مواجهات تيجراي وأديس أبابا.. هكذا اشتعل صراع المركز والإقليم الشمالي

الاثنين 16 نوفمبر 2020 08:58 ص

أعمال عنف بلغت حد القصف بالصواريخ، ودعوات لمزيد من الحكم الذاتي في عدة أجزاء من البلاد.. هكذا تطورت أحداث الصدام بين الحكومة الفيدرالية في إثيوبيا والحزب الحاكم في منطقة تيجراي الشمالية، في مؤشر ليس فقط على تفاقم الصراع في البلد الأفريقي، بل إلى امتداده إلى بلدان مجاورة أيضا.

فبينما واصلت جبهة تحرير شعب تيجراي، الحاكمة لإقليم تيجراي تبادل الضربات العسكرية مع الجيش الإثيوبي، وسط تحذيرات دولية من اتساع نطاق المواجهات وتأثيرها على السكان المدنيين، تعرضت العاصمة الإريترية أسمرة، مساء السبت الماضي، إلى قصف صاروخي مصدره الأراضي الإثيوبية، حسبما ذكرت وكالة "رويترز".

فما هي جذور الصدام في إثيوبيا؟ وكيف تفاقم؟ تعود الإجابة إلى احتجاجات شعبية في تيجراي أطاحت بحكومة الإقليم السابقة عام 2018.

وجاءت هذه الاحتجاجات بعد نحو 3 عقود من هيمنة تيجراي على مقاليد السياسة الإثيوبية، رغم أنهم لا يمثلون سوى 6% فقط من سكان البلاد.

وشكت عرقيات الأورومو والأمهرة، بالإضافة إلى مجموعات أخرى، من التهميش في ظل حكم التحالف الاستبدادي القديم.

لكن هذا الوضع تغير عندما أصبح "آبي أحمد" رئيساً للوزراء في أبريل/نيسان 2018، وهو أول رئيس حكومة من عرقية "أورومو"، الأكبر في البلاد، ليفقد تيجراي مناصب وزارية وبعض المناصب العسكرية العليا.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2019، رفضت جبهة تحرير شعب تيجراي الانضمام إلى الحزب الحاكم الجديد لـ"آبي أحمد"، متذمرة مما اعتبرته تهميشا واستهدافا غير عادل عبر تحقيقات في شأن الفساد، وعاد قادة الجبهة إلى منطقتهم، ليتهمهم "آبي أحمد" بمحاولة زعزعة استقرار البلاد.

وكان قرار الحكومة المركزية بتأجيل الانتخابات التي كان مقررا إجراؤها في أغسطس/آب الماضي، بدعوى تداعيات جائحة كورونا، بمثابة الشرارة التي أعادت إشعال الأوضاع في تيجراي، إذ قررت حكومة الإقليم تحدي سلطات "آبي أحمد" من خلال المضي في إجراء الانتخابات المحلية في 9 سبتمبر/أيلول الماضي.

وإزاء ذلك، صنفت أديس أبابا حكومة تيجراي بأنها غير قانونية، وقررت تقليص الأموال الفدرالية المخصصة للإقليم، وهو ما اعتربته "جبهة تحرير شعب تيجراي" بمثابة "عمل حربي"، ليعلن قادتها عدم اعترافهم بإدارة "آبي أحمد".

وفي 4  نوفمبر/تشرين الثاني، أمر "آبي أحمد" برد عسكري على هجوم على معسكرات الجيش الفيدرالي في تيجراي، وهو الهجوم الذي نفت جبهة تحرير شعب تيجراي مسؤوليتها عنه، وقالت إنه ذريعة لشنّ "غزو" في الإقليم.

ومع اشتداد القتال بعد يومين، قرر "آبي أحمد" إقالة قائد الجيش الإثيوبي، الذي ينتمي كبار قادته إلى العديد من قبائل تيجراي. وفي 9 نوفمبر/تشرين الثاني، شنّت إريتريا غارات جوية على الإقليم مساندة للحكومة الإثيوبية.

ويعود التدخل الإريتري إلى علاقة تحالف تجمع "آبي أحمد" برئيس إريتريا "أسياسي أفورقي" منذ إنهاء الحرب بين البلدين وتوقيع اتفاقية سلام بينهما في يوليو/تموز 2018.

وأدى اشتداد القتال في تيجراي إلى فرار الآلاف إلى السودان المجاور، فيما قال "آبي أحمد" إن العملية ستنتهي "قريبًا" وإنّ خصومه سيخسرون "لا محالة".

وفي 12 نوفمبر/تشرين الثاني، قالت منظمة العفو الدولية إن العديد من المدنيين قُتلوا في مذبحة يقول شهود إن قوات داعمة لحكومة تيجراي نفذّتها، لكنّ جبهة تحرير شعب تيجراي نفت تورطها.

وفي اليوم التالي، دعت الأمم المتحدة إلى فتح تحقيق في "جرائم الحرب" في المنطقة.

المصدر | الخليج الجديد + DW

  كلمات مفتاحية

تيجراي إثيوبيا إريتريا آبي أحمد

إثيوبيا تمهل قادة تيجراي 3 أيام للاستسلام.. وواشنطن تعلق

بسبب تغطية تيجراي.. إثيوبيا تعلق ترخيص رويترز وتحذر بي بي سي ودويتش فيله

ستراتفور: الحرب الأهلية في إثيوبيا ستطول.. وهذه أبرز تداعياتها الإقليمية