اعتبر الكاتب والمحلل السياسي "سايمون تيسدال" تداعيات نتائج الانتخابات الرئاسية بالولايات المتحدة وموقف الرئيس "دونالد ترامب" من الاعتراف بها، نعمة لأعداء الديمقراطية حول العالم.

وفي مقال نشره بصحيفة "الجارديان" البريطانية، تساءل "تيسدال" مستنكرا: "صدق أو لا تصدق، أن العالم لم يتوقف عن الدوران على محوره بسبب الانتخابات الأمريكية وما أعقبها من نزاعات ذاتية في أرض الحرية للجميع. ففي عصر دونالد ترامب، تنتشر النرجسية مثل الطاعون".

وأكد "تيسدال"، في مقاله، أنه كلما طال الجدل في واشنطن زاد الضرر الجانبي الذي يلحق بسمعة أمريكا العالمية، مشيرا إلى أن تداعيات ذلك إقليميا تمثلت في مزيد من الانتهاكات الإسرائيلية بهدم منازل 74 فلسطينيا في قرية خربة حمصة المحتلة بالضفة الغربية.

وأشار إلى أن وتيرة عمليات الهدم في الضفة الغربية زادت هذا العام، "ربما استعدادا لضم غور الأردن إلى إسرائيل، وهي الخطة التي يدعمها ترامب من حيث المبدأ"، حسب تعبيره.

وعلى الرغم من دعوة رئيس الوزراء الفلسطيني "محمد اشتية"، إلى التدخل الدولي، إلا أن إسرائيل، بحسب المقال، أقدمت على عملية الهدم، بينما كان "اهتمام العالم يتركز على الانتخابات الأمريكية".

وبينما يحتدم الصراع على السلطة في واشنطن، يحذر "تيسدال" من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" قد يواصل بشكل تعسفي خلق "حقائق جديدة على الأرض" بمباركة "ترامب".

وتوقع المحلل السياسي أن تشهد الأسابيع الـ11 المقبلة ارتفاعا كبيرا في عمليات الهدم الإسرائيلية، وعمليات الإخلاء، وإعلانات المستوطنات، وربما حتى ضم رسمي لأجزاء من الأراضي المحتلة، حيث يسعى "نتنياهو وحلفاؤه في حركة الاستيطان لتحقيق أقصى استفادة من الوقت المتبقي لترامب في منصبه".

بل إن تداعيات فوضى الانتخابات الأمريكية وصلت إلى أفغانستان، حسبما يرى "تيسدال"، مضيفا: "في حين يزعم ترامب أن الحرب تنتهي إلا أنها تتصاعد بسرعة في الوقت الحالي".

فبينما كانت كل الأنظار تتجه إلى ولاية بنسلفانيا، تعرضت جامعة كابول للدمار عندما اقتحم مسلحون الفصول الدراسية، ما أسفر عن مقتل 22 طالبا، كما قتل 4 أشخاص آخرين الأسبوع الماضي في هجوم انتحاري في قندهار.

وعلى المنوال ذاته، تحركت الصين لإضعاف المجلس التشريعي في هونج كونج، الأسبوع الماضي، عبر طرد سياسيي المعارضة، ما يمثل تحذيرا صارخا للديمقراطيين والجمهوريين في الكونجرس الأمريكي على حد سواء، حسب تقدير "تيسدال".

واعتبر المحلل السياسي أن تعاطي بكين مع سياسيي المعارضة في هونج كونج بمثابة إعلان بأن الصين "لن تتسامح مع الأفكار الديمقراطية والمجتمعات المفتوحة وحرية التعبير".

وأضاف: "يبدو أن قادة الصين حسبوا بشكل صحيح أن الولايات المتحدة كانت مشتتة للغاية بسبب الميلودراما الرئاسية لدرجة أنها لن تكون قادرة على الرد بأي طريقة ذات مغزى".

وختم "تيسدال" مقاله بالتأكيد على أن الفوضى الدستورية بالولايات المتحدة، نتيجة رفض ترامب تسليم السلطة إضافة إلى تجييشه للشارع الأمريكي، ذات تأثير خطير على نفوذ أمريكا ومكانتها القيادية في العالم.