قال مفتي مصر "شوقي علام" إن 50% من الجيل الثاني والثالث من المسلمين الأوروبيين أعضاء في تنظيم "الدولة"، وهي تصريحات هاجمها ناشطون وعدوها أسوأ من تصريحات الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون بحق الإسلام.

وأضاف أن هناك أكثر من مليار و800 مليون مسلم على مستوى العالم؛ عدد قليل منهم تفوح منه روائح تؤدي للإسلاموفوبيا، حسب قوله.

وتابع: "نحن لا نبرر جرائمهم، لكن ندينها ونقول إن ذلك يتنافى تماما مع الإسلام، لكن لا ينبغي أن يُبنى على الجرائم الفردية من مجموع المسلمين الحكم على الإسلام بما يضر بالمسلمين".

ودعا "علام" في تصريحات إعلامية إلى دراسة الظاهرة، مشيرا إلى أنه بالفعل "جرى دراستها في عام 2016 حيث وجدوا أن أعداد الأوروبيين في داعش (تنظيم الدولة) يتزايد، إلى أن وصل لما يقرب من 50% من المسلمين الذين يعيشون في أوروبا من الجيلين الثاني والثالث أعضاء في تنظيم داعش".

وأوضح أنه "لاشك أنه يوجد خلل لدى تلك البلاد في تناولهم لقضايا المسلمين أنفسهم؛ ولذلك يجب طرح العديد من التساؤلات والحلول في هذا الأمر".

وأشار إلى أن هذه التساؤلات جرى الإجابة عنها من خلال إقامة مؤتمر لبحث أساس المشكلة؛ فوجدنا أن المراكز الإسلامية في الخارج تحتاج لإعادة النظر في القائمين عليها من ناحية التدريب والتأهيل والتكوين العلمي.

وتسببت تصريحات المفتي بحالة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي التي اعتبرها النشطاء تأتي في سياق الحرب على الإسلام، قائلين إن خطاب مفتي مصر أشد وأنكى من خطاب الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون".

من جهته، نشر "إبراهيم نجم" مستشار مفتي الجمهورية مقالا في صحيفة "الأهرام"، السبت، بعنوان  "ماكرون والإسلام.. مصارحة ومراجعة".

واعتبر "نجم" في مقاله أن "صرخة ماكرون ليست عداءً للإسلام ولا محاولة للنيل منه، بقدر ما هي إطلاق صرخة استغاثة من التطرف الذي تزداد رقعة انتشاره يوما بعد يوم؛ فأصبحت تمثل خطرا حقيقيا على العالم كله وليس على فرنسا وحدها"، على حد قوله. 

وأضاف "نجم" أن خطاب "ماكرون" تم تحميله معاني لم يقصدها. 

كان "ماكرون" تحدث في خطاب له، الجمعة الماضي، عن "إعادة هيكلة الإسلام"، وقال إن "الإسلام يعيش اليوم أزمة في كل مكان بالعالم"، وعلى باريس التصدي لما وصفها بـ"الانعزالية الإسلامية الساعية إلى إقامة نظام مواز وإنكار الجمهورية الفرنسية".

وجاء ذلك بالتزامن مع استعداد "ماكرون"، لطرح مشروع قانون ضد ما يسميه بـ"الانفصال الشعوري"؛ بهدف "مكافحة من يوظفون الدين للتشكيك في قيم الجمهورية".

وطال "ماكرون" انتقادات شديدة إثر ما اعتبره الكثيرون هجوما على الإسلام، لاسيما من الجامع الأزهر في مصر، والاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، ومفتي عمان والرئيس التركي "رجب طيب أردوغان".