اختفى المصور الصحفي المصري "محمد الراعي"، قسريا، بعد استدعائه من قبل جهاز الأمن الوطني التابع لوزارة الداخلية، وسط تخوفات من سيناريوهات تعرض لها صحفيون وناشطون سياسيون وحقوقيون.
وقال ناشطون، إن أسرة "الراعي"، تقدمت الخميس ببلاغين للنائب العام ووزير الداخلية، بشأن واقعة تعرضه للإخفاء القسري، متسائلين عن مصيره.
وعبر وسْم "محمد الراعي فين"، دوّن عشرات الصحفيين والناشطين والمحامين الحقوقيين، مطالبين السلطات المصرية بالبحث عنه والكشف عن مصيره.
ووفق روايات أصدقائه وعائلته، توجه أفراد من الأمن الإثنين الماضي، إلى منزل "الراعي" بشبرا الخيمة (شمالي القاهرة)، وعندما لم يجدوه قاموا بترك رقم هاتف للتواصل.
وبعد ساعات، تواصل الصحفي مع هذا الرقم الذي أبلغه باستدعائه للحضور إلى مقر الجهاز بشبرا الخيمة.
Talented #Egypt photojournalist .@mohammedelra3y has been missing since yest. after sec. forces searched for him at his home & then questioned him twice on Tue. & Wed. after he willingly headed to the security agency's branch in Cairo #محمد_الراعي_فين#الصحافة_مش_جريمة pic.twitter.com/04OCFKTrVM
— Farid Y. Farid (@FaridYFarid) October 29, 2020
#محمد_الراعي_فين مش معقول الجنان ده مش كل يوم والتاني خاطفين صحفي في أمن الدولة https://t.co/dc2qeOlbdw
— Wafaa Heikal وفاء (@WafHeikal) October 29, 2020
وذهب "الراعي"، إلى مقر الجهاز، الثلاثاء الماضي، وتم التحقيق معه بشكل غير رسمي لمدة 5 ساعات، ودارت الأسئلة حول طبيعة عمله والأماكن التي يعمل بها، قبل أن يتم إخلاء سبيله.
ولاحقا، تواصل ذات الرقم مع "الراعي"، وطُلب منه التوجه إلى مقر الجهاز مجدداً، وهو ما حدث بالفعل، وذهب في الثانية ظهر الأربعاء، ثم فقدت أسرته وأصدقاؤه التواصل معه، ولا يعرف أحد مكانه حتى هذه اللحظة.
و"الراعي"، مصور صحفي مصري، يعمل في عدة مواقع إخبارية مصرية ودولية، بعضها معارض للنظام المصري الحالي.
انا حسيت بغياب محمد الراعي، بس قلت انه قرفان زي اي انسان حقيقي،
— Gamal Eid (@gamaleid) October 29, 2020
الان عرفت انه اختفى بعد استدعاء بوليسي من الامن الوطني اللي هو امن الدولة، البوليس السياسي بتاع حبيب العادلي،
امن الدولة اللي لم يتم اصلاحه، واللي ممارستها كانت احد اهم أسباب اندلاع ثورة يناير.#محمد_الراعي_فين؟
ما هو لو مفيش امكانية تسيبونا ف حالنا ولا تخرجوا الناس اللي جوا عشان لا شئ، يبقا ع الاقل متاخدوش ناس غيرهم عشان لا شئ برده، عشان كفاية جربعة فعلا.#محمد_الراعي_فين
— Sally Yousri (@SallyYousri) October 29, 2020
وتعد مصر من أكبر سجون الصحفيين بالمنطقة، حيث يقبع على الأقل 29 صحفياً في السجون المصرية، وفقا لأحدث إحصائيات نشرتها منظمة "مراسلون بلا حدود"، بينما يرتفع العدد لما يقرب من 80 صحافياً وإعلامياً في تقديرات حقوقية محلية، تحصي جميع العاملين في مجال الصحافة والإعلام من النقابيين وغير النقابيين.
وعادة ما يظهر المختفون قسريا بعد فترات متباينة في تسجيلات مصورة أثناء اختفائهم تحت التعذيب أو الترهيب، يدلون فيها باعترافات بارتكابهم جرائم معينة، وتظهر في كثير من الأحيان على بعضهم علامات الإجهاد وآثار التعذيب.
وفيما ينفي النظام المصري وجود أي اختفاء قسري أو احتجاز غير قانوني في البلاد، تقول منظمات حقوقية مصرية ودولية إن النظام الحالي يمتلك ملفا سيئا بانتهاجه سياسة الإخفاء القسري والتعذيب والاعتقال المفتوح تحت ذريعة الحبس الاحتياطي الطويل.