تعد انتخابات الرئاسة الأمريكية 2020 الأعلى تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة، حيث كشف مركز السياسات المستجيبة "CRP"، أن الإنفاق على الانتخابات الرئاسية الأمريكية سيصل إلى 14 مليار دولار، وهو رقم قياسي للإنفاق على الحملة الانتخابية الرئاسية، على الرغم من تفشي فيروس كورونا، الذي كبد الاقتصاد العالمي والأمريكي بشكل خاص خسائر فادحة.

ونقلت شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية، عن المركز البحثي المتخصص في تتبع آثار المال والسياسات العامة في الولايات المتحدة، توقعاته أن يتجاوز الإنفاق على الحملات الرئاسية والكونجرس، كل التوقعات السابقة التي قاربت 11 مليار دولار، ليأتي مستوى 14 مليار دولار مفاجئا وبأكثر من ضعف ما تم إنفاقه في انتخابات العام 2016.

وقالت الشبكة الأمريكية إن الديمقراطيين أنفقوا ضعف ما أنفقه الجمهوريون، حيث يدخل الحزب الديمقراطي الأسبوع الأخير من الانتخابات الرئاسية بإنفاق تجاوز 7 مليارات دولار، مقابل نحو 4 مليارات دولارات للحزب الجمهوري.

ودخل المرشح الديقراطي "جو بايدن" تاريخ الانتخابات الرئاسية للولايات المتحدة، كأول مرشح يجمع مليار دولار في دورة انتخابية واحدة، مقابل نحو 950 مليون دولار جمعتها حملة الرئيس "دونالد ترامب".

وتحطم هذه الانتخابات كل الأرقام القياسية للحملات الرئاسية التي سبقتها، فقد وصلت تكلفة الانتخابات السابقة إلى 6.5 مليار دولار عام 2016، وقرابة 6.3 مليارات دولار سنة 2012، وما يصل إلى 5.3 مليارات دولار سنة 2008.

وبما لا يدع مجالا للشك، فقد أثّر وباء فيروس كورونا المستجد على التكاليف، بسبب التغيرات التي فرضها الوباء على سيرورة الحملات الانتخابية كالتغييرات التي مست طريقة تواصل المرشحين مع الناخبين والمانحين، حيث تم إنفاق ملايين الدولارات على الإعلانات الرقمية، بغية جذب المتبرعين وتحفيز الناخبين على طلب بطاقات الاقتراع عبر البريد، إضافة إلى تكاليف إلغاء تجمعات معينة، بسبب شبهة الإصابة أو انتقال العدوى.

ولا يعد الإنفاق الانتخابي في تاريخ الولايات المتحدة نزيها، خاصة باعتباره مالا سياسيا، ويتم التلاعب القانوني به، وهو ما ارتفعت احتمالياته في حملات 2020، ما جعله ذا معايير أقل شفافية وأشد غموضا.