كشفت صحيفة "الإندبدنت" البريطانية، الجمعة، أن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، لم ينفق سنتاً واحداً في حملة إعادة انتخابه، ويتردَّد مساعدوه في طلب ذلك، رغم قوله في مطلع سبتمبر/أيلول إنه سينفق "ما يتطلَّبه الأمر" إذا كانت هناك حاجةٌ إلى المال.

وأشارت الصحيفة إلى أن "ترامب" دَخَلَ السباق الأخير بالانتخابات الرئاسية بميزانيةٍ تُقدَّر بثلث ميزانية حملة منافسه "جو بايدن"، لكنه لم يفتح بعد دفتر شيكاته لسدِّ الفجوة. 

يأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه "بيل ستيبين"، مدير حملة "ترامب" الانتخابية، إنهم وصلوا إلى أكبر قدرٍ من التبرُّعات عبر الإنترنت بقيمة 26 مليون دولار خلال الساعات التي جرت خلالها المناظرة، وكان ذلك جزءاً من أفضل شهرٍ على الإطلاق في جمع التبرُّعات، وقد أنفقوا بشدة في ولاية مينيسوتا التي خسرها "ترامب" بـ44 ألف صوت في انتخابات 2016. 

ودَخَلَ "بايدن" السباق الرئاسي بأكثر من 177 مليون دولار في الحساب المصرفي، مقارنةً بـ63.1 مليون دولار في حساب حملة "ترامب"، وفقاً لملفات لجنة الانتخابات الفيدرالية. 

وقال "ترامب" في سبتمبر/أيلول، "لكننا نبلي حسناً. كنَّا بحاجةٍ لإنفاق المزيد من المال مُقدَّماً بسبب الجائحة، وبسبب التصريحات التي أدلى بها الديمقراطيون، والتي هي -مرة أخرى- مُضلِّلة". 

كما أضاف: "لكن إذا احتجنا المزيد من المال، فسوف أوفِّره شخصياً، مثلما فعلت في الانتخابات التمهيدية في المرة السابقة. لقد دفعت الكثير من المال، وإذا اضطررت لفعل ذلك، فلن أتردَّد في ذلك. لكن ليس علينا ذلك الآن، لأن لدينا ضعف وربما ثلاث مرات قدر ما كان لدينا قبل عددٍ من السنوات". 

وأقرَضَ "ترامب" مبلغ 43.5 مليون دولار لحملته عام 2016 خلال الانتخابات التمهيدية بالحزب الجمهوري، ويستخدم ذلك باعتباره دليلاً لدعم مزاعمه بأنه لا يتأثَّر بالمال في حقل السياسة. 

لكن حين سُئِلَ عن قدر استعداده لمنح المال في 2020، أضاف ترامب: "سأوفِّر المال مهما كلَّف الأمر. علينا أن نفوز. هذه هي الانتخابات الأهم في تاريخ بلدنا". 

بينما يخوض ترامب الحملة الانتخابية هذا الشهر وفي حوزة حملته 63.1 مليون دولار في الحساب المصرفي، مِمَّا يضعه على قدم المساواة مع ميزانية حملة "هيلاري كلينتون" عام 2016، لا يمثِّل ذلك إلا جزءاً بسيطاً من المليار دولار التي جمعها طوال الدورة الانتخابية.

إذ يُعَدُّ هذا هو المعكوس تماماً من الوضع الذي بدأت به الحملتان الانتخابيتان الديمقراطية والجمهورية، إذ بدأت حملة "ترامب" العام بـ100 مليون دولار في الحساب المصرفي، مقارنةً بـ10 ملايين دولار لحملة "بايدن".