(إسـرائيـل) تخشى قيام «سـوريا صغيـرة»

الثلاثاء 22 سبتمبر 2015 08:09 ص

قرار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الامساك بالثور من قرنيه والسفر الى روسيا، بمرافقة رئيس الاركان ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية من اجل الالتقاء مع الرئيس بوتين، هو قرار صحيح رغم التوتر في الحرم والقدس. ليس بالضرورة أن يكون الامر الاكثر الحاحا واشتعالا هو الاهم والاكثر أهمية من الناحية الاستراتيجية بعيدة المدى.

في نهاية المطاف، فإن مفتاح علاج العنف الفلسطيني في القدس يوجد لدى إسـرائيل. وكل ما هو مطلوب الصبر وعدم التسامح والتصميم وعدد من الاجراءات التنفيذية والقضائية لمواجهة التحريض، الذي يرافقه الاخلال بالنظام من الشباب في شرقي القدس.

الأمر ليس كذلك على الجبهات الاخرى، في الجنوب على حدود قطاع غزة، وبالذات في الشمال على الحدود مع سوريا ولبنان. فهناك اسرائيل هي واحدة من عدد من اللاعبين، والمبادرة لا تكون بيدها وكذلك ليس مفتاح الحل والهدوء.

كما هو معروف طرأ تطور في الجبهة الشمالية مع ازدياد التدخل الروسي في سوريا، وفي أعقاب ذلك ايران ايضا. هذا التدخل يضمن بقاء بشار الاسد على كرسيه ويمنحه هو وحليفه حزب الله الثقة بالنفس، هذه الثقة التي غابت بفعل الانجازات العسكرية لتنظيم داعش والجماعات الاسلامية الراديكالية الاخرى في ميادين المعارك في سوريا.

بدل خوف اسرائيل من صعود داعش في سوريا، أصبح الخوف الآن من انشاء “سوريا صغيرة” تحت سيطرة بشار الاسد، ولكن بتواجد ايراني فعال وكذلك حزب الله. والامر الاخطر هو أن يتمتع كل من الاسد وايران وحزب الله بالمظلة الروسية، الامر الذي قد يساهم فيه ايضا الامريكيون، كما في العراق، فان من شأنهم التنازل عن المباديء من اجل محاربة داعش، بل والتسليم بوجود مقاتلين ايرانيين ومقاتلي حزب الله الذين يقاتلون داعش على الاراضي السورية.

تهديد رشق الحجارة والزجاجات الحارقة في الاحياء العربية في القدس لا يشبه تهديد عشرات آلاف الصواريخ المتطورة لدى حزب الله، والضرر الذي قد يتسبب به على طول الحدود في هضبة الجولان للخلايا الارهابية التي تحركها ايران. إن التواجد الروسي في سوريا قد يلحق الضرر بقدرة اسرائيل على العمل بحرية ضد هذا التهديد، وقد يشجع العمليات الارهابية الخطيرة.

لكن التواجد الروسي يحمل ايضا الفرصة وليس فقط الخطورة، حيث أن روسيا قد تكون عامل تهدئة، لأن بشار يحتاج الى بوتين مثلما يحتاج الى ايران وحزب الله. وبوتين هو الذي منع اتخاذ خطوات أو قرارات في الساحة الدولية ضد سوريا، وهو الوحيد الذي يستطيع ردع الغرب عن خطوة كهذه. ايضا خلافا لايران وحزب الله، هو لا يريد أن يصبح زعيم سوريا ويغير وجهها، ولا يريد أن تصبح سوريا شيعية مثل ايران. كل ما يريده بوتين هو الحفاظ على مصالحه وضمان مناطق سيطرة عسكرية لجيشه، ومن هذه الناحية فهو شريك مريح لبشار، وأخيرا توجد لبوتين علاقات مباشرة مع واشنطن والقدس.

يمكن الحديث عن هذه الامور وغيرها مع الروس. مثلا كيف يمكن الحفاظ على قدرة الحركة لاسرائيل في سوريا التي لا تهدف الى اسقاط نظام الاسد، وهذا الامر يعرفونه في دمشق وموسكو. أو كيف يمكن كبح قوات ايران وحزب الله في سوريا وضمان عدم تهديدها لاسرائيل.

المفارقة هي أن روسيا، على ضوء الضعف الامريكي، تتحول الى لاعب مهم يستطيع الربط بين الاطراف، الامر الذي كانت واشنطن فقط تستطيع عمله في السابق. علاقة موسكو الجيدة مع القدس وطهران ودمشق، ومؤخرا مع الرياض والقاهرة، تمنحها الفرصة لأن تلعب دورا ايجابيا كوسيط يضمن الاستقرار والهدوء. مطلوب من نتنياهو تفسير كل ذلك لبوتين.

  كلمات مفتاحية

إسرائيل الأسد إيران حزب الله نتنياهو روسيا بوتين القدس

«يعالون»: «إسرائيل» لن تتخلى عن حرية العمل في سوريا والقوات الروسية ليست ضدنا

الاحتلال الإسرائيلي وروسيا يتفقان على تنسيق العمليات العسكرية في سوريا

«نتنياهو»: محادثات موسكو لمنع المواجهة بين قوات روسيا و(إسرائيل) بالمنطقة

محلل إسرائيلي: الدعم الروسي لـ«الأسد» في صالحنا والتنسيق مع موسكو مطلوب