في افتتاح الشورى السعودي.. سلمان يحذر من إيران ويدعم القضية الفلسطينية

الخميس 12 نوفمبر 2020 08:49 ص

افتتح العاهل السعودي، الملك "سلمان بن عبدالعزيز"، الأربعاء، أعمال السنة الأولى من الدورة الثامنة لمجلس الشورى، مشددا على خطورة المشروع الإقليمي للنظام الإيراني، ورفضه الإرهاب، واستمرار وقوف المملكة إلى جانب الشعب الفلسطيني لإقامة دولته المستقلة.

جاءت تأكيدات الملك "سلمان"، ضمن خطابه السنوي، عبر تقنية الفيديوكونفرانس، بحضور ولي العهد الأمير "محمد بن سلمان"، حيث تناول الخطاب الملكي، جملة من الموضوعات والملفات الداخلية والإقليمية والدولية.

ففي الملف الإيراني، شدد الملك "سلمان" على خطورة المشروع الإقليمي للنظام الإيراني، ورفضه تدخُّل هذا النظام في شؤون الدول الداخلية، ودعمه الإرهاب والتطرّف وتأجيج الطائفية.

ودعا المجتمع الدولي لاتخاذ موقف حازم تجاه إيران "يضمن منعها من الحصول على أسلحة دمارٍ شاملٍ وتطوير برنامج الصواريخ الباليستية وتهديد السلم والأمن".

وجدد إدانة المملكة لانتهاك ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانياً، القوانين الدولية، بإطلاق طائرات مفخخة من دون طيار، وصواريخ باليستية تجاه المدنيين بالمملكة، مؤكداً دعم الشعب اليمني الشقيق لاستعادة سيادته واستقلاله، بواسطة سلطته الشرعية.

وحول القضية الفلسطينية، قال الملك "سلمان"، إن "المملكة تؤكد استمرار وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني لإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية".

وأضاف: "كما أننا نساند الجهود الرامية لإحلال السلام في الشرق الأوسط بالتفاوض بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي للوصول إلى اتفاق عادل ودائم".

كما أكد العاهل السعودي، على "الوقوف مع العراق وشعبه الشقيق"، وقال: "نساند جهود حكومة العراق في سبيل استقراره ونمائه وحفاظه على مكانته في محيطه العربي، وتعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين والتعاون في مختلف المجالات من خلال مجلس التنسيق السعودي العراقي".

وجدد الملك "سلمان" على "تأييد الحل السلمي بسوريا وفقاً لقرار مجلس الأمن 2254، ومسار جنيف1".

كما شدد على "وجوب خروج الميلشيات والمرتزقة منها والحفاظ على وحدة التراب السوري".

وعن ليبيا، قال الملك "سلمان": "إننا نتابع باهتمام تطورات الأوضاع في ليبيا، مجددين ترحيب المملكة بتوقيع اللجان العسكرية الليبية المشتركة الاتفاق الدائم على وقف إطلاق النار برعاية الأمم المتحدة".

وأعرب أيضا عن تطلعه إلى أن "يمهد الاتفاق الطريق لإنجاح التفاهمات الخاصة بالمسارين السياسي والاقتصادي، بما يسهم في تدشين عهد جديد يحقق الأمن والسلام والسيادة والاستقرار لليبيا وشعبها الشقيق، داعين إلى وقف التدخل الخارجي في الشأن الليبي".

وفيما يتعلق بالشأن السوداني، قال الملك "سلمان" إنه "بوصف المملكة رئيساً لمجموعة أصدقاء السودان، فإنها تشدد على أهمية دعم السودان حالياً، وتؤكد الدعم السياسي الكامل لمحادثات جوبا للسلام".

وعلى الصعيد الداخلي، تصدرت أزمة بفيروس "كورونا" المستجد "كوفيد-19" خطاب الملك "سلمان"، الذي قال إن أجهزة الدولة تمكنت بإجراءاتها الاستباقية والاحترازية العالية من تقليل الأثر الاقتصادي والصحي للوباء على المواطنين والمقيمين على أرض المملكة، ومحاصرة الداء في أضيق حدوده الممكنة.

وكرر شكره للمواطنين والمقيمين، على تفهمهم وتعاونهم في اتباع التعليمات وتنفيذ الإجراءات، كما شكر أجهزة الدولة كافة، على جهودهم في مواجهة الجائحة.

وتابع: "في سبيل تخفيف الآثار الاقتصادية لتفشي الفيروس، سارعت بلادكم لتقديم مبادرات حكومية للقطاع الخاص، خصوصاً المنشآت الصغيرة والمتوسطة، شملت أكثر من 218 مليار ريال (58 مليار دولار)، إضافة لدعم القطاع الصحي بمبلغ 47 مليار ريال (12.5 مليار دولار)".

وزاد: "لقد سعينا من خلال إدارة الجائحة إلى استمرار الأعمال وموازنة الأثر الاقتصادي والصحي والاجتماعي، وسنواصل التقييم المستمر، حتى انتهاء الجائحة".

وحول قمة العشرين التي تستضيفها المملكة، نهاية الشهر الجاري، قال الملك "سلمان" إنه "في تأكيد لريادة بلادكم، دعت السعودية، التي ترأس الدورة الحالية لمجموعة العشرين، في ظرف جائحة فيروس كورونا المستجد، وبغية مواجهة عالمية تخفف آثار الجائحة، لعقد قمة استثنائية افتراضية، جرت في مارس/آذار الماضي".

وأضاف: "نتطلع من قمة مجموعة العشرين، التي ستعقد هذا الشهر إلى تعزيز التنمية، وتحفيز التعاون عالمياً، لصنع مستقبل مزهر للإنسان".

وحول سياسة المملكة في الشأن النفطي، قال الملك "سلمان" إن "المملكة حرصت منذ تأسيس منظمة أوبك على استقرار أسواق البترول العالمية، وليس أدل على ذلك من الدور المحوري الذي قامت به في تأسيس واستمرار اتفاق مجموعة (أوبك بلس)، وذلك نتيجة مبادرات المملكة الرامية إلى تسريع استقرار الأسواق واستدامة إمداداتها".

وتابع: "كما عملت المملكة، ولا تزال تعمل لضمان استقرار إمدادات البترول للعالم بما يخدم المنتجين والمستهلكين على حد سواء، على الرغم من الظروف الاقتصادية التي يعيشها العالم اليوم بسبب جائحة كورونا وانعكاساتها على أسواق البترول العالمية".

وأشار الملك "سلمان" إلى "رؤية المملكة 2030"، وقال إنها "خارطة الطريق لمستقبل أفضل لكل من يعيش في هذا الوطن الطموح".

وقال إن "الرؤية أسهمت خلال مرحلة البناء والتأسيس في تحقيق مجموعة من الإنجازات على عدة أصعدة، أبرزها تحسين الخدمات الحكومية، ورفع نسبة التملك في قطاع الإسكان، وتطوير قطاعات الترفيه والرياضة والسياحة، واستقطاب العديد من الاستثمارات الأجنبية، إضافة إلى تمكين المرأة وتفعيل دورها في المجتمع وسوق العمل، ونستعد حاليا لمرحلة دفع عجلة الإنجاز التي تتسم بتمكين المواطن، وإشراك القطاع الخاص بشكل أكبر، وزيادة فاعلية التنفيذ".

وأضاف: "يسرنا أن المملكة اليوم أصبحت الدولة الأكثر تقدما وإصلاحا من بين 190 دولة، وفقا للبنك الدولي، وأن المملكة حققت المرتبة الأولى خليجيا والثانية عربيا، في تقرير البنك الدولي: المرأة، أنشطة الأعمال والقانون 2020".

واختتم الملك "سلمان" خطابه قائلا: "حفظ الله المملكة العربية السعودية، وأدام عليها فضله، ووفقنا وإياكم لمواصلة قيامنا بخدمة شعبنا، وتعزيز أدوار بلادنا الريادية، ومساهماتها في تحقيق الأمن والسلم والتنمية إقليمياً ودولياً".

وقبل إلقاء الخطاب الملكي، أدى رئيس مجلس الشورى، الشيخ "عبدالله بن محمد آل الشيخ"، وأعضاء وعضوات المجلس، القسم أمام العاهل السعودي، وذلك عقب صدور الأمر الملكي بتعيينهم في المجلس في دورته الثامنة.

وفي 18 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، صدر أمر ملكي، بتشكيل مجلس الشورى برئاسة "عبدالله آل الشيخ"، و150 عضوًا، لمدة 4 سنوات.

وشمل الأمر تعيين أول امرأة في منصب مساعد رئيس مجلس الشورى بالمرتبة الممتازة، وهي "حنان بنت عبدالرحيم بن مطلق الأحمدي".

ومجلس الشورى في السعودية، يعين من الملك، وقراراته ليست نهائية، وتحتاج موافقة الملك.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الملك سلمان السعودية مجلس الشورى القضية الفلسطينية رؤية 2030

السعودية: إيران لا تزال تشكل خطرًا على مستقبل وهوية سوريا

مسؤول إيراني مهاجما العاهل السعودي: توقفوا عن خدمة إسرائيل