أقدم مجهولون على اقتحام مسجد في مدينة جبيل، شمال العاصمة اللبنانية بيروت، السبت، حيث اعتدوا على الإمام والمؤذن، مما أثار جدلا في البلاد.

وقال شهود عيان إن مجموعة من الشبان تجمهروا أمام المسجد، وأبدوا اعتراضهم على صوت الأذان، قبل أن يقتحموه ويعتدوا على المؤذن، وهو مصري الجنسية، مما أدى لإصابته بجروح.

ونقلت وسائل إعلام لبنانية تفاصيل الواقعة، مشيرين إلى أن محلا للألعاب مجاورا للمسجد ومملوكا لشخصية مسيحية اعتاد تشغيل الأغاني الصاخبة باستمرار، مع وجود شبان يجلسون أمام المحل يتراقصون ويحدثون ضوضاء مع الأغاني، فطلب منهم المؤذن وخادم المسجد تهدئة الصوت، لوجود مصلين في الداخل، فما كان منهم إلا أن سخروا منه ومن الأذان، قبل أن يلاحقوه إلى داخل المسجد ويعتدوا عليه بالضرب.

من جانبه، قال الجيش اللبناني إنه تحرك لاحتواء الموقف، مشيرا إلى أن ما حدث كان "إشكالا فرديا" بين المؤذن والشبان، وأنه تم اعتقال على أحد الجناة.

لكن الروايات المتواترة من متابعين في بيروت تشير إلى رائحة تأجيج فتنة طائفية، على حد قولهم، محذرين من التهاون مع هذه الحوادث.

​واحتجاجاً على هذا الاعتداء، قطع محتجون الطريق في ساحة النور في مدينة طرابلس وأشعلوا الإطارات، مطالبين الأجهزة الأمنية بتوقيف الفاعلين فوراً ومحاسبتهم.

وخلفت الواقعة سلسلة إدانات في لبنان، وقال رئيس الحكومة المكلف "سعد الحريري"، في تغريدة على "تويتر": "مسجد جبيل من المعالم الدينية والتاريخية لمدينة عريقة مكانتها مميزة في الاعتدال والانفتاح والعيش المشترك، والاعتداء على المسجد هو اعتداء مرفوض على السلم الأهلي وعلى القيم التي تمثلها جبيل".

وأضاف: "ثقتنا بالقضاء بعد أن صار المتهم الرئيسي في عهدة القوى الأمنية، وثقتنا الأكبر بأهلنا في جبيل، مدينة العيش الواحد والوحدة الوطنية".

كما غرد رئيس "التيار الوطني الحر"، "جبران باسيل" وقال إن "المسجد كما الكنيسة بيت الله، وأي اعتداء عليهما طعنة للبنان التلاقي".

وأضاف: "كل الإدانة لما تعرّض له مسجد الإمام إبراهيم بن أدهم في جبيل، مدينة الانفتاح و الحياة المشتركة التي أسقطت عبر تاريخها كل الفتن".

واستنكر راعي أبرشية صيدا للروم الكاثوليك المطران "إيلي بشارة الحداد"، في بيان، "التعدي على المسجد في جبيل والمؤذن".

وبحسب وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، دعا "الحداد" إلى "اتخاذ التدابير الحازمة من المراجع الأمنية بحق المرتكبين، لئلا تتكرر مثل هذه الأعمال المهينة للأديان السماوية كافة".

وتابع: "نحن نعيش في وطن العيش المشترك، وتراثنا احترام بعضنا البعض. نحن في وطن رسالة وعلينا أن نعطي درسا لجميع الدول عن تقبل التنوع في الاختلاف".

وأعلنت دار الإفتاء اللبنانية، السبت، أن مفتي الجمهورية الشيخ "عبداللطيف دريان"، يتابع أنباء عن "وقوع اعتداء على المسجد".

وقال بيان نشره المكتب الإعلامي للدار، إن "المفتي دريان طلب من الأجهزة المعنية في الدولة التحقيق في ما جرى ليبني على الشيء مقتضاه".