يبدأ الرئيس التونسي "قيس سعيد" زيارة إلى قطر، السبت، يعول عليها في فتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي بين البلدين.

الزيارة تستمر 3 أيام، وتستهدف تأسيس تعاون اقتصادي دائم بين البلدين بعدما تحولت قطر إلى واحد من أهم المستثمرين في تونس، حسب بيان رئاسي في تونس.

ويترقب المهتمون بالشأن الاقتصادي نتائج الزيارة، في وقت تحتاج فيه تونس إلى دعم مالي من شركائها الخارجيين من أجل تمويل الموازنة وتنشيط الاستثمارات الخارجية لتقليص تداعيات جائحة فيروس "كورونا"، التي هبطت بالنمو الاقتصادي إلى مستويات تاريخية.

وتعد الزيارة الرسمية للرئيس التونسي إلى قطر الأولى له منذ وصوله إلى قصر قرطاج في أكتوبر/تشرين الأول 2019.

ووفق السفير التونسي لدى قطر "سامي السعيد"، فإن "هذه الزيارة تؤكد الطابع الإستثنائي للعلاقات الثنائية وحرص القيادة في البلدين على ترسيخها وتثبيت دعائمها، إضافة لكونها تؤكد أيضا وقوف دولة قطر الثابت إلى جانب تونس ودعمها، ونحن نتطلع لأن تعطي الزيارة زخما إضافيا للشراكة بين البلدين".

وتابع السفير: "تمثل الزيارة مناسبة لتبادل الآراء والتشاور حول أهم الملفات الإقليمية، وذلك أخذا بعين الإعتبار دور تونس باعتبارها العضو العربي الوحيد بمجلس الأمن الدولي ومكانة قطر على الساحة الإقليمية بفضل دبلوماسيتها الناعمة النشطة وجهود الوساطة التي تبذلها في حل النزاعات".

من جانبه، قال عضو البرلمان التونسي "ماهر مذيوب" إن هذه الزيارة ستؤسس لمرحلة جديدة في العلاقات التونسية القطرية، مشيرا إلى أن الملف الاقتصادي يحتل صدارة جدول الأعمال.

ورجح أن تأتي الزيارة الرسمية للرئيس التونسي إلى الدوحة بوعود استثمارية مهمة، واتفاقات في قطاعات حيوية على غرار النقل والسياحة والاتصالات.

وشهدت العلاقات الاقتصادية بين البلدين طفرة كبيرة في السنوات الثلاث الماضية، حتى سجلت المبادلات التجارية بين البلدين زيادة بنسبة 321%، بمعدل نمو سنوي بنحو 101%.

ومنذ صعوده إلى الحكم في أكتوبر/تشرين الأول 2019، يسعى الرئيس التونسي إلى تنفيذ مشاريع استثمارية في محافظات الداخل بشراكات أجنبية، منها مدينة صحية في محافظة القيروان (وسط تونس) ومنصة تحويل منتجات زراعية في محافظة سيدي بوزيد (وسط غرب).

وإبان زيارته تونس في فبراير/شباط الماضي، أعرب أمير قطر الشيخ "تميم بن حمد" عن استعداد بلاده للمساهمة في إنجاز المشروعين.

وفي أغسطس/آب الماضي، جددت السلطات القطرية عقب مكالمة هاتفية بين الرئيس التونسي وأمير قطر، استعداد الدوحة الكامل لتمويل منصة الإنتاج بسيدي بوزيد.

وتتصدر قطر صدارة الدول العربية المستثمرة في تونس؛ حيث تمثل استثماراتها نحو 43% من مجموع الاستثمارات الخارجية في البلاد، حسب أرقام رسمية صادرة عن وكالة النهوض بالاستثمار الخارجي، بما يفوق 580 مليون دينار (حوالي 215 مليون دولار).

وتتوزع الاستثمارات القطرية في تونس بين قطاعات السياحة والخدمات والاتصالات إلى جانب استثمارات في المحافظ المالية والبنوك.

وتجمع بين البلدين أكثر من 80 اتفاقية تعاون اقتصادي، من بينها 10 اتفاقيات تم توقيعها عام 2019، فيما يعود تاريخ أول اتفاقية بين البلدين إلى سنة 1982.

وتخطط تونس إلى معالجة جزء من مخلفات جائحة "كورونا" عبر مشاريع استثمارية كبرى تزيد نسب النمو وتساعد على احتواء مستويات البطالة المرتفعة.