بررت النيابة المصرية واقعة مقتل المواطن المصري "عويس الراوي" التي فجرت غضبا واسعا في مصر بقولها إنها أصدرت أمرا بالقبض عليه لاستجوابه فيما نُسب إليه من جرائم إرهابية، لكنه قاوم قوات الأمن بسلاح ناري ما أدى لمقتله.

جاء ذلك في بيان صادر عن النيابة العامة المصرية تعليقا على واقعة مقتل "الراوي" على يد الشرطة في قرية العوامية بمحافظة الأقصر (جنوب) 30 سبتمبر/أيلول الماضي؛ ما تسبب باحتجاجات ومصادمات مع رجال الشرطة.

ويعد بيان النيابة أول تعليق رسمي على واقعة "الراوي" بعد أكثر من أسبوع على مقتله، وهي رواية تختلف تماما عن الرواية التي قالها ذووه وتناقلتها حسابات المعارضة المصرية.

وقال النيابة، في بيانها، إنها تباشر التحقيقات في واقعة وفاة "الراوي" خلال محاولة الشرطة ضبطه وآخرين من ذويه.

وأضافت أنها أمرت بضبط ذوي المتوفَى وآخرين؛ لاستجوابهم فيما نُسب إليهم من جرائم إرهابية على ضوء ما أسفرت عنه تحريات قطاع الأمن الوطني.

ولفتت إلى أنها أُخطرت بوفاة "الراوي" بعد محاولته مقاومة قوة الشرطة التي توجَّهت إلى مسكنه وذويه المطلوب ضبطهم نفاذًا لإذن النيابة العامة، وذلك بسلاح ناري آلي ضُبِط جوارَ جثمانه بقصد الحيلولة دون تنفيذ الإذن.

وانتقلت النيابة العامة لمناظرة جثمان المتوفى، وانتدبت الطبيب الشرعي لإجراء الصفة التشريحية عليه قبل دفنه، ثم استجوبت شقيقه الذي أمكن ضبطه خلال تنفيذ الإذن، وكذا استجوبت ضابط الشرطة قائد المأمورية التي كُلِّفت بتنفيذ إذن النيابة العامة، واستمعت لشهادة والد المتوفي.

وقال البيان إن النيابة تبينت من الاستجواب اختلاف أقوال الثلاثة حول ملابسات واقعة الوفاة؛ لذا آثرت عدم الإفصاح في بيانها عن مؤدَّى أقوالهم حفظًا لسلامة التحقيقات حتى انتهائها، وضمانًا للوصول إلى الحقيقة.

ونفى بيان النيابة صحَّة ما ورد بمواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية المختلفة حول ملابسات الواقعة، زاعمة أن والد المتوفى نفى في تحقيقات النيابة العامة وقوعَ أي اعتداء عليه من الضباط أو الأفراد القائمين على تنفيذ إذن النيابة العامة المشار إليه.

وأهابت النيابة بالجميع الالتزام بما تصدره وحدَها دون غيرها بشأن تلك الواقعة وغيرها من الوقائع، وتجنب الشائعات والأخبار الكاذبة التي تضرُّ حتمًا بالسلم العام وتؤثِّر سلبًا على سلامة التحقيقات.

كان ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي ذكروا في روايات متواترة أن الضابط المرافق للقوة الأمنية كان يبحث عن شقيق "الراوي"، وعندما لم يجده سأل والده عن مكانه، فأنكر معرفته بمكانه ما دفع الضابط لصفعه، وهنا رد "الراوي" الصفعة للضابط على الفور، فسحب الأخير سلاحه وأطلق عليه ثلاث رصاصات في رأسه ما أدى لمقتله في الحال.