اعتبر حزب حركة مجتمع السلم "حمس"، أكبر الأحزاب الإسلامية في الجزائر، الإثنين، أن تدني نسبة المشاركة في الاستفتاء على مشروع تعديل الدستور يفقد تلك التعديلات مصداقيتها، ويسقط شرعيتها السياسية والشعبية.

جاء ذلك في بيان صادر عن الحزب في أعقاب الإعلان عن نتائج استفتاء التعديلات الدستورية، وذلك بتمرير مشروع التعديلات بنسبة موافقة تقارب 67% من بين المشاركين في الاستفتاء البالغ عددهم أكثر من 5 ملايين و636 ألفا، من أصل 24 مليونا و475 ألفا لهم حق التصويت.

وأشار الحزب إلى أن تلك النسبة المتدنية جاءت رغم الإمكانات الرسمية الضخمة التي سخرت لتمريره.

وأشار البيان إلى أن الحركة "تعتبر أن جبهة الرفض جبهة واحدة وهي جبهة واسعة جدا فاقت 85% في هذا الاستفتاء وهي مدعوة بمختلف تنوع تعبيرها ومواقفها إلى العمل معا من أجل التغيير السياسي السلمي الفاعل".

كما أكد الحزب أن "نتيجة الاستفتاء تؤكد فشل مشاريع السلطة الحاكمة وعدم قدرتها على تحقيق التوافق الوطني حول الدستور كما تم الإعلان عنه وبما يحفظ البلد من المخاطر الحقيقية التي تهدده".

وأشاد الحزب، الذي تبنى معارضة الدستور والتصويت ضده، بالمواطنين الذين صوتوا بـ"لا" وأظهروا الصمود رغم التضييق الشديد والمنع التعسفي للقيام بحملة لصالح "لا".

كما دعا الجميع إلى القراءة الصحيحة للنتائج المعلنة وآثارها على استقرار البلد والتأمل في خطورة الوضع والسعي الجاد إلى بناء الثقة وتجسيد الإرادة الشعبية الفعلية وتحقيق الانتقال الديمقراطي الحقيقي عبر توافق وطني جامع يجنب البلاد المخاطر ويحمي الوحدة الوطنية ويضمن الاستقرار والتنمية والازدهار.

وأعلن رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات بالجزائر، "محمد شرفي"، في مؤتمر صحفي اليوم، عن أن عدد المصوتين بـ"نعم" على تعديل الدستور بلغ 66.80% بما يعادل 3 ملايين و315 ألفا و518 صوتا، بينما صوت بـ"لا" 33.20% بما يعادل مليونا و676 ألفا و867 صوتا.

وأضاف "شرفي" أن عدد المصوتين الذين شاركوا في الاستفتاء الشعبي على الدستور وصل إلى 5 ملايين و636 ألفا و172 بينهم 45 ألفا و71 في الخارج من أصل 24 مليونا و475 و310.

ومن المقرر أن يفصل المجلس الدستوري في النتائج النهائية بصورة رسمية في غضون 10 أيام.

وأشاد "شرفي" بقرار الرئيس الجزائري "عبدالمجيد تبون"، طرح تعديل الدستور للاستفتاء الشعبي رغم الظروف المادية والطبيعية الصعبة خاصة في ظل تفشي جائحة "كورونا".

وأكد "شرفي" أن نتائج الاستفتاء رغم أن نسبة المشاركة فيه بلغت 23.72% على المستوى الوطني تؤكد التفاف الشعب الجزائري حول التغيير، معتبرا أن الجزائر كسبت دستورا "حلالا".

وجرى الاستفتاء على تعديل الدستور، أمس الأحد، وسط غياب رئيس الجمهورية "عبدالمجيد تبون"، المتواجد بألمانيا لإجراء فحوصات معمقة، وفي ظروف صحية استثنائية في ظل انتشار جائحة "كورونا".