حذر مفتي طرابلس والشمال اللبناني الشيخ محمد إمام، ورئيس أساقفة الأبرشية المارونية بالمدينة المطران يوسف سويف، الأحد، من الانجرار إلى "فتنة طائفية أو مناطقية"، في أعقاب مقتل شابين مسيحيين برصاص مجهولين شمالي البلاد.
جاء ذلك في بيان مشترك للمفتي إمام والمطران سويف، بحسب ما أوردته وكالة "الأناضول".
وقتل شابان مسيحيان، السبت، وهما هيثم ومالك طوق في حادثي إطلاق نار منفصلين في منطقة "القرنة السوداء" شمالي لبنان، بحسب الجيش الذي قال في بيان إن عناصره أوقفت عددا من الأشخاص وضبطت أسلحة وذخائر.
وقال البيان المشترك، إن دار الفتوى والمطرانية المارونية تهيبان بالأهالي "الذين يعيشون جنبا إلى جنب منذ مئات السنين في منطقتي بشري (مسيحية) والضنية (سنية)، أن تزيدهم هذه الحادثة إصرارا على اللحمة الوطنية ووعيا وقدرة على احتواء هذا الألم المشترك".
وحذر البيان أهالي المنطقتين من "الانجرار إلى أي فتنة طائفية أو مناطقية"، مشددا على ضرورة "السرعة القصوى للقبض على الفاعلين ومحاسبتهم، وأن يبذل الأهالي كل جهدهم للمساعدة في كشف الجناة وتقديمهم إلى المحاكمة العادلة".
وحث الأجهزة القضائية المختصة على "سرعة البت بتحديد عقاري نهائي وواضح في هذه المنطقة وغيرها؛ منعا لمثل هذه النزاعات حول الأراضي المتجاورة وتخومها، والتي تشكل عامل توتر بين أهالي المناطق وتذهب جراءها أرواح غالية".
ومن حين إلى آخر، تظهر نزاعات بين أهالي منطقتي الضنية وبشري حول ملكية أراضٍ ومراعٍ، وتتطور إلى تعديات وإشكالات عادة ما يتدخل الجيش والقوى الأمنية لاحتوائها.
والسبت، أدان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الحادث، مشددا في بيان على أنه "ستتم ملاحقة مرتكبيه وتوقيفهم ليأخذ القانون مجراه وليكونوا عبرة لغيرهم".
وكشفت النائبة المسيحية عن قضاء بشري ستريدا جعجع، عبر بيان، أنها اتصلت بقائد الجيش العماد جوزيف عون وطلبت منه إرسال قوّة بأسرع ما يكون إلى المنطقة، وشددت على ضرورة إجراء التحقيقات اللازمة واعتقال المجرمين وتقديمهم إلى العدالة.
كما أجرى رئيس "تيار الكرامة" النائب السني عن طرابلس فيصل كرامي، اتصالا هاتفيا بقائد الجيش، متمنيا منه "الإسراع في كشف ملابسات الحادثة ووأد الفتنة في مهدها"، وفقا لبيان له.
فيما دعا مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان، في اتصال هاتفي مع كرامي، السبت، إلى "المساهمة في تهدئة الأمور والإصرار على استخدام لغة العقل وتحكيم الوجدان الوطني في هذه المسألة"، محذرا من مما أسماه "طابور خامس يسعى إلى تسعير الفتنة والاصطياد بالماء العكر".
