محاولات علنية من المليشيات الإيرانية لتغيير هوية ريف دير الزور

الأربعاء 14 أكتوبر 2020 11:59 م

بدأت الميليشيات الإيرانية بتغيير هوية المنطقة في ريف دير الزور الشرقي في أقصى الشرق السوري.

وتمتد تلك المنطقة من مدينة الميادين إلى مدينة البوكمال، آخر مدينة سورية قبل الحدود العراقية، في خطوة تؤكد نيّة الإيرانيين البقاء في هذه المنطقة التي تعدّ محطة مهمة على الطريق البري الممتد من إيران إلى سواحل البحر الأبيض المتوسط.

ووفق مصادر محلية، بدّلت الميليشيات الإيرانية المسيطرة على مدينة المياذين والمعروفة بـ"الميادين"، أسماء شوارع هذه المدينة، إذ غيّرت اسم شارع "أنس بن مالك" إلى "الإمام الخميني"، و"الجيش" إلى "الإمام العباس"، وشارع "أبو غروب" تحول إلى "قاسم سليماني"، و"ساقية الري" إلى "فاطميون".

ومنذ أواخر عام 2017، تسيطر الميليشيات الإيرانية بشكل مطلق على جزء من ريف دير الزور الشرقي جنوب نهر الفرات، يمتد من مدينة الميادين غرباً إلى مدينة البوكمال على الحدود السورية العراقية شرقاً بطول أكثر من 50 كيلومتراً.

ومن أبرز هذه الميليشيات: "لواء فاطميون" الذي يضم مرتزقة شيعة من أفغانستان، و"لواء زينبيون" الذي يضم مرتزقة شيعة من باكستان، بالإضافة إلى "لواء الإمام علي" و"حركة النجباء" وقوات من "الحرس الثوري" الإيراني، وميليشيات أخرى من "الحشد الشعبي" العراقي.

ووفق المصادر التي تحدثت لـ"العربي الجديد"، لا يقتصر العبث بهوية المنطقة على تغيير أسماء الشوارع فحسب، بل تعمل هذه الميليشيات على "إجبار من بقي من سكان المنطقة على التحوّل للمذهب الشيعي ترهيباً وترغيباً"، مضيفة: "تحت القبضة الأمنية والعسكرية لهذه الميليشيات، وفي ظلّ عدم وجود قوة رادعة لها، اضطر بعض السكان إلى التظاهر بالتحول إلى المذهب الشيعي".

وفشل التحالف الدولي بقيادة واشنطن، على الرغم من القصف الجوي المستمر على قواعد ونقاط تمركز الإيرانيين في المنطقة، في دفع هذه الميليشيات للخروج من سوريا، لا بل تعمل كل يوم على تعزيز مواقعها من خلال استقدام مسلحين عبر معبر البوكمال الحدودي الذي تسيطر عليه، إضافة إلى معابر غير نظامية أقامتها على الحدود السورية العراقية المشتركة.

وأقامت إيران العديد من القواعد العسكرية في ريف دير الزور الشرقي، أبرزها "قاعدة الإمام علي" التي تقع في منطقة الهري بمحيط البوكمال وتضمّ نقاطاً عسكرية، ومخازن سلاح وساحات تدريب مقاتلين، وعدد من المقار العسكرية للميليشيات.

كما أنشأ الإيرانيون مزارات شيعية، ومن هذه المزارات ما سميّ بـ"عين علي" في بادية بلدة القورية.

وتروّج الرواية الإيرانية بأنّ نبع ماء تفجّر تحت فرس الخليفة الرابع علي بن أبي طالب، أثناء توجهه إلى ما يعرف بـ"موقعة صفين".

وتهدف هذه الإجراءات إلى تغيير وجه محافظة دير الزور جنوب نهر الفرات، في حين تسيطر "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) على الجانب الشمالي من النهر الذي نزح إليه عدد كبير من سكان المناطق الواقعة تحت السيطرة الإيرانية.

ودأب النظام الإيراني منذ سنوات طويلة على إحياء وإنشاء مزارات داخل سوريا لاستقطاب الحجاج الشيعة إليها، منها مقام سكينة في مدينة داريا جنوب غربي دمشق، ومقام رقية في حي العمارة الدمشقي، ومقام حجر بن عدي بالقرب من منطقة عدرا شرقي العاصمة دمشق، ومقام عمار بن ياسر في الرقة.

وقبيل الثورة السورية بسنوات، تسلّم الإيرانيون مقام السيدة زينب جنوب دمشق، فحوّلوا المنطقة التي تحمل الاسم ذاته، إلى منطقة نفوذ كبير لهم، تعزز أكثر بعد الثورة، حيث شحنوها بالميليشيات تحت ذريعة حماية المقام.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

دير الزور ميليشيات إيرانية سوريا إيران

15 غارة للتحالف الدولي على مواقع مليشيات إيرانية بدير الزور السورية

إيران ترسل صواريخ أرض-أرض لحزب الله العراقي بسوريا

النظام السوري يعلق على أول غارة لإدارة بايدن

بعد الأطفال.. ميليشيات إيران تجند النساء في دير الزور لأغراض استخباراتية

سوريا.. طائرات مجهولة تستهدف قاعدة لفصائل إيرانية في دير الزور