عن مصادر قولها إن السلطات السعودية ستمنع دخول البضائع التركية إلى أراضيها، ابتداء من مطلع الشهر المقبل.
ورجحت الصحيفة أن يضر الحظر الرسمي المحتمل، والذي يأتي بعد عامين من منع غير رسمي من قبل السعودية للسلع التركية، بمصالح آلاف المصدرين الأتراك.
وتأتي السعودية في المرتبة الـ15 بين قائمة الدول التي تصدر إليها المنتجات التركية، ويبلغ حجم الصادرات التركية إلى السعودية 3.3 مليارات دولار، بينما تبلغ الواردات 3 مليارات.
ويعد الأثاث المنزلي التركي أحد المنتجات الأكثر تصديرا إلى السعودية، كما أن كل احتياجات الفنادق السعودية تتم تلبيتها من تركيا، وشكلت الفواكه الطازجة والخضراوات والمواد الغذائية والمنسوجات أيضا من بين منتجات التصدير المهمة.
وأرجعت الصحيفة أسباب الخطوة السعودية المرتقبة إلى موقف أنقرة من الأزمة الخليجية، والعمليات العسكرية في سوريا، ومقتل الصحفي "جمال خاشقجي".
والخميس الماضي، وجه الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" انتقادات قوية لدول خليجية وقادتها.
وقال "أردوغان" إن "السياسية التي ينتهجها قادة بعض دول المنطقة تتعارض مع المنطق والعقل والعدل والضمير، وتسهم في تعميق الأزمات".
وأشار إلى أن "قسما من تلك الدول تستهدف تركيا لأنها تكشف الحقائق وتقف إلى جانب المظلومين والحق".
وأردف: "يجب ألا ننسى بأن تلك الدول لم تكن موجودة سابقًا، وربما لن تكون في المستقبل، ولكننا سنواصل بإذن الله رفرفة علمنا إلى الأبد في هذه المنطقة".
