الحياة - الخليج الجديد
بدت أزمة المياه في السعودية تمارس نوعاً من لعبة التنقل بين المدن، فبمجرد اختفاء الأزمة في منطقة عسير، تحولت إلى منطقة مكة المكرمة، ومن أقصى الغرب باتت في العاصمة الرياض، التي يعاني سكانها، لاسيما من يقطنون الأحياء الشرقية، من أزمة متجددة سنويا في انقطاع الماء.
ويشكو أهالي أحياء اليرموك والنهضة والخليج والندوة والنظيم، وأجزاء من حي النسيم الشرقي، وحي الروضة، من انقطاعها في شكل مفاجئ، ويتحدث بعض الأهالي عن سوء توزيع صهاريج المياه على تلك الأحياء، وسط انقطاع المياه المتكرر.
ويقول أحد سكان حي الندوة شرق الرياض «مصلح الروقي»: «إن انقطاع المياه أزعج أهالي الحي، خصوصا مع ارتفاع درجات الحرارة خلال الصيف، من دون وجود حلول للانقطاع المفاجئ والمتكرر منذ أعوام، أو معالجة لتلك المشكلة، ما يضطر الموظفين والعاملين من أهالي الأحياء المتضررة إلى مغادرة أماكن عملهم، لأجل التزاحم حول صهاريج المياه التي تقدمها شركة المياه الوطنية، والتي غالباً لا تصل إليها إلا بعد نفادها».
من جهته، ذكر إمام جامع فهد البريك في حي الندوة «غازي الشمري» أن المساجد والجوامع في حي الندوة تعاني أزمة ونقصا حادا في المياه، ويتم التواصل مع مصلحة المياه، التي تقوم بتزويد المساجد بصهاريج مياه لا تفي بحاجاتهم، مضيفا أنه «في أحيان كثيرة تغلق دورات المياه أمام المصلين لعدم توافر المياه داخلها».
وأشار «الشمري» إلى أن جماعة المسجد تتكفل بفواتير المياه في بعض الأشهر لتغطية حاجة الجامع، والتي تزيد كلفتها على 1500 ريال، لجلب صهاريج مياه كافية للجامع وللمصلين.
بدورها طمأنت شركة المياه الوطنية الأهالي، بأن تلك الانقطاعات في طور الحل والمتابعة من الشركة، وقال المتحدث باسم شركة المياه الوطنية في منطقة الرياض «خالد المصيبيح»: «إن انقطاع المياه لا يعد ظاهرة، ولكن الانكسارات الأخيرة في خطوط الأنابيب سببت إرباكاً لبعض خطوط التمديد، ويتم حل إشكالاتها بخطط معينة وفق الإمكانات المتاحة ووفق قدرات الشركة، مع أخذ طبيعة الأرض، التي يجري تمديد خطوط الأنابيب من خلالها، في الاعتبار»، مؤكداً أن الشركة تطمئن جميع عملائها بعدم تكرار مثل هذه المشكلات في المستقبل، وفي حال تكرارها ستتم معالجتها في أسرع وقت.