الرئاسيات الأمريكية وآمال الطغاة في فوز ترامب

الأربعاء 4 نوفمبر 2020 08:35 ص

الرئاسيات الأمريكية وآمال الطغاة في فوز ترامب

يستوي في الاهتمام برئاسة أمريكا حلفاؤها وخصومها والتكتلات السياسية والاقتصادية الكبرى والصغرى.

أنظمة عنصرية واستبدادية ارتبطت بسياسات ترامب وتمتعت بحمايته وبالتالي تراهن على أربع سنوات أخرى من العيش في كنفه.

السيسي لن ينسى أن ترامب تغاضى تماماً عن ملفه الحافل بانتهاكات فظيعة لحقوق الإنسان وتعديلات دستورية الفاضحة تبقيه في السلطة حتى 2030.

*     *     *

بات من بديهيات الحياة السياسية الدولية في العصور الحديثة أن تحظى الانتخابات الرئاسية الأمريكية باهتمام العالم على أوسع نطاق لا يُقارن بأي تطورات داخلية في دول أخرى كبيرة ومصنفة في عداد القوى العظمى.

ويستوي في هذا الاهتمام حلفاء الولايات المتحدة مثل خصومها، والتكتلات السياسية والاقتصادية الكبرى مثل الصغرى.

وهذه البديهية تكتسب خصوصيات إضافية عديدة هذه المرة بالنظر إلى أن الرئاسيات الأمريكية، التي بلغت ذروتها في الاقتراع المباشر أمس، اتصفت بسمات غير مسبوقة تنبثق أساساً من مناخات التوتير الشعبوية والعنصرية التي أشاعها المرشح الجمهوري والرئيس الحالي دونالد ترامب. وبلغت درجة التلويح برفض نتيجة الانتخابات تحت ذريعة التزوير وتهديد ركائز الديمقراطية الأمريكية ذاتها.

ويتبدى الأمر بصورة واضحة، وغير مسبوقة أحياناً، في سلوك بعض الأنظمة العنصرية والاستبدادية التي ارتبطت على نحو أو آخر بسياسات ترامب، أو تمتعت بحمايته على نحو صريح ومعلن، وهي بالتالي تراهن على أربع سنوات أخرى من العيش في كنف إدارته.

أوّل المراهنين هو بنيامين نتنياهو رئيس حكومة دولة الاحتلال الإسرائيلي، الذي تلقى من ترامب سلسلة هدايا ثمينة ترقى إلى مستوى التدخل المباشر في ثلاثة انتخابات للكنيست كان فيها نتنياهو وحزبه في حال بالغة السوء.

أبرز تلك الهدايا كانت نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة خلافاً للرؤساء الأمريكيين السابقين بيل كلنتون وجورج بوش الابن وباراك أوباما، الذين واصلوا منذ العام 1995 إرجاء تنفيذ قرار الكونغرس حول نقل السفارة.

الهدايا الأخرى كانت إقرار السيادة الإسرائيلية على أراضي الجولان السوري المحتلة، ثم منح الكيان الصهيوني الضوء الأخضر لضمّ مستوطنات وأراض فلسطينية محتلة في الضفة الغربية والغور ضمن «صفقة القرن» وصولاً إلى رعاية اتفاقيات التطبيع بين دولة الاحتلال وكل من الإمارات والبحرين والسودان.

مراهن آخر هو ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي أبرم مع إدارة ترامب مشتريات أسلحة بمئات المليارات من الدولارات، متحملاً مثل أبيه الملك سلمان إهانات الرئيس الأمريكي العلنية المتكررة حول إلزام المملكة بسداد المليارات لقاء حماية العرش السعودي.

كذلك توجب أن تكون مليارات أخرى من ثروات الشعب السعودي بمثابة فدية مفتوحة لقاء تغطية ترامب لجرائم بن سلمان الفاضحة المتكررة، وخاصة اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في اسطنبول، وتهرّب الإدارة من تقديرات الاستخبارات الأمريكية وقرارات الكونغرس التي حملت بن سلمان مسؤولية شخصية عن إصدار الأمر بالاغتيال.

مراهن ثالث هو الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي وصفه ترامب بـ«رجل طيب يقوم بعمل رائع» وأنعم عليه بلقب «دكتاتوري المفضل» على مرأى ومسمع من زعماء العالم في قمة مجموعة السبعة في بياريتز الفرنسية العام الماضي.

وبالتالي، فالسيسي لن ينسى أن الرئيس الأمريكي تغاضى تماماً عن ملف النظام المصري الحافل بالانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان، مثلما سكت عن التعديلات الدستورية الفاضحة التي أدخلها عبر استفتاء مزور وتضمن له البقاء في السلطة حتى العام 2030.

هؤلاء غيض شرق أوسطي فقط، من فيض عالمي يشمل طغاة وساسة وقادة أحزاب يرون في شخص ترامب مرآة عاكسة لعقائدهم، ولن تكون هزيمته سوى انتكاسة لأربع سنوات من ازدهار برامجهم العنصرية أو الشعبوية.

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

الرئاسة الأمريكية، العنصرية، الشعبوية، الطغاة العرب، دونالد ترامب، جو بايدن، محمد بن سلمان، السيسي، نتنياهو،

هل تقلق السعودية من بايدن؟.. ناشطون يتداولون تصريحات سابقة للجبير

تويتر يصنف تغريدات ترامب المشككة في الفرز بالجدلية والمضللة