تونس مستعدة لاستقبال المرحلين من فرنسا بشروط

السبت 7 نوفمبر 2020 12:02 ص

أبدت تونس استعدادها لقبول كل المهاجرين المرحلين من فرنسا بشرط "صون كرامتهم" وأن يكون لهم الحق في كل الطعون القضائية في فرنسا.

جاء ذلك في أول رد على طلب فرنسي لترحيل مهاجرين متشددين.

وقال وزير الداخلية التونسي "توفيق شرف الدين"، الجمعة، في إفادة صحفية عقب لقاء مع نظيره الفرنسي "جيرالد دارمانان": "نحن مستعدون دائما لقبول لكل تونسي ولكن بشروط صون كرامة التونسي وتمكين المُرحل من ممارسة كل حقوقه واستنفاد كل مراحل الطعن قبل ترحيله".

وأضاف أن "الإرهاب آفة لا دين ولا لون ولا جنسية له"، مبيناً أن "الدين الإسلامي ليس له علاقة بالإرهاب، بل هو دين تسامح وتعايش، وكذلك كل الديانات السماوية".

ولفت المسؤول التونسي إلى أن مكافحة الإرهاب ومجابهته "لا تكون أمنية فقط، بل تتطلب تنسيقاً دولياً وتظافراً للجهود لاجتثاثه من جذوره"، وذكر أن "تونس دفعت ثمن الإرهاب، وهي تسعى جاهدة لمحاربته بكل السبل".

وحول الهجرة، ذكر وزير الداخلية أن "تونس لديها عدد كبير من التونسيين في فرنسا، في الكليات والمستشفيات، وقدموا الكثير لفرنسا".

وأضاف أن "إعادة قبول التونسيين تستدعي مقاربة شاملة، فالحل الأمني مطلوب، ولكنه ليس كل الحل، إذ لا بد من البحث عن حلول تنموية وثقافية واجتماعية، وساعتها سيتم التوصل إلى حلول تامة".

وأضاف أن بلاده "لا يمكنها دستورياً منع أي مواطن من العودة لبلاده، وهناك اتفاقيات مرجعية بين البلدين، ولكن لا بد من بحث ذلك في إطار نظرة شاملة".

بدوره، أكد وزير الداخلية الفرنسي أنه "ستتم محاربة الإرهاب في كامل أوروبا، خاصة بعد عملية النمسا الأخيرة، كما أنه ضرب تونس في عدة مناسبات، وكانت فرنسا إلى جانب تونس".

وأشار إلى أن "فرنسا ممتنة لتونس التي قدمت لها التعاون والمعلومات اللازمة في وقت وجيز للوصول إلى هوية منفذ عملية نيس".

وبين وزير الداخلية الفرنسي أن "الدين الإسلامي لا علاقة له بالإرهاب، ولكن لابد من محاربة الإيديولوجيات المتطرفة".

وبدأ وزير الداخلية الفرنسي زيارة إلى تونس والجزائر، لمناقشة مسائل أمنية، من بينها ترحيل عشرات المهاجرين المتشددين، عقب هجوم دموي على كنيسة في نيس، الشهر الماضي.

يأتي ذلك بعد التصعيد الذي تشهده الدول الأوروبية عامة وفرنسا خاصة، على خلفية نشر الرسوم المسيئة للنبي "محمد" (صلى الله عليه وسلم)، وما تلاها من اعتداءات كان أبرزها ما جرى أمام كنيسة في مدينة نيس جنوبي فرنسا، وأودى بحياة ثلاثة أشخاص.

ويصعب تحديد ما إذا كان المشتبه به التونسي "إبراهيم عويساوي"، قد خطط للعملية انطلاقا من تونس أو بعد الوصول إلى أوروبا عبر مسارات الهجرة غير القانونية، في منتصف سبتمبر/أيلول.

وتعهد رئيس الحكومة التونسية بتعاون الشرطة والقضاء مع السلطات الفرنسية التي تحقق في الهجوم.

وتضم فرنسا 231 أجنبيا مقيمين بطريقة غير قانونية وملاحقين بشبهات تطرف، 70% منهم ينتمون إلى أربع دول، ثلاث منها من المغرب العربي فضلا عن روسيا التي سيزورها دارمانان لاحقا.

وكانت احتجاجات كبيرة ودعوات للمقاطعة قد عمت العالم الإسلامي، ردا على تصريحات للرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون"، دافع فيها عن الحق في نشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي "محمد "، معتبرا أنها "حرية التعبير".

وجاء موقف "ماكرون" ردا على مقتل مدرس فرنسي بقطع رأسه في 16 أكتوبر/تشرين الأول، على يد شاب متطرف، بعدما كان هذا المدرس قد عرض على تلاميذه رسوما كاريكاتورية للنبي "محمد"، في إطار حصة دراسية حول حرية التعبير.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

العلاقات التونسية الفرنسية ترحيل متشددين حادث نيس

التحقيق مع نائب تونسي بسبب حادث فرنسا.. ما القصة؟

قبول الداخلية التونسية ترحيل مواطنيها من فرنسا يثير الجدل في البرلمان