استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

بين ترمب وبايدن: ماذا ينتظر الخليج بعد الانتخابات؟

الاثنين 19 أكتوبر 2020 07:05 ص

بين ترمب وبايدن: ماذا ينتظر الخليج بعد الانتخابات؟

رغم تحولات كبيرة بموازين القوى بالمنطقة تبقى واشنطن صانعة الموقف الخليجي سلباً وإيجاباً!

وأيًا كانت نتيجة الانتخابات الأمريكية فملفات المنطقة الساخنة ستتأثر حتماً بطبيعة الإدارة القادمة.

بالنسبة لدول الخليج ماذا يُتوقع من فوز أي من المرشحين؟ هل من تغير حقيقي في السياسة الأمريكية لدى فوز بايدن؟

*     *     *

مع قرب موعد الانتخابات الأمريكية يحبس العالم أنفاسه بعد أربع سنوات من حكم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي منذ أن وضع قدمه على دواسة بنزين الرئاسة لم يترك إشارة سياسية حمراء إلا وتجاوزها ويستمر بسرعة جنونية نحو الهاوية مصطحباً معه بلاده والعالم!

وأكثر من أي انتخابات سابقة تنتظر مختلف الدول رحيل هذا الكابوس القابع على صدر العالم مع ترقب لأن يقوم بايدن حال وصوله للبيت الأبيض بإعادة المياه إلى مجاريها باتجاه سلوك تقليدي مفهوم للقوة التي ما زالت تمثل القطب الأوحد عالمياً رغم كل ما فعله ترمب.

لكن بالنسبة لدول الخليج العربي ماذا يمكن أن تتوقع من فوز أي من المرشحين؟ وهل هناك تغير حقيقي في السياسة الأمريكية في حال فاز بايدن؟

في حال فوز ترامب في الانتخابات القادمة فإنه بلا شك لن يكون هناك تغيير حاسم في السياسة الخارجية الأمريكية، ولكنه سيعني استمراراً في سياسة الضغوط القصوى على إيران، وبالتالي يبقى شبح الحرب يحوم حول منطقة الخليج.

من ناحية أخرى قد يجد ترمب الفرصة مواتية في فترته الثانية وهو لا ينتظر انتخابات قادمة لأن يبحث في إمكانية تحقيق صفقة جديدة مع الإيرانيين إلا أن ما يصطحبه ترمب إلى طاولة المفاوضات ليس من المتوقع أن يكون مقبولاً من حيث المبدأ إيرانياً.

لذلك لا يستبعد أن يدفع النظام الإيراني برئيس من المحافظين يقود المواجهة العنيفة مع واشنطن، وأن تستمر الاستفزازات بين الطرفين، أما فيما يتعلق بالعلاقة مع دول الخليج الست فلا شك أن الضغط سيتواصل لحمل بقية الدول على التطبيع مع تل أبيب.

ورغم التطور الإيجابي في العلاقة مع أبوظبي بعد تطبيعها الأخير فإن تقلب السياسة الأمريكية والضغط لرفع الحصار الجوي عن قطر والتأخر في تمرير صفقة طائرات F35 ستكون عوامل موترة للعلاقة بين الطرفين.

بالنسبة لقطر فإنه من الواضح أن السياسة القطرية تجاوزت العتبة مع ترمب، وأصبحت هناك قدرة على التعاطي مع احتياجات إدارته بشكل يضمن المصالح القطرية العليا وموقف إيجابي أمريكي بشكل عام، ولكن سلوك ترمب وإدارته لم يكن يوماً محط ثقة، وبالتالي فإن حالة الارتباك التي يمثلها ستكون لها آثار سلبية على قطر كما على جيرانها.

جو بايدن من ناحيته يمثل امتداداً أقل حماساً لنهج أوباما في السياسة الخارجية، والذي كان يعتمد على القرار المؤسساتي المتردد في تصميم السياسات، من حيث تعامله مع قضايا المنطقة يسوق بايدن بوضوح للعودة إلى طاولة المفاوضات مع إيران، ويردد أهمية وضع الرياض أمام مسؤولياتها في المجتمع الدولي.

لكن وكما هو الحال مع كل مرشحي الرئاسة في الأمريكيين يؤكد بايدن دعمه لتل أبيب في مواجهة طهران وفي تحسين علاقاتها مع الدول العربية مع شيء من الانتقاد المخفف للاستيطان، لا يتوقع أن يضغط بايدن على الدول غير المطبعة كما سيفعل ترمب.

لكنه بلا شك سيكون مرحباً بخطوات التطبيع بشكل عام، وقياساً على علاقة إدارة أوباما بالرياض وأبوظبي يتوقع أن يزيد التوتر بين هاتين العاصمتين وواشنطن في عهد بايدن في ملفات حقوق الإنسان وبسبب طبيعة التعامل مع الملف الإيراني.

من الناحية الأخرى لا يتوقع أن يقوم بايدن بخطوات حاسمة من قبيل الضغط لإنهاء الأزمة الخليجية أو محاسبة دول الحصار على تجاوزاتها للقانون الدولي.

لكن يجب ألا يتوقع محور أبوظبي - الرياض دعماً في الملفات الإقليمية والنزاعات الدائرة، بالنسبة لقطر سيمثل بايدن متنفساً في العلاقات بين الطرفين، خاصة أن الدوحة بإمكانها لعب أدوار وساطة ستكون إدارة بايدن متحمسة لها.

ويضم فريق بايدن حالياً مجموعة من الشخصيات التي تعرف بموقف إيجابي من قطر، منها السفيرة السابقة لدى الدوحة، بعيداً عن ذلك تبدو العلاقة بين إدارة بايدن وأنقرة مرشحة لتوتر متصاعد مع تصريحاته المتواترة الناقدة للمواقف التركية المختلفة. وقد يكون هذا ملف إشكالي في العلاقة مع قطر ولكنه لن يكون له تأثير كبير على علاقة الدوحة المباشرة مع واشنطن.

رغم التحولات الكبيرة بموازين القوى في المنطقة تبقى واشنطن صانعة الموقف الخليجي سلباً وإيجاباً، وأياً كانت نتيجة الانتخابات الأمريكية، فإن ملفات المنطقة الساخنة ستتأثر حتماً بطبيعة الإدارة القادمة، خلال الأسابيع القادمة سنتابع احتمالات وتبعات الفوز والخسارة في هذه الانتخابات ونناقشها هنا حتى موعد الانتخابات وإعلان النتائج المرتقبة.

* د. ماجد محمد الأنصاري أستاذ الاجتماع السياسي المساعد بجامعة قطر

المصدر | الشرق القطرية

  كلمات مفتاحية

الخليج، الولايات المتحدة، الانتخابات الرئاسية، ترامب، بايدن، محور أبوظبي-الرياض، قطر، التطبيع،

أيام حاسمة.. هكذا تغير الانتخابات الأمريكية قواعد اللعبة في الخليج

الانتخابات الأمريكية تختبر العلاقات الاقتصادية مع دول الخليج

تباين أسواق الخليج بعد فوز بايدن برئاسة الولايات المتحدة

كيف يمكن لبايدن أن يوازن بين المصالح المتضاربة في الخليج؟