الانتخابات الأمريكية.. لماذا يحبس العالم أنفاسه ويخشى فوز ترامب؟

الاثنين 2 نوفمبر 2020 09:23 ص

"لو كان العالم له حق التصويت في انتخابات أمريكا لكانت إسرائيل من أكثر النقاط الحمر في العالم (مع مرشح الجمهوريين)".. هكذا أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" على صدارة دولة الاحتلال للجهات الداعمة للرئيس الأمريكي الحالي "دونالد ترامب" في الانتخابات الرئاسية المقررة الثلاثاء، لكنها أشارت، في الوقت ذاته، إلى أن أغلب العالم يحبس أنفاسه ويتمنى فوز المرشح الديمقراطي "جو بايدن".

وفي تقرير نشره مراسل الصحيفة الأمريكية بالقدس "ديفيد هالبفينغر"، أوضح أن "ترامب" قدم الهدية وراء الأخرى لحكومة اليمين المتطرف في إسرائيل، مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والدفع باتجاه إبرام اتفاقيات التطبيع، التي جعلت العالم العربي أقل عداء للدولة اليهودية، لكنه أثار، في المقابل، أعصاب كل زاوية من العالم بطريقة لم يفعلها أحد في التاريخ الحديث، وتبنى سياسة متقلبة "نفرت الحلفاء واحتقرت الأعراف"، حسب تعبيره.

ولذا نقل "هالبفينغر" عن السفير الإسرائيلي السابق في الولايات المتحدة "سالاي ميردور" قوله إن فوز "بايدن" سيكون خسارة شخصية لـ"بنيامين نتنياهو"، مضيفا: "قد نخسر ما كسبناه ولن نكسب المزيد".

دول أوروبا

وفي السياق، لفت التقرير إلى اتجاه أوروبي سائد يتمنى فوز "بايدن" غدا، خاصة في ألمانيا التي تعيش "حالة من الهوس بشأن الانتخابات التي تحتل العناوين الرئيسية وعدد لا يحصى من التقارير والبرامج الوثائقية بعناوين مثل: ترامب المجنون والكارثة الأمريكية".

وفي أوكرانيا يخشى المسؤولون هناك من محاولة "ترامب"، الذي حوكم أمام الكونجرس بسبب ضغطه على رئيسها "فولدومير زيلنسكي"، البحث عن مواد ضارة بـ"بايدن"، مقابل دعم له بانتخابات الغد، الأمر الذي قد يضر بالبلد الذي يخوض معركة شرسة مع روسيا.

ورغم أن المسؤولين البريطانيين يخشون أن يهمل "بايدن" أولويتهم الأولى، وهي اتفاقية التجارة بين البلدين، على خلفية تصريحات سابقة لرئيس الوزراء "بوريس جونسون" ضد الرئيس الأمريكي السابق (الديمقراطي) "باراك أوباما" عام 2016، إلا أن الرأي العام البريطاني ليس قلقا من هزيمة "ترامب"، وتظهر استطلاعات الرأي دعمه لـ"بايدن" بهامش كبير.

وبالنسبة للأوروبيين فإن إعادة انتخاب "ترامب" تعني أن الأمريكيين يتخلون عن دورهم كقائد للتحالف الغربي، فبالإضافة للتشكيك بحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وصف المرشح الجمهوري الاتحاد الأوروبي بالمنافس للولايات المتحدة، وحاول زرع الخلاف بين الدول الأوروبية، ودعم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وتساءل عن خروج ألمانيا وفرنسا منه.

الاستثناء الوحيد في أوروبا هو تأييد دول شرق القارة لـ"ترامب"، إذ يشعر  قادتها بالدين للرئيس الأمريكي الحالي؛ لأنه قوى الوجود الأمريكي على الحدود مع روسيا، ومنهم الزعيم الصربي البوسني "ميلورد دوديك"، الذي حث الصرب في أمريكا على انتخاب "ترامب".

الصين وروسيا

ولا توجد دولة في العالم راقبت الانتخابات الأمريكية بحس من الغضب والمظلومية مثل الصين، خاصة في ظل التوتر التجاري بين البلدين، والذي أدى لتردي العلاقات بينهما إلى أدنى مراحلها منذ اعتراف واشنطن بجمهورية الصين الشعبية عام 1979.

ويأمل القادة في الصين بهزيمة "ترامب" وتحسن في العلاقات، حسبما يرى  "هالبفينغر"، ويتعاملون مع خطاب "بايدن" المتشدد نحو بلادهم باعتباره تحد معقد.

ويصور إعلام الدولة في الصين السباق الانتخابي الأمريكي على أنه منافسة بين عجوزين، وفي هذا السياق تساءلت مجلة "كايجين" عن المناظرة بين "ترامب" و"بايدن": "لماذا تبدو مثل مشاجرة في سوق مبتل؟".

وفي روسيا، التي توصلت المخابرات الأمريكية إلى أنها شنت حملة دعائية لدعم حملة "ترامب"، أوصلته إلى البيت الأبيض، ركزت وسائل الإعلام المؤيدة للكرملين على إمكانية حدوث عنف وفوضى في الانتخابات الحالية، ما فتح المجال أمام المعلقين الناقدين للديمقراطية الأمريكية "المتعفنة" حسب تعبيرهم، وهو ما قدمته صحيفة "كوموسوليسكيا برافدا" في عنوانها: "هل تقترب أمريكا نحو الحرب الأهلية؟".

لكن غالبية الروس يقولون إن الفائز في انتخابات الرئاسة الأمريكية لا يهم، وهو ما عبر عنه صاحب محل تجاري صغير في موسكو، قائلا: "كان ترامب رئيسا جيدا لنا لكن لا يهم (..)  ليكن بوتين رئيسا جيدا لنا"، وفقا لما أوردته الصحيفة الروسية.

كوبا وفنزويلا

في جنوب الولايات المتحدة يتابع المهاجرون الانتخابات بترقب؛ لأنها كما يقول المهاجر الكوبي "جويل فيرنانديز": "شعاع الأمل الوحيد الذي نملكه" واصفا فوز "بايدن".

ويدفع موقف "ترامب" من قبول مزيد من المهاجرين في الولايات المتحدة المجنسين حديثا وغير البيض إلى دعم "بايدن" بنسبة كبيرة.

وفي أمريكا الجنوبية، يراهن المعارضون الفنزويليون على مساعدة "ترامب" من أجل التخلص من حكم "نيكولاس مادورو"، بينما يراهن الموالون على أن فوز "بايدن" من شأنه تبني سياسات لا تجعل بلادهم في صدارة الاهتمام العالمي.

ويشير الأستاذ بجامعة ماراكيبو "جوليو أوريباري" إلى هذه المفارقة بقوله: "كان ترامب هو الذي ساعد على إظهار مشكلة فنزويلا وجعل العالم يهتم بما يجري هناك".

كوريا الجنوبية

بالنسبة للرئيس الكوري الجنوبي "مون جاي- إن"، الذي ساعد في فتح العلاقات الأمريكية مع كوريا الشمالية وزعيمها "كيم جونغ- أون"، فإن فرصة صفقة تظل أحسن مع "ترامب"، لكن الرأي العام الكوري قلق من تملق الرئيس الأمريكي لديكتاتور أعدم خاله.

ويعبر مدير المعهد الكوري للوحدة الوطنية "شيون سيؤونغ وون" عن هذا القلق بقوله إن "ترامب" صدم ترامب الكوريين الجنوبيين ووضعهم في حالة من التأهب أكثر من مرة.

مصر والسعودية

أما الأنظمة الديكتاتورية في العالم العربي فلا مجال أو قيمة لقياس الرأي العام بها أصلا، إذ يكفي تأييد حكامها لـ "ترامب" كحليف يدينون جميعا له بالبقاء.

في هذا السياق، قرأ "هالبفينغر" تصريح للصحفي المصري "ياسر رزق"، المقرب من الرئيس "عبدالفتاح السيسي"، الذي أكد أن "المصريين يدعمون ترامب لكن للأسف ليس لهم صوت".

ورغم ذلك فإن خبراء استراتيجيون يرون في فوز "ترامب" بانتخابات الغد خطرا على مصالح مصرية عديدة، لاسيما العلاقة مع إثيوبيا، خاصة أن المرشح الجمهوري واصل استعداء أديس أبابا ضد القاهرة عندما صرح بأنه "يتوقع ضرب مصر لسد النهضة"، الأمر الذي فاقم التوتر بين البلدين.

السياق ذاته ينطبق على السعودية، فرغم أن الملك "سلمان بن عبدالعزيز" وولي عهده "محمد بن سلمان" نسجا علاقات متينة مع "ترامب"، إلا أن ولاية ثانية للرئيس الجمهوري لا تعني بالضرورة استمرار هكذا علاقات.

فلربما اندفع "ترامب"، في ولايته الثانية، للتفاوض مع إيران، خاصة أنه أعطى الجماعات الإنجيلية المؤيدة لإسرائيل ما تريده.

ولذا نوه التقرير إلى أن اتجاه السعودية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل يأتي في إطار محاولة لمنع إدارة "بايدن" من تقييم العلاقات مع السعودية، خاصة أن المرشح الديمقراطي وصف المملكة بأنها "دولة مارقة".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

ترامب الولايات المتحدة بايدن إسرائيل انتخابات الرئاسة الأمريكية

وحدة تدخل عسكرية لمواجهة أي اضطرابات أثناء وبعد الانتخابات الأمريكية

توقع بايدن.. مؤرخ أمريكي ينجح منذ الثمانينات في التكهن بهوية الرئيس الفائز

منها عالم التلفزيون.. هذه خيارات ترامب في حال خسر الانتخابات

تحذيرات أمريكية من إعلان الفائز بالانتخابات قبل انتهاء الفرز

فورين بوليسي: القادة الطغاة في الشرق الأوسط يدعمون فوز ترامب