العمالة الفلبينية بدبي.. التمييز يضاعف معاناة مزدوجة من كورونا ونظام الكفيل

الأحد 15 نوفمبر 2020 02:06 م

"نحن من بين الفنانين الأكثر رواجًا في العالم، لكنهم يعاملوننا هنا كالقمامة".. هكذا عبر مطرب وعازف أورج فلبيني عن معاناة مضاعفه لزملائه العاملين والعاملات في صالات الفنادق بدبي، جراء جائحة كورونا ونظام الكفيل، إضافة إلى التمييز السلبي بحقهم.

فكثير من الموسيقيين والراقصين والراقصات، ممن تم انتشالهم من المقاطعات الفقيرة في الفلبين للعمل بصالات دبي، فقدوا عملهم، وأصبحوا يعيشون في أقبية ملحقة بمدارس أو مؤسسات تحت رحمة أصحاب أعمالهم التي فقدوها من دون مكان يذهبون إليه.

وبحسب اتحاد الفرق الفلبينية بدولة الإمارات، فإن 70% ممن فقدوا أعمالهم لم يحصلوا على مكافأة وُعدوا بها لشراء الطعام والأساسيات الأخرى، وتردت أحوالهم إلى حد بيع بعضهم لملابسه لمواصلة القدرة على العيش، وفقا لما أوردته وكالة "أسوشيتد برس".

وذكر الاتحاد أن نسبة تصل إلى 80% من الفنانين الفلبينيين ألغيت تأشيراتهم عبر أصحاب العمل، طبقا لنظام الكفيل المعمول به في الإمارات، والذي يربط إقامة المغتربين بوظائفهم.

وتنقل الوكالة الأمريكية عن أحد هؤلاء الفنانين قوله إن معاناة الفلبينيين في دبي مضاعفة، إذ يتعرضون للتمييز السلبي، مضيفا: "المطربون البريطانيون يمكن أن يربحوا يوميا ما يربحه الفلبينيون في شهر".

 وتابع أن مدراء الأعمال يحجزون أجنحة فندقية للراقصين الهنود، بينما يحشدون 8 فلبينيين في القبو الواحد، بأجواء غير صحية.

وأكد الخبير بجامعة هاواي "ريكاردو تريميلوس"، على شيوع هكذا تمييز بقوله: "من الأرخص استئجار فرقة من الفلبين".

وفي السياق، أشارت الباحثة في شؤون الخليج بمنظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية "هبة زيادين"، إلى أن جائحة كورونا ضاعفت من معاناة ملايين العمال ذوي الأجور المتدنية، الذي هاجروا من آسيا وإفريقيا وأماكن أخرى، وجعلوا دولة الإمارات مركزًا اقتصاديا عالميا؛ لأن الانتهاكات بحقهم مستمرة منذ عقود.

وضربت "زيادين" أمثله على هكذا انتهاكات، مثل سرقة الأجور وتأخير الرواتب وظروف المعيشة الصعبة، مشيرة إلى أن هذا ينطبق بشكل خاص على العمالة المنزلية، التي يهيمن عليها الفلبينيون، كما فرق الرقص والموسيقى.

وكغيره من آلاف الفلبينيين، ظل عازف الجيتار في أحد صالات دبي "روميل كويسون"، البالغ من العمر 30 عامًا، عالقا لعدة أشهر في قائمة انتظار العودة إلى وطنه، بينما صاحب العمل غير قادر على سداد نفقاته، ما اضطره إلى بيع الجيتار لشراء طعامه.

وحتى بالنسبة للقلة المحظوظة بمواصلة العمل في صالات دبي، فإن أوضاعهم المعيشية متردية جراء ضعف إشغال الفنادق، التي باتت إداراتها تكافح لملء الغرف،  وبالتالي تضاءل عدد رواد الحفلات.

كما أن دوريات مفتشي الصحة السريين يهددون الفنادق بغرامات كبيرة في حال انتهااك الاشتراطات الاحترازية، وتفرض سلطات الإمارة قواعد تمنع الحفلات بعد الساعة الواحدة بعد منتصف الليل.

ومع استمرار انتشار فيروس كورونا المستجد في الإمارات، يتوقع الكثيرون أن تستمر الأوقات الصعبة، خاصة بالنسبة للعمالة الفلبينية، إذ تم تأجيل عروض دبي الحية والمؤتمرات الكبرى، بما في ذلك معرض إكسبو 2020.

وإزاء ذلك، تتوقع وكالة التصنيف الائتماني "ستاندرد آند بورز" أن ينكمش اقتصاد دبي بنسبة 11% العام الجاري، دون أفق للتعافي قبل عام 2023.

المصدر | الخليج الجديد + أسوشيتد برس

  كلمات مفتاحية

الإمارات كورونا نظام الكفيل الفلبين

وكالات سفر تطالب فنادق دبي بخفض أسعارها لاستقطاب الزوار

بسبب الإقامات الذهبية.. دبي تتوقع نموا اقتصاديا بنسبة 1%

من الإمارات إلى سوريا.. فلبينيات يروين مأساة البيع والاغتصاب