أكدت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن إيران أفرجت عن 5 من قيادات تنظيم «القاعدة» المعتقلين لديها، مقابل إفراج التنظيم عن دبلوماسي إيراني اختطف في اليمن.

ووفقاً لمصادر استخباراتية تحدثت للصحيفة، فإن ثلاثة من بين الخمسة الذين أفرج عنهم كانوا أعضاء في مجلس شورى تنظيم القاعدة، حيث توقعت تلك المصادر أن يتوجه الأعضاء المفرج عنهم إلى دول تشهد أحداث عنف.

والمعتقلون الخمسة أفرج عنهم مقابل إفراج التنظيم عن الدبلوماسي الإيراني «نور أحمد نيكبخت»، الذي خطف في اليمن في وقت سابق، مشيرة إلى أن الصفقة تمت في مارس/ آذار الماضي.

ومن بين المفرج عنهم في الصفقة، «أبو الخير المصري»، الذي كان ينظر إليه في فترة من الفترات على أنه خليفة «أسامة بن لادن»، كما كان يشغل منصب رئيس لجنة العلاقات الخارجية للتنظيم.

ونقلت الصحيفة عن خبراء أن «المصري» قد يكون قادراً على توحيد صفوف التنظيم مرة أخرى بعد أن عانى كثيراً عقب مقتل «بن لادن».

ومن بينهم أيضاً المنظر الجهادي المصري المثير للجدل «سيف العدل»، وهو «محمد صلاح الدين زيدان»، الذي اشتبهت به السلطات المصرية عام 2012، حيث اعتقلت الجهادي الآخر «محمد إبراهيم مكاوي»، إلا أنه نفى أن يكون (سيف العدل)، علماً بأن الرجلين من ضباط الجيش المصري السابقين.

وتربط «سيف العدل» علاقة متينة بـ«أسامة بن لادن»، حيث رافقه في العديد من الدول، منها أفغانستان، والسودان، وراجت أنباء قبل سنوات عن تمكن حركة «طالبان من مقايضته بدبلوماسيين إيرانيين، إلا أن السلطات الإيرانية أكدت بقاءه في المعتقل عندها.

ومن بين المفرج عنهم، بحسب الصحيفة الأمريكية، القيادي في تنظيم القاعدة «أبو محمد المصري»، الذي كان كثيرون يعدونه من أوائل المدربين العسكريين في التنظيم، وأكثرهم حرفية ومهارة، حيث كان ضابطاً سابقاً في الجيش المصري.

الشخصان الآخران المفرج عنهما، هما الأردنيان «خالد العاروري» (أبو القسام)، الذي شغل منصب نائب «أبو مصعب الزرقاوي» في العراق، و«ساري شهاب»، الذي لا توجد معلومات وافية عنه.

وكانت شبكة «سكاي نيوز» الإخبارية نقلت في وقت سابق عن مصادر استخباراتية، لم تسمها، قولها إن الحكومة الإيرانية أفرجت عن خمسة من قيادات تنظيم «القاعدة»، مقابل إفراج التنظيم عن دبلوماسي إيراني تم اختطافه في اليمن قبل مدة.

ونقلت وكالة «فارس» الإيرانية المقربة من دوائر المحافظين على لسان مسؤول في وزارة الخارجية نفيه إجراء صفقة تبادل معتقلين مع تنظيم القاعدة.

واعتبر المسؤول الدبلوماسي أن «الخبر عار عن الصحة تماما، مضيفا أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تكافح الإرهاب، وترفض العمل بالسياسات والسلوكيات المزدوجة إزاء ظاهرة الإرهاب المعادي للإنسانية».

يشار إلى أن الحكومة الإيرانية كانت تنفي بشكل مستمر وجود معتقلين جهاديين لديها، وبحسب مراقبين، فإن إيران كانت تعترف تلميحا بوجود معتقلين من القاعدة لديها، لكنها تحاول الإيحاء بأنهم لاجئون أو ضيوف، فيما يعرف الجميع أنهم خرجوا تباعا، إما بالإفراج أو عبر صفقات تبادل. ولا يعرف إن كان أحد قد بقي، أم أن الخمسة كانوا آخر المعتقلين.