رصدت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية حالة التباين الصارخ في الثروة داخل لبنان، مستشهدة في هذا الإطار بمدينة طرابلس التي رغم أنها من أفقر المدن لكن يعيش فيها أثرى أثرياء لبنان.

ونقلت الصحيفة عن عمدة مدينة طرابلس "رياض يمق" قوله إن البلدية تعاني من نقص الموارد المالية لدرجة لا تستطيع مواصلة مهامها للسكان.

وذكرت أنه في الوقت الذي يواجه فيه لبنان بوجه عام أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه الحديث، تشهد قائمة "فوربس" لأثرياء العالم 2020، 6 مليارديرات لبنانيين.

 وأوضحت الصحيفة أن المدينة المتداعية التي تعد ثاني مدينة من ناحية السكان ويعيش فيها أكثر من 600 ألف نسمة، هي مدينة اثنين من أكبر أثرياء لبنان، وهما رئيس الوزراء السابق، "نجيب ميقاتي"، وشقيقه "طه ميقاتي" حيث راكما ثروتيهما في الخارج بقطاع الاتصالات.

وهناك ابن آخر للمدينة وهو "مصطفى أديب" الذي كلف بتشكيل الحكومة بعد الانفجار الكارثي الذي ضرب العاصمة بيروت في 4 أغسطس/آب الماضي، وكشف عن سوء الإدارة والمعاناة في البلد، واعتذر في الأسبوع الماضي عن تشكيل الحكومة وسط خلافات السياسيين حول توزيع المناصب.

وقالت الصحيفة إن طرابلس تعاني اليوم من بطء في التجارة لدرجة تأخر 89% من أعضاء غرفة التجارة في طرابلس عن تجديد اشتراكاتهم حسب "توفيق دبوسي" مدير الغرفة وبسبب إغلاق المتاجر أو تجميد أعمالها.

ويقول "فلاديمير هلاسني"، الاقتصادي في المفوضية الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا التابعة للأمم المتحدة: "لبنان لديه أعلى كثافة في الثروة ولديه أكبر كثافة أصحاب المليارات في العالم".

وتملك 10% من الأثرياء نسبة 71% من ثروة البلاد، حسب المفوضية الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا والتي قدرت في الشهر الماضي تصاعدا نسبيا في مستويات الفقر من 29% عام 2019 إلى 55% في 2020.

 ووفق الصحيفة فإن لبنان يأتي في المرتبة الثانية في مؤشر "جيني" لعدم المساواة بعد السعودية.

((3))