استنكرت جماعة "الإخوان المسلمون" تصريحات الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون"، التي زعم فيها الأخير أن الإسلام يمر في أزمة بجميع أرجاء العالم، وانتقد فيها جماعة "الإخوان".
جاء ذلك، في رسالة بعث بها نائب المرشد العام للجماعة "إبراهيم منير"، الإثنين، إلى "ماكرون"، قال فيها: "كنّا نرجو أن يأتي الحديث عن الإسلام كآخر الديانات السماوية بصورة تراعي مشاعر أكثر من ملياري مسلم، والالتزام بحقائق ما هو موجود في مراكز الدراسات وما يجري فيها من بحوث مستمرة حول ما جاء في الإسلام وشرائعه وقوانينه".
وأضاف: "ليأتي الحديث طبقا لما انتهت إليه هذه البحوث والدراسات، وليس في إطار سياسات بعض الدول التي تحكمها عوامل خارجية، وما تفرضه المنافسات الحزبية الداخلية، بعيدا عن الحقائق العلمية والتاريخية، وبعيدا عن ردود الفعل السلبية التي تعلمها باليقين الأجهزة المختصة".
وأكد "منير" أن "المقارنة بين فكر الإسلام ومبادئه ومدى التزام أتباعه بها، وبين واقع وتاريخ ورثة الثورة الفرنسية وأفكار فلاسفتها التي ألهبت حماس الناس وتطلعهم إلى من يناصر حرية البشر والمساواة بينهم وحقهم في التعبير عما يؤمنون به من أمثال ما جاء في كتابات الفيلسوف (جان جاك روسو)".
ولفت إلى أن "هذه المقارنة لن تكون بالتأكيد في صالح ورثة هذه الثورة، ومخالفة صريحة لما جاء في حديثكم الأخير".
واستطرد نائب المرشد العام لجماعة "الإخوان"، قائلا: "نؤكد لكم وللشعب الفرنسي ولكل شعوب الأرض أن فكر جماعة الإخوان النابع من دينها الذي يلتزم به أصحابه قد انتصر على تجاوزات بعض الأنظمة التي تتعمد دفعهم إلى التخلي عنه بتجاوزات غير قانونية وغير إنسانية بغية تشويهه والجميع يعلمها ويتابعها".
وتابع: "نؤكد أن الواقع الذي تعلمه الدنيا كلها هو التزام أصحاب هذا الفكر بأمانة الكلمة وأمانة العهود، والالتزام بالمواطنة وحقوقها في أي دولة يتواجدون على أرضها، واحترام قوانينها باعتبارها أساس العيش فيها، ومن واجباتها ليس فقط هذا الالتزام وإنما أيضا الحفاظ على أمنها باعتبار أن مَن يحمل هذا الفكر أصبح واحدا من شعبها".
واختتم "منير"، رسالته بالقول إن "أحداث العالم التي شهدها خلال سنوات عملها التي قاربت المئة عام، شاهدة الآن على ذلك، وما كنّا نتوقع أن يأتي حديثكم بما جاء فيه من اتهامات يراها الناس وبمنظور العلمانية غير صحيحة، وما كنّا نرجو أن يأتي ذلك على لسان رئيس الجمهورية الفرنسية".
وكان "ماكرون"، اعتبر في تصريحات له الجمعة، أن الإسلام "ديانة تعيش اليوم أزمة في كل مكان في العالم".
وأشار الرئيس الفرنسي، إلى أنه ينبغي على فرنسا التصدي لما وصفها بـالانعزالية الإسلامية الساعية إلى إقامة نظام مواز وإنكار الجمهورية.
كما وصف جماعة "الإخوان" بالانعزالية والراديكالية، وتوظيف الدين والسعي إلى إقامة نظام مواز وإنكار الجمهورية.
