بدأت القوات التركية تنفيذ عمليات إعادة تمركز وتوزيع الانتشار في شمال غربي سوريا، حيث سحبت عناصرها من بعض نقاط المراقبة، أبرزها "مورك" في ريف حماة الشمالي، بينما بدأت قوات تركية أخرى تعبر الحدود السورية لتستقر شمال إدلب.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، "رامي عبدالرحمن" إن القوات التركية تفكك حاليا معداتها وتحزم أمتعتها في كل من "مورك" و"شير مغار" بريفي حماة الشمالي والغربي.

وأضاف أن عمليات الانسحاب شملت أيضا والصرمان وتل الطوقان والترنبة ومرديخ ومعر حطاط ونقطة شرق سراقب التي تقع في ريفي إدلب الشرقي والجنوبي الشرقي، وفقا لما نقله موقع قناة "الحرة".

وكانت نقطة المراقبة في مورك واحدة من نحو 10 مواقع أقامها جنود أتراك في عام 2018 بموجب اتفاق لتهدئة القتال بين القوات الحكومية السورية والمقاتلين المدعومين من تركيا، الذين يسيطرون على منطقة إدلب في شمال غرب البلاد.

لكن قوات الحكومة السورية في تقدمها على قوات المعارضة، حاصرت نقطة مورك والعديد من المواقع التركية الأخرى العام الماضي.

ورغم ذلك، فإن أنقرة أبقت على قواتها في تلك المواقع وواصلت إمدادها منذ ذلك الحين، بينما عززت قوات المعارضة دفاعاتها في  الأراضي التي تسيطر عليها لصد القوات الحكومية.

وتسعى أنقرة إلى إيجاد مناطق آمنة في شمال سوريا لمنع تدفق ملايين اللاجئين نحو تركيا.

وتأتي عملية الانسحاب الأخيرة رغم أن مسؤولين أتراكا سبق أن استبعدوا الانسحاب من أي موقع مراقبة، وشددوا على مطالبة قوات النظام السوري بالانسحاب من جميع المناطق التي سيطرت عليها منذ أبريل/نيسان 2019، وتوعدت بطردهم منها في حال عدم الاستجابة، لكن المصادر قالت إنه لم يعد هناك أي قيمة عسكرية للبقاء في مورك.

وأكد مسؤول بارز في المعارضة السورية مقرب من تركيا أن تفكيك القاعدة بدأ، وفقا لما نقلته "رويترز".

وأوضح أن الانسحاب من الموقع المكشوف سيستغرق عدة أيام، واصفا ذلك بأنه "جزء من الجهود التركية لتعزيز خطوط وقف إطلاق النار التي تم التوصل إليها في اتفاق مع روسيا في مارس/آذار، أوقف أعنف معارك منذ سنوات حول إدلب".

وتقدر مصادر في المعارضة السورية عدد الجنود الأتراك في شمالي سوريا بما يتراوح بين 10 آلاف و15 ألف جندي في الجيب الواقع في شمال غربي سوريا، إلى جانب مقاتلي المعارضة المدعومين من أنقرة.

وتؤوي تركيا بالفعل 3.6 ملايين لاجئ سوري، وتسعى لمنع تدفق المزيد من الفارين من القتال.

وتقول الأمم المتحدة إن هناك نحو 4 ملايين نازح في شمال غربي سوريا، منهم 2.7 مليون نزحوا خلال الصراع المستمر منذ 9 سنوات.