«الترامبية» إرث سياسي للولايات المتحدة

الاثنين 9 نوفمبر 2020 11:19 ص

«الترامبية» إرث سياسي للولايات المتحدة

أياً كان شاغل مقعد الرئاسة في يناير 2021 بشكل دائم ستمثل «الترامبية» التطور السياسي للولايات المتحدة.  

دونالد ترامب لم يهزم بالكامل. فقد نجح الرئيس المنتهية ولايته، في حشد ناخبين أكثر مما حصل عليه عام 2016.

من الصعب تخيل أن ترامب حتى في سن 74 عامًا قرر بحكمة الانسحاب لمزرعته في فلوريدا والتلاشي من المشهد الطبيعي.

ترسيخ «الترامبية» أقوى مما كان عليه في 2016 بمناطق ريفية ذات أغلبية بيضاء ومدن الصغيرة بجميع أنحاء البلاد.

*     *     *

أصبح جو بايدن رئيساً بعد فرز الأصوات، لكن دونالد ترامب لم يهزم بالكامل. فقد نجح الرئيس المنتهية ولايته، في حشد ناخبين أكثر مما حصل عليه عام 2016.

إنها حقيقة، فبعيداً عن كونها حادثاً على الساحة الانتخابية الأمريكية أو فاصلًا في البيت الأبيض، ستمثل «الترامبية»  أياً كان من سيشغل المكتب البيضاوي في يناير/كانون الثاني، بشكل دائم  التطور السياسي للولايات المتحدة.

بعد فوز بايدن، سيتعين عليه التعامل مع هذه القوة التحويلية التي أجبرته بالفعل على تحويل تركيز الحملة الانتخابية الديمقراطية نحو ذوي الياقات الزرقاء، ومخاوفهم الاقتصادية.

وسيتعين عليه التعامل مع مجلس الشيوخ الذي يُفترض أن يهيمن عليه الجمهوريون؛ لأن خمسة مقاعد لم يتم تخصيصها بعد، وستكون قدرتها المعيقة كبيرة، ومجلس النواب حيث تقلصت الأغلبية الديمقراطية.

وفوق كل شيء، سيكون أمامه حزب جمهوري أعيد تشكيله بعمق تحت تأثير دونالد ترامب، وأصبح أداة للاستقطاب الشديد الذي يميز المجتمع الأمريكي اليوم.

وستعتمد قوة هذا الزخم جزئياً، على الدور الذي يلعبه دونالد ترامب بعد مغادرته البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني، بعد فترة انتقالية مدتها ثلاثة أشهر تعد بأن تكون مضطربة.

إن الثقل الشخصي لهذا الرجل السياسي الاستثنائي وجاذبيته وتأثيره في قاعدته، هي عوامل مهمة في شعبيته، حتى لو اعتمد بشكل كبير على هيبة ووسائل رئاسة الجمهورية للولايات المتحدة للعبها.

من الصعب أن نتخيل أن ترامب حتى في سن 74 عامًا، قرر بحكمة، الانسحاب إلى مزرعته في «مار إيه لاغو» (فلوريدا) والتلاشي من المشهد الطبيعي.

لكن حتى بدون دونالد ترامب في السلطة، فإن النتيجة التي حققها في ولايات مثل أوهايو وفلوريدا وتكساس وأيوا، مدعومة بأداء أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الذين تخلوا عن الخط المعتدل التقليدي للحزب الجمهوري، ويُشار إليه أيضاً بوصفه الحزب القديم العظيم لتبني «الترامبية»، يترجم حركة عميقة.

لقد ثبت أن ترسيخ «الترامبية» أقوى مما كان عليه في عام 2016 في المناطق الريفية ذات الأغلبية البيضاء، والمدن الصغيرة في جميع أنحاء البلاد.

وتؤكد استطلاعات الرأي استمرار الانقسامات التي تميز ناخبي ترامب: إنه أبيض بأغلبية ساحقة (86%، مقابل 62% من ناخبي جو بايدن)، وليس حضرياً للغاية، وإنه منشغل أكثر بشأن الأزمة الاقتصادية من الأزمة الصحية بسبب الوباء، وهو معادٍ جداً لخطاب النشطاء اليساريين حول عنف الشرطة.

في عام 1999، عندما كان ترامب يفكر بالفعل في الترشح للبيت الأبيض، أشار إلى أن أياً من المرشحين في ذلك الوقت لم يتحدث باسم «عمال الوسط» في البلاد.

وجعل من هذه الفئة قاعدته الانتخابية التي لم تخذله أبداً طوال أربع سنوات والتي اتسع نطاقها، لا سيما من خلال الفوز بجزء كبير من الناخبين من أصل إسباني.

من الواضح أن الحزب الديمقراطي لم يتعلم كل الدروس من هذه الاستراتيجية التي كلفت هيلاري كلينتون الفوز في 2016.

وتبقى الحقيقة أن غزو دونالد ترامب نصف الناخبين الأمريكيين، فسيكون ذلك مع كثير من الديماغوجية القومية والتوترات الدائمة وازدراء المؤسسات والأكاذيب الصارخة. وهذه هي أيضاً «الترامبية»: أسلوب يتردد صداه خارج الحدود الأمريكية.

المصدر | لوموند

  كلمات مفتاحية

الترامبية، إرث سياسي، الولايات المتحدة، دونالد ترامب، جو بايدن، الحزب الجمهوري، الحزب الديمقراطي،

سي إن إن: ترامب بات أكثر إدراكا أنه خسر الانتخابات