الحوار الليبي في تونس: هل تنفتح كوة الأمل؟

الثلاثاء 10 نوفمبر 2020 08:21 ص

الحوار الليبي في تونس: هل تنفتح كوة الأمل؟

مطلوب صياغة خريطة طريق لمجلس رئاسي جديد وحكومة يعتد بها وتشكيل مؤسسات دستورية تطلق انتخابات جديدة.

وقف إطلاق النار الأخير صامد نسبيا رغم خرقه من جانب مرتزقة روس يواصلون تعزيز انتشارهم غرب مدينة سرت.

هزائم حفتر ورجحان جيش الوفاق ميدانيا وإدراك داعمي حفتر أن رهانهم عليه خاسر عناصر فرضت الاتفاق على وقف إطلاق النار.

اتفاق على انعقاد الدولة على خلفية انكسار مشاريع إماراتية ومصرية وفرنسية وروسية في تمكين حفتر وتسليطه على رقاب الليبيين.

*     *     *

انطلقت أمس في العاصمة التونسية أولى جولات منتدى الحوار السياسي الليبي الذي ترعاه الأمم المتحدة، وسط أجواء تفاؤل حذر أشاعها وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه اللجنة العسكرية الليبية (5+5) في جنيف مؤخراً.

وتقول المؤشرات الراهنة إنه صامد نسبياً، رغم معلومات عن خرقه من جانب المرتزقة الروس الذين يواصلون تعزيز انتشارهم غرب مدينة سرت.

والجولة الراهنة هي الأحدث ضمن سلسلة جولات سابقة شهدتها العاصمة التونسية، لعل أبرزها كانت محادثات أكتوبر 2017 بين وفدي مجلس الدولة وحكومة الوفاق من جهة، ومجلس النواب وجيش المشير الانقلابي خليفة حفتر من جهة ثانية، تحت رعاية غسان سلامة المبعوث الأممي آنذاك.

كان الهدف حينئذ هو التوصل إلى التعديلات الضرورية التي تكفل حسن تطبيق اتفاق الصخيرات الموقع في كانون الأول/ ديسمبر 2015.

ولقد وقعت تطورات عديدة أفشلت تلك الجولة التونسية، مثل جولات أخرى شهدتها عواصم عربية وغربية عديدة، وفي كلّ مرة كانت العرقلة تأتي من أدوار التدخل الخارجي التي لعبتها الإمارات ومصر وفرنسا لصالح ترجيح كفة حفتر حتى إذا كان الثمن إدامة النزاع وتكبيد الشعب الليبي مزيداً من الآلام والمآسي.

ولم تكن استقالة غسان سلامة ثم عجز مجلس الأمن الدولي عن تعيين بديل له بسبب تضارب القوى والمصالح، سوى العلامة الأوضح على عجز الهيئة الأممية، ومن ورائها المجتمع الدولي، عن إحداث واقع تفاوضي فاعل يمكن أن يسفر عن تسوية قابلة للحياة.

لكن الهزائم المتعاقبة التي مُني بها جيش حفتر في حملته الاحتلال العاصمة طرابلس، والثقل العسكري الخاص الذي مثلته المساعدات التركية وترجيحها كفة حكومة الوفاق ميدانياً، ثم إدراك عدد من داعمي حفتر أن رهانهم على جيشه أخذ يخسر تباعاً، كانت كلها عناصر مستجدة فرضت الاتفاق على وقف إطلاق النار.

وهذا بدوره سمح باستئناف إنتاج النفط وتصديره، وأعاد رسم خطوط جديدة لتوازنات القوى. ومن المعروف أن غالبية جولات الحوار الليبي ـ الليبي أو الليبي ـ الدولي، في باريس وبرلين وموسكو وتونس ومالطا وبوزنيقة ومونترو وجنيف والغردقة والقاهرة وسواها، ظلت معلقة على ضخّ الأسلحة والمرتزقة إلى جيش حفتر، وبالتالي على احتمالات نجاحه في تحقيق انتصارات عسكرية ملموسة تبدّل معادلات التفاوض.

وبهذا المعنى فإن المسائل المطروحة أمام منتدى الحوار الليبي الراهن في تونس ليست جديدة تماماً، ولم تنحسر كثيراً خلافات الأطراف حول طرائق معالجتها، حتى في الإطار العريض الذي تعلنه الأمم المتحدة هدفاً مركزياً لهذه الجولة.

أي صياغة خريطة طريق تضمن تحديد مجلس رئاسي جديد، وتشكيل حكومة يعتد بها، والبناء على توافقات سابقة بصدد المناصب السيادية، وتشكيل المؤسسات الدستورية التي سوف تطلق انتخابات جديدة، وسوى ذلك من مسائل ظلت شائكة منذ اندلاع الحرب الاهلية في سنة 2014.

الجديد الأبرز قد يكون انعقاد الحوار بين 75 شخصية من ممثلي مختلف أطياف المجتمع الليبي، تعهدوا أيضاً بالامتناع عن إشغال أي مناصب سياسية في إطار الحل، وأن الدولة تنعقد على خلفية حاسمة هي انكسار المشاريع الإماراتية والمصرية والفرنسية والروسية في تمكين حفتر وتسليطه على رقاب الليبيين. ومن هنا جرعة التفاؤل باحتمال انفتاح كوة الأمل نحو مخارج ملموسة وحلول مقبولة.

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

ليبيا، الحوار الليبي، تونس، حفتر، الإمارات، مصر،

توافق على انتخابات رئاسية وبرلمانية بليبيا في ديسمبر 2021

تشكيل اللجنة الاستشارية لملتقى الحوار السياسي الليبي خلال أيام