بيان لألفي باحث فرنسي: نرفض الرقابة الأكاديمية باسم مكافحة التطرف

الاثنين 9 نوفمبر 2020 10:03 ص

أدان ألفا باحث فرنسي الدعوة إلى فرض رقابة أكاديمية باسم مكافحة التطرف في البلاد، والتي أطلقها مؤيدو وزير التعليم الوطني "جان ميشيل بلانكر".

واعتبر الباحثون، في رسالة مفتوحة، أن "السعي لفرض رقابة على حرية التعبير ليس أمرًا غير مقبول فحسب، بل يحط من قدر مبادئ الجمهورية والحرية"، التي ينادي بها مؤيدو وزير التعليم، وفقا لما نقلته صحيفة "لوموند" الفرنسية.

وجاءت الرسالة ردا على بيان وقعه 100 أستاذ فرنسي، دعما لأفكار "بلانكر" حول ما سماها "اليسارية الإسلامية"، وخطرها على القيم الفرنسية.

ويستخدم يمينيو فرنسا مصطلح "اليسار الإسلامي" عند الحديث عن اتفاق سياسي مزعوم بين الإسلاميين واليساريين في البلاد، خاصة حول قضايا كالحجاب واستقبال اللاجئين.

وأدلى "بلانكر"، الخميس 22 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بتصريحات لإحدى المحطات الإذاعية، قال فيها إن "اليسارية الإسلامية موجودة بالجامعات، والنقابات مثل الاتحاد الوطني للطلبة، وتلحق أضرارًا بتلك الأماكن"، زاعما أن "اليساريين الإسلاميين يدافعون عن أيديولوجيا تتسبب في حدوث أسوأ الأشياء".

وجاء بيان الأساتذة الداعمين للوزير يعتبر أن "الأيديولوجيات المناهضة للعنصرية والاستعمار حاضرة للغاية في الجامعات الفرنسية، مما يؤجج كراهية البيض وفرنسا؛ ويؤدي لنشاط عنيف في بعض الأحيان".

واعتبر البيان أن "استيراد الأيديولوجيات المجتمعية الأنجلوساكسونية وأفكار التوافق الفكري والصواب السياسي يشكل تهديدًا حقيقيًا لجامعات فرنسا"، داعيا إلى "تشكيل هيئة رقابية للدفاع عن الحرية الأكاديمية".

وأوردت رسالة الألفي باحث أنه "لا يمكن أن نبقى مكتوفي الأيدي إزاء مثل هذه الدعوات، لا سيما بعد استعارة مصطلحات خاصة باليمين المتطرف (..) يجب أن يعلم الأكاديميون الذين كتبوا هذه الوثيقة أنه لا يكفي توظيف العبارات غير الملائمة التي لا جدوى منها، بل ينبغي تقديم حجج منطقية، لأن هذه العبارات من المرجح أن تنقلب عليهم في نهاية المطاف".

وتساءل الموقعون على الرسالة عن الكيفية التي يمكن أن تؤدي بها دراسة الهويات المتعددة والمتقاطعة، والقمع، والنضال من أجل التحرر إلى ظهور النزعات والمشاعر المشحونة بالكراهية؟ وأكدوا أن بيان الـ100 داعم لوزير التعليم لا يحمل إجابات على هذه الأسئلة ويقدم افتراضات خاطئة.

وتابع الباحثون في رسالتهم: "إننا نعرف أن تاريخ فرنسا متنوع وحافل، بوجود النضال من أجل إرساء الحرية والمساواة والقانون؛ ولكننا لا يمكن أن ننكر أيضا ارتكاب فرنسا الكثير من جرائم العنف الاستعماري والاجتماعي وممارستها أشكالًا رهيبة من القمع".

وأردفت الرسالة بأنه "من المروع أنه في وقت الحداد على ضحايا الهجمات الإرهابية، وفي الوقت الذي ينبغي فيه دعم حرية التعبير، يستغل أكاديميون الوضع لتصفية الحسابات واتهام زملائهم بالتواطؤ مع الإرهاب، لكن هذا لن يمنعنا من الدفاع عن النهج المفتوح والنقدي والمتسامح، وسنواصل دعم مبادئ التحرر والكرامة في مواجهة العنف والكراهية".

وأثار اعتقال الشرطة الفرنسية مؤخرا لـ4 تلاميذ بمدارس ابتدائية بتهمة تمجيد الإرهاب جدلا واسعا بأوساط الرأي العام المحلي واستياء لدى الجالية المسلمة، خاصة بعد أن زعمت وزارة التعليم الوطني عبر "تويتر"، أن التلاميذ "برروا القتل" بحجة أنه "ممنوع المس بالرسول"، مضيفين أنهم "سيقتلون أستاذهم في حال رسم الرسول في كاريكاتور".

وأثارت واقعة اعتقال التلاميذ (بينهم أتراك) توترا إضافيا إلى العلاقات الفرنسية التركية، بعدما وصفها رئيس البرلمان التركي "مصطفى شنطوب" بأنها "بلطجة دولة".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

فرنسا

جدل واسع في فرنسا حول اعتقال 4 أطفال بتهمة تمجيد الإرهاب