قرر مجلس إدارة إذاعة ميلودي الأردنية (خاصة)، السبت،  إيقاف برنامج "علينا وعليك" من تقديم "جهاد أبو بيدر" و"معاذ العمري" بسبب قطع مكالمة للأسيرة المحررة "أحلام التميمي" خلال مناشدة إنسانية لإعادة زوجها الذي طلب منه مغادرة البلاد دون أسباب.

وقال مجلس إدارة الإذاعة في بيان نشره على موقع الإذاعة على "فيسبوك"، إن القرار يأتي نظرا لحالة الجدل الأخيرة التي حدثت أثناء اتصال أجرته الإذاعة مع الأسيرة المحررة "أحلام التميمي" لحين تبيان كامل ما جرى في هذا الاتصال وحيثيات الأمر.

وأشار البيان إلى "دعم الإذاعة الكامل، لقضية الأسيرة المحررة منذ الأول وتبنيها للقضية، ولكافة قضايا الوطن" وفق وصفها، معربة عن "احترام جمهور الإذاعة ورأيه، الذي هو نبراس للعمل من خلال نيل رضاهم".

وفي السياق ذاته، أعلن راعي البرنامج، وهو أحد المطاعم والمقاهي في العاصمة الأردنية عمان، عن وقف رعايته.

وأوضح المطعم الراعي، موقفه عبر منشور على حسابه بموقع "فيسبوك"، وأرفقه بوسم "أحلام التميمي صوتك عالي".

وتداول ناشطون في الأيام الماضية، مقطع فيديو يوثق المحادثة التي جرت بين "أحلام التميمي" والمذيع "معاذ العمري"، إذ أشار زميله "أبو بيدر" بيده لإنهاء المحادثة بينما كانت "أحلام" تحاول أن تتقدم بطلب للعاهل الأردني الملك "عبدالله الثاني" عبر أثير الإذاعة، بتجديد إقامة زوجها "نزار التميمي" الذي صدر قرار بعدم تجديدها وعودته لفلسطين.

وقال "العمري" إن صوت "أحلام" لا يمكن سماعه، وإن هناك خللا في الاتصال، رغم وضوح صوتها بحسب ما ورد في الفيديو.

وبعد ملاحظة "العمري"، قام الكنترول بقطع الاتصال، وقال "العمري" إنه سيجرى الاتصال مرة أخرى بـ"أحلام".

وعبر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي عن استيائهم من تعمد الإذاعة قطع الاتصال عمدا عن الأسيرة الفلسطينية المحررة، ودعوا للدخول إلى صفحات الإعلاميين والتبليغ عنها لحظرها.

وهاجم آخرون أسلوب المذيعين في محاولة إخفاء ما حاولت "أحلام" قوله ووصفوا ما قاموا به بـ"التصرف اللاأخلاقي" تجاه قضية إنسانية لأسيرة محررة.

وتحت وسم "#أحلام_التميمي_صوتك_عالي"، غرد ناشطون للتعبير عن غضبهم من طريقة تعامل مقدمي البرنامج مع "أحلام".

و"أحلام التميمي" هي أسيرة محررة ضمن صفقة التبادل التي أبرمتها حركة "حماس"، مع الجيش الإسرائيلي لإطلاق الجندي "جلعاد شاليط"، وكانت تقضي حكما بالمؤبد المكرر 16 مرة، لمساعدتها في تنفيذ عملية في تل أبيب عام 2001.

يذكر أن السلطات الأردنية، طلبت من الأسير المحرر "نزار التميمي"، زوج "أحلام" مغادرة البلاد، باعتباره شخصا "غير مرغوب فيه".

وناشدت "أحلام" السلطات الأردنية، إعادة زوجها إلى البلاد، وقالت خلال لقاءات مع إذاعة أردنية، إن "نزار لم يخالف القانون الأردني، وكان منشغلا بدراسته الجامعية، وحياته الأسريه فقط".

وكانت الأسيرة الفلسطينية المحررة قد انتقدت موقف السلطات الأردنية من زوجها، في 4 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، واصفة إبعاده إلى قطر بأنه "انصياع للمطلب الأمريكي في محاولة لإخراجي خلفه واعتقالي"، وفقا لما نقلته إذاعة "الرأي" الأردنية.

وأشارت إلى أن القرار معلل فقط بأن "نزار" شخص غير مرغوب فيه في الأردن، وصدر بشكل قطعي وغير قابل للنقاش، وأعطي مدة أسبوع لتنفيذه، مشيرة إلى صعوبة تحركها خارج الأراضي الأردنية بسبب وجود قضية أمريكية ضدها.

ونوهت إلى أن القانون الأردني يكفل لها عودة زوجها إلى الأردن، مؤكدة تفهمها للضغوطات السياسية التي تتعرض لها الأردن بسبب وجودها على أراضيها، وهي تحترم هذا الأمر.