البرازيل تتحفظ على تسمية «مستوطن» سفيرا لـ(إسرائيل) بالبلاد

الأربعاء 23 سبتمبر 2015 11:09 ص

بعد رفض العديد من دول العالم شراء منتجات المستوطنات الصهيونية، أرست البرازيل تقليدا جديدا برفضها قبول تعيين «مستوطن» سفيرا لـ(إسرائيل) في البلاد، ما سبب حرجا شديدا لرئيس الوزراء الصهيوني.

وقد أشاد «عمرو موسى»، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية الأسبق، بقرار رئيسة البرازيل «ديلما روسيف»، رفض قبول السفير الإسرائيلي الجديد المرشح في بلادها لأنه أحد قادة المستوطنين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، قائلا: «أوجه التحية إلى البرازيل ورئيستها»، كما أشاد نشطاء مصريون أخرون بالقرار البرازيلي.

وأضاف «موسى»، في سلسلة تغريدات عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، الإثنين، أن «العديد من أعضاء البرلمان البرازيلي نددوا بقرار (إسرائيل) تعيين أخد المستطونين سفيرًا في بلادهم واعتبروه تحديًا للسياسة البرازيلية».

وأشار «موسي» إلى ورود أنباء عن توقيع 40 منظمة كبيرة في البرازيل على عريضة تطالب الرئيسة بعدم المصادقة على تعيين السفير الإسرائيلي المرشح، موضحًا أن «موقف البرازيل الرسمي يعتبر أن المستوطنات غير شرعية».

وأكدت مصادر (إسرائيلية) أن حكومتها تلقت رسائل من رئيسة البرازيل «ديلما روسيف»، تفيد برفضها تعيين رئيس مجلس المستوطنات الأسبق «داني ديان»، سفيرا (إسرائيليا) لدى البرازيل، لأن القبول بهذا التعيين، سيتم تفسيره بقبول البرازيل للاستيطان في المناطق المحتلة منذ العام 1967، ما شكل حرجا لرئيس الوزراء «بنيامين نتنياهو».

وأشاد مغردون مصريون أيضا بالموقف البرازيلي ومنهم المحامي والمذيع «خالد أبو بكر» عضو الاتحاد العالمي للمحامين، الذي أشاد بدولة البرازيل بعد رفضها قبول أوراق سفير (إسرائيل) الجديد لديها، وقد سبق لرئيسة البرازيل «ديلما روسيف» أن قامت بسحب سفير بلادها من (إسرائيل) احتجاجا على «جرائم إسرائيل في غزة».

3 سفراء (إسرائيليين) يؤيدون البرازيل

وذكرت صحيفة »هآرتس»، الاثنين 21 سبتمبر/أيلول أن مجموعة من الناشطين اليساريين في إسرائيل، بينهم ثلاثة سفراء سابقين، طالبوا الحكومة البرازيلية وحضوها على عدم استقبال السفير (الإسرائيلي) الجديد لديها «داني دايان» لكونه مستوطناً وشغل في السابق منصب «رئيس مجلس المستوطنات في الضفة الغربية».

وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية «بنيامين نتنياهو» بصفته وزيراً للخارجية عين دايان سفيرا لـ(إسرائيل) في البرازيل، وترددت في إثر ذلك أنباء مفادها أن رئيسة البرازيل «ديلما روسيف» اعترضت على هذا التعيين وبعثت برسائل بهذا الخصوص إلى (إسرائيل) عبر قنوات دبلوماسية.

وقام أعضاء مجموعة الناشطين اليساريين الأعضاء في مجموعة تسمي «اللجنة السياسية لمنتدى منظمات السلام»، بإجراء محادثات مع سفيري البرازيل في (إسرائيل) والسلطة الفلسطينية وأوضحوا لهما أن استقبال «دايان» كسفير سيعني إضفاء شرعية دولية على مشروع الاستيطان في المناطق المحتلة، بحسب «هآرتس».

والدبلوماسيون السابقون الذين حضوا الحكومة البرازيلية على عدم استقبال «دايان» كسفير هم: المدير العام لوزارة الخارجية السابق وسفير (إسرائيل) السابق في جنوب أفريقيا وتركيا الدكتور «ألون ليئيل»، وسفير (إسرائيل) السابق في جنوب أفريقيا «إيلان باروخ»، وسفير (إسرائيل) السابق في باريس «إيلي بار نافي».

وقال «ليئيل» في تصريحات خاصة لصحيفة «هآرتس»، إنه تم إبلاغ البرازيليين بأن «دايان» هو وزير خارجية المستوطنات، وأضاف أنه، مع السفيرين السابقين الآخرين، سينشرون مقالاً ضد تعيين «دايان» في إحدى الصحف البرازيلية الكبرى خلال الأيام المقبلة.

وقد تواصلت ردود الفعل على الساحة الإسرائيلية عقب كشف صحيفة «يديعوت أحرونوت» في تقرير لها أن «رئيسة البرازيل ديلما روسيف، أبلغت تل أبيب أنها لا تشعر بالارتياح إزاء تعيين رئيس مجلس المستوطنات سابقاً داني ديان، سفيراً لإسرائيل في بلادها، كونه يقيم في مستوطنة، وجاء من قيادة المستوطنين».

واعتبرت الصحيفة أنه إذا قام «نتانياهو» بسحب التعيين فإن ذلك سيشكل صفعة له، وإذا أصر على التعيين وقوبل بالرفض الرسمي، فمن شأن ذلك أن يؤثر على العلاقات مع البرازيل التي يعتبرها «نتانياهو» وجميع أعضاء الحكومة الإسرائيلية، من أهم الدول التي يمكن بناء علاقات قوية معها.

ووقعت أربعون منظمة شعبية ونقابية ومؤسسة مدنية برازيلية، بياناً للرأي العام الدولي، ترفض فيه وتدين تسمية (إسرائيل) في ترشيحها أحد المستوطنين كسفير لها في البرازيل.

40 منظمة برازيلية ترفض «المستوطن»

وقامت المنظمات بتسليم نسخة من البيان لمكتب رئاسة الجمهورية البرازيلية في مدينة سان باولو، مطالبةً بعدم قبول «السفير» المرشح والموافقة عليه.

واعتبرت المنظمات المدنية البرازيلية ذلك «تحدياً للسيادة البرازيلية ونهجها المتطابق مع قرارات الشرعة الدولية، وللموقف السياسي البرازيلي»، كما اعتبرته «إهانة واستخفافا بالدبلوماسية البرازيلية».

وقال البيان: «نُهيب بالمنظمات الدولية محاصرة التطرف والمتطرفين، نموذج اليمين واليمين المتطرف لحكومة نتنياهو والاستيطان والمستوطنين، ومحاصرتهم اقتصاديا وسياسياً وأخلاقياً ومعنويا».

وأضاف: «لقد قدم المجتمع البرازيلي عملاق أميركا اللاتينية، نموذجاً يحتذى، ومثالاً حيّاً لمواجهة العنصرية والأبارتهيد في انتهاكه حقوق الفلسطينيين، وتعريته أمام العالم المتبجح بحقوق الإنسان والديمقراطية».

  كلمات مفتاحية

البرازيل (إسرائيل) نتنياهو

رئيسة البرازيل ترفض اعتماد السفير الإسرائيلي لموقفه المؤيد للاستيطان

رئيسة البرازيل ترتدي العلم الفلسطيني في تظاهرات ضد حكومة «ميشيل تامر»

المحكمة البرازيلية العليا تعطي الضوء الأخضر لسجن الرئيس الأسبق