تفاصيل جديدة لمؤامرة اختطاف حاكمة ميشيجان

السبت 10 أكتوبر 2020 08:41 م

كشفت النائبة العامة في ولاية ميشيجان الأمريكية النقاب عن أن حاكمة الولاية كانت على اطلاع بمستجدات المؤامرة لاختطافها، وتم نقلها من مكان لآخر فيما كان مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) يعمل على اقتفاء أثر من خططوا لاختطافها.

وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي الخميس، إنه أحبط مؤامرة أعد لها رجال يُزعم أنهم مسلحون لإجراء "محاكمة بتهمة الخيانة" لحاكمة الولاية "جريتشين ويتمير"، ووجه الاتهام في هذه القضية إلى 13رجلاً.

وجعلت الإجراءات الصارمة لمكافحة انتشار فيروس كورونا في ولاية ميشيجان من حاكمة الولاية "ويتمير" هدفاً للمتشككين بوجود مرض كوفيد-19.

وقالت النائبة العامة "دانا نيسيل" الجمعة لقناة "سي بي إس" الإخبارية: "أحياناً كان يتم نقلها وعائلتها من مكان لآخر نتيجة لأنشطة كانت سلطات إنفاذ القانون على علم بها".

وقالت "نيسيل" إن الحاكمة الديمقراطية أُبقيت على اطلاع بأحدث المستجدات بشأن التحقيقات التي تمت في الأشهر القليلة الماضية.

وأضافت النائبة العامة أن المشتبه بهم كانوا قد اقتربوا كثيراً من تنفيذ خطتهم، وهو ما اضطر الشرطة إلى التدخل "قبل أن يفقد أي شخص حياته".

ما الذي كانوا يخططون له؟

وبحسب إفادة خطية مشفوعة بالقسم من مكتب التحقيقات الفيدرالي نشرت الخميس، فإن مصدراً سرياً حضر اجتماعاً عقد في أوهايو في يونيو/حزيران الماضي، حيث ناقشت فيه مجموعة من أعضاء ميليشيا، مقرها ميشيجان، الإطاحة بحكومات الولايات "التي يعتقدون أنها تنتهك الدستور الأمريكي".

وفي شريط مصور، شجب أحد المشتبه بهم دور الولاية في تقرير موعد إعادة فتح صالات الألعاب الرياضية خلال فترة الإغلاق المفروض لمواجهة انتشار فيروس كورونا.

وقال المحققون إن الرجال التقوا في قبو كان يتم الدخول إليه من خلال باب سري مخفي تحت سجادة.

ووجهت السلطات الاتهام لستة رجال -خمسة من ميشيجان وواحد من ديلاوير- في محكمة فيدرالية بالتخطيط لعملية الاختطاف وهم "آدم فوكس وباري كروفت وكيلاب فرانكس ودانييل هاريس وبراندون كازيرت وتاي غاربن".

وقامت السلطات الأربعاء الماضي باقتحام مسكن تاي جاربن، في ساحة للعربات المقطورة.

ويواجه السبعة الآخرون تهماً تتعلق بالإرهاب ومخالفات متعلقة بأنشطة العصابات في محكمة الولاية، وذلك في ما يتعلق بمؤامرة الاختطاف المزعومة.

والسبعة أشخاص هم "بول بيلار وشون فيكس وإيريك موليتور ومايكل نول ووليام نول وبيت موسيكو وجوزيف موريسون".

وكانت المجموعة ترغب بجمع حوالي "200 رجل" لاقتحام مبنى حكومة الولاية واحتجاز رهائن، من بينهم حاكمة الولاية، وكانوا يأملون تنفيذ خطتهم قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وفي حال فشل هذه الخطة، كانوا يعتزمون مهاجمة الحاكمة في مسكنها، بحسب مسؤولين.

لغة خطاب "ترامب"

,في مؤتمر صحفي عقدته الخميس، ربطت حاكمة الولاية بين المؤامرة ضدها ولغة خطاب الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، الذي تقول إنه أمضى شهوراً في "إذكاء عدم الثقة وإثارة الغضب وطمأنة أولئك الذين ينشرون الخوف والكراهية والانقسام".

وبحسب منشورات بوسائل التواصل الاجتماعي، أوردتها وسائل إعلام أمريكية، فإن بعض المشتبه بهم أعربوا سابقاً عن تأييدهم لترامب، مع أن أحد رجال الميليشيا وصف الرئيس "ترامب" بأنه "طاغية"، مضيفا أن "كل شخص يعمل لصالح الحكومة هو عدوك يا صديقي".

وفي أبريل/نيسان الماضي، ساند "ترامب" الاحتجاجات المناهضة للإغلاق، حيث قال في تغريدة بـ"تويتر": "حرروا ميشيجان".

وبعد ذلك بشهر، اقتحم محتجون مسلحون معارضون للإغلاق مبنى حكومة الولاية.

وأكدت النائبة العامة في ميشيجان الخميس الماضيK أن 2 من الرجال الذين تم تصويرهم في الاحتجاج الذي حصل في مايو/أيار الماضي هم من بين المشتبه بهم المعتقلين.

وسعى "ترامب" مساء الخميس، الذي ينتمي للحزب الجمهوري، لأن ينسب الفضل لنفسه في قيام المحققين الفيدراليين بالقضاء على التهديد المزعوم لحاكمة ولاية ميشيجان.

وكتب "ترامب" في تغريدة: "بدلاً من أن تقول شكراً، وصفتني بالمؤمن بتفوق العرق الأبيض- بينما يرفض (المرشح الديمقراطي في انتخابات الرئاسة جو) بايدن والديمقراطيون إدانة اللصوص والرعاع من حركة أنتيفا (المناهضة للفاشية) والفوضويين الذين أحرقوا مدنا يديرها ديمقراطيون".

وقد يكون لولاية ميشيجان دور محوري في تحديد نتيجة الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها الشهر المقبل.

وكان "جو بايدن"، المنافس لJ"ترامب" على منصب الرئاسة، قد أدان الميليشيات باعتبارها "تهديداً حقيقياً"، وقال إن تغريدة الرئيس التي وردت فيها كلمة "حرروا" شجعت الميليشيات.

وأضاف "بايدن" أن "كلمات الرئيس تكون مهمة"، مضيفاً "لماذا لا يستطيع الرئيس أن يقول "كفى، كفى، كفى، كفى؟".

وخلال السنوات القليلة الماضية، رُبطت العديد من حوادث العنف بميليشيات من مواطنين عاديين في أنحاء متفرقة من الولايات المتحدة.

ويحمل أتباع هذه الجماعات، الذين غالباً ما يكونون من البيض، السلاح أحياناً خلال الاحتجاجات. وحذرت وزارة الأمن الداخلي الأسبوع المنصرم في تقرير سنوي من أن حركة تفوق العرق الأبيض العنيفة كانت "التهديد الأكثر إلحاحا ودموية في البلاد".

"بوجالو بويز"

وأفادت تقارير بأن هؤلاء الرجال مرتبطون بميليشيا تدعى "بوجالو بويز". وهذه حركة كبرت وتنامت عبر الإنترنت.

ومن الصعب في الواقع وصف دوافع هذه الجماعة. فهي ليست حركة "يمينية" بالمفهوم التقليدي. وأعضاء الحركة يعارضون بشدة سلطة إنفاذ القانون، إذ اعتقل بعضهم بتهم قتل أفراد بالشرطة.

,بشكل عام، هم تحرريون متطرفون -على شاكلة "تيموثي ماكفي"، منفذ تفجير مدينة أوكلاهوما- ولكن بحوزتهم أسلحة.

أما مصطلح "بوجالو"، فهو يعتبر في العادة مؤشراً للحرب الأهلية. ولديهم كراهية متأصلة للحكومات الكبيرة- لكنهم على نحو مربك غالباً ما يكونون مؤيدين لترامب، وإن كان ذلك التأييد ليس حصرياً. ولهذا السبب فإنهم يصبون جام غضبهم في الغالب على حكومات الولايات وليس على الحكومة الفيدرالية.

واستغرقت وسائل التواصل الاجتماعي وقتا طويلا حتى تحركت ضد حركة "بوجالو".

فقد حجب موقع فيسبوك عدداً من المجموعات التابعة لبوجالو في يونيو/حزيران - بما في ذلك المجموعة التي كان هؤلاء الرجال أعضاء فيها.

وفي يوليو/تموز الماضي، عرضت للقائمين على تطبيق "تيك توك" سلسلة من شرائط مصورة لبوجالو كانت على المنصة.

وحتى الآن، من السهل العثور على مقاطع فيديو خاصة بحركة بوجالو على وسائل التواصل الاجتماعي - فالوسومات التي يستخدمونها تتغير في أغلب الأحيان وبالتالي من الصعب مجاراتهم.

المصدر | الخليج الجديد + بي بي سي

  كلمات مفتاحية

يمين متطرف حاكمة ميشيجان ترامب