«الغارديان»: الإيرانيون «يحتلون» سوريا

الثلاثاء 22 سبتمبر 2015 02:09 ص

تناولت صحيفة «الغارديان» البريطانية في تقرير لها، الدور الإيراني الغامض، كما وصفته في سوريا، مشيرة إلى أنها بدأت تتورط أكثر بهذا الملف، وأن وجودها على الأرض السورية بدأ يتخذ أشكالا أخرى غير التدخل العسكري المباشر، وإنما وصل إلى حد شراء عقارات عدة وسط العاصمة دمشق، الأمر الذي يدفع بسكان دمشق إلى ترديد مقولة إن إيران تشتري سوريا.

ورسمت الصحيفة صورة للسفارة الإيرانية في حي المزة بدمشق، قائلة إن هذا المبنى الذي ينقلك ببلاطه الفيروزي إلى منازل أصفهان وتبريز، يخضع لحراسة مشددة من قبل رجال الأمن، حيث يبدو أنه الأكثر دلالة على الوجود الإيراني في سوريا، إلا أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد.

وأوضحت أن التدخل الإيراني في سوريا يتجاوز حدود السفارة، فطهران قدمت لـ«بشار الأسد» خلال الحرب المستمرة منذ أربعة أعوام، دعماً اقتصادياً وعسكرياً جعلها لاعباً بارزاً في تشكيل الأحداث بسوريا، بما في ذلك الجهود الدولية لإيجاد حل لهذه الأزمة، فالنظام السوري يعتمد بشكل متزايد على إيران، ومن هذا الوجود يتعزز، بحسب دبلوماسي غربي.

من وجهة نظر إيران، فإن الأزمة، كما يصرح السفير «محمد رضا شيباني»، للصحيفة، تعود للتدخل الأجنبي، مؤكدا أن بلاده لا تتدخل بالشؤون الداخلية السورية، وأن دورهم يقتصر على التشاور مع الحكومة السورية من أجل مكافحة الإرهاب، وشدد على أن العلاقات السورية الإيرانية تاريخية واستراتيجية.

وأضاف: «نحن نقدم المشورة للحكومة والجيش في سوريا، ومن الطبيعي أن يتطلب ذلك منا أن نرى الواقع على الأرض، فالمستشارون العسكريون يحتاجون إلى فهم واضح للوضع في ساحة المعركة، إلا أن ذلك بكل الأحوال لا يعني أن لدينا وجوداً كبيراً من القوات في سوريا، نحن ليس لدينا دور مباشر في القتال».

ويتفق المحللون أن الوجود العسكري الإيراني المباشر يبقى متواضعاً إلى حد ما، فقوة فيلق القدس، وهي قوات النخبة في الحرس الثوري الإيراني، لا يتجاوز عددهم في سوريا المئات، إلا أن إيران تعمل ضمنياً بشكل أكبر من خلال حليفها «حزب الله» اللبناني بالإضافة إلى وحدات من المقاتلين الشيعة من أفغانستان وباكستان والعراق.

«قاسم سليماني»، قائد فيلق القدس الإيراني، زار في يونيو/ حزيران الماضي منطقة إدلب، في وقت أجرت إيران مفاوضات مباشرة مع فصائل المعارضة السورية المسلحة.

وقال «فيصل عيتاني» الخبير الاستراتيجي في معهد أطلنطس للدراسات، إن «تعامل إيران في أزمة الزبداني الأخيرة يشير إلى تحول في استراتيجيتها للتعامل مع الأزمة السورية، فإيران دخلت كمفاوض نيابة عن الأسد ودائرته الداخلية، مما عني أنها بدأت بتأمين مصالحها مباشرة وليس بالوكالة».

وأشارت تقارير أمنية إلى أن الإيرانيين من أفراد الحرس الثوري يشاركون بفعالية في معارك الزبداني، فإيران كما يراها بعض السوريين تتحكم بكل شيء.

والسوريون حانقون على النفوذ الإيراني الآخذ بالتوسع، فقد تمت مصادرة أراضٍ واسعة في منطقة المزة لبناء مشروع سكني إيراني كبير قرب السفارة، كما أن الإيرانيين يشترون عقارات كثيرة وكبيرة في سوريا، في حين سجل العام الماضي وصول نسبة الإيرادات الإيرانية للسوق السورية إلى نحو 35%، كما أن المناقصات الحكومية مفتوحة فقط للإيرانيين.

يقول أحد سكان العاصمة دمشق: إنه تم بيع سوريا للإيرانيين، مضيفاً للصحيفة: أنهم «يسيطرون على كل شيء، إنها سوريا المحتلة من قبل إيران».

الحال لا يقتصر على معارضي النظام، وانما التخوف من السيطرة الإيرانية موجود حتى عند مؤيدي «الأسد»، حيث تنقل الصحيفة البريطانية عن محام سوري رافضاً الكشف عن هويته، أن الإيرانيين اليوم لديهم كل مفاتيح السيطرة.

 


 

  كلمات مفتاحية

إيران سوريا الجنرال قاسم سليماني

لماذا لن تفلح خطط أي من إيران أو السعودية في الوصول إلى حل للأزمة السورية؟

إيران تشتري بقـاء «بشار» بعـوائد الاتفاق النووي

محافظ نينوى السابق: إيران تسيطر على القرار السياسي في العراق

«أوباما»: إيران تدعم جماعات إرهابية وتزعزع استقرار المنطقة .. والتواصل يعزز زعمائها المعتدلين

«ولايتي»: النفوذ الإيراني في المنطقة يمتد من اليمن إلى لبنان

تقرير: 18 ألف مقاتل إيراني موزعون في سوريا