كيف أصبحت أذربيجان الحليف الإسلامي لإسرائيل في القوقاز؟

السبت 10 أكتوبر 2020 12:16 م

كانت إسرائيل من الدول الأولى التي اعترفت بأذربيجان عندما أعلنت استقلالها عام 1991، وصارت جزءا من منظومتها الاستراتيجية في هذه المنطقة.

إنها سياسة الأطراف التي تتبعها إسرائيل كجزء من استراتيجيتها العامة والتي بلورها "بن جوريون" في الخمسينات. سياسة تعتمد على إقامة علاقات متينة مع دولة قريبة من دولة أخرى عدوة. وقد وجدت تل أبيب ضالتها في أذربيجان لدى انهيار الاتحاد السوفياتي لأنها تشكل ساحة خلفية لإيران، كما أنها دولة نفطية.  والأهم هو العلاقة الرمزية التي كانت تعني الكثير لإسرائيل قبل 25 عاما. 

افتتحت إسرائيل سفارة لها في باكو عاصمة أذربيجان، في عهد حكومة "إسحاق رابين" رئيس الوزراء الأسبق، فيما رفضت الدولة المسلمة فتح سفارة لها في تل أبيب بسبب الضغوط التي مارستها الدول العربية والإسلامية على أذربيجان.  وتمت إدارة العلاقات بين البلدين من خلال شركة الطيران الأذربيجانية في إسرائيل.

وتعتبر أذربيجان حلقة مهمة في علاقات إسرائيل الخارجية؛ إذ شكلت بديلا لإيران التي قطعت علاقاتها بالدولة العبرية بعد عودة "الخميني" إلى إيران عام 1979، وهي بالتالي استبدلت دولة شيعية بأخرى. كما أنها تشكل جزءا من السعي الإسرائيلي للبحث عن البترول؛ حيث صارت تستورد 40% من حاجاتها منه من أذربيجان بأسعار رخيصة.

ولعبت الجالية اليهودية دورا مهما في تطوير العلاقات بين الدولتين. وهاجر أكثر من 70 ألف يهودي من أذربيجان إلى إسرائيل في بداية التسعينات، يعمل معظمهم الآن في صناعات النفط والغاز بفضل خبرتهم التي اكتسبوها في بلادهم النفطية. وبقي في أذربيجان اليوم 30 ألف يهودي يسكن معظمهم في العاصمة.

أسلحة إسرائيلية الى باكو

تتعامل إسرائيل مع الصراع الأرميني الاذربيجاني بشكل علني؛ فهي لا تنفي أنها تزود باكو بالأسلحة المتقدمة، وهو ما اعترف به القادة الأذريون الذين يبررون شراء الأسلحة بهدف تحرير إقليم "قره باغ" المتنازع عليه.

وتبيع إسرائيل لأذربيجان طائرات بدون طيار، وأنظمة مضادة للطائرات وأخرى مضادة للصواريخ، كما باعتها طائرات من نوع "هيرمس 45" بدون طيار التي تصنعها شركة "ألبيت" الإسرائيلية، وكذلك قاذفة بدون طيار من نوع "هاروف"، وهي عبارة عن طائرة مفخخة تشبه واجهتها الصاروخ، مخصصة لتدمير الأهداف الاستراتيجية، تحمل متفجرات قادرة على تحديد الأهداف بشكل مستقل بناءً على الرادار أو موجات الراديو، كما أكدت صحيفة "واشنطن بوست".

علاوة على ذلك، تمتلك شركة الطيران الإسرائيلية مصنعا للطائرات بدون طيار في باكو، بالشراكة مع الحكومة المحلية. سمي المصنع على اسم الرئيس المؤسس للجمهورية وهو والد الرئيس الحالي.

ولدى إقامة المعرض الأمني الأول في تاريخ أذربيجان احتلت الصناعة العسكرية الإسرائيلية 20% من مساحة المعرض؛ مما يؤكد أهمية التعاون العسكري بين البلدين.

ويملك جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" قاعدة كبيرة في أذربيجان وله مواقع متقدمة للتجسس وتهديد إيران وربما التخطيط للقيام بهجمات عليها.

((2))

المصدر | مونت كارلو

  كلمات مفتاحية

أذربيجان إسرائيل أرمينيا الصراع الأرميني الاذربيجاني

وزيرا الخارجية السعودي والأذري يبحثان مستجدات أزمة قره باغ

أذربيجان تستعين بخبرات إسرائيل وتركيا لمواجهة الهجمات السيبرانية الروسية