أحيا ناشطون من مختلف البلاد الإسلامية، ووسائل إعلام مصرية وعربية، الذكرى السنوية الأربعين لرحيل الشيخ "محمود خليل الحصري"، أشهر قراء القرآن الكريم بلا منازع، التي توافق 24 نوفمبر/تشرين الثاني 1980؛ حيث أعادوا نشر مناقبه وروايات وقصص مشهورة من حياته.

وأعادت إذاعة القرآن الكريم في مصر نشر وصية "الحصرى"، وقالت، عبر حسابها على "فيسبوك"، إن الشيخ الراحل كان أوصى بأن تذهب ثلث أمواله لخدمة القرآن الكريم وحفاظه، بجانب الصرف منها في مختلف وجوه البر.

وبدأ "الحصري" رحلته مع الإذاعة عام 1944؛ حيث تقدم لاختبارات الإذاعة المصرية، واجتاز الاختبار وتم التعاقد معه، وكانت أول قراءة له على الهواء مباشرة يوم 16 نوفمبر عام 1944.

وجرى تعيين "الحصري" كشيخ لمقرأة "عبد المتعال" بمدينة طنطا، مركز محافظة الغربية (شمال). وفى عام 1948، صدر قرار بتعيينه مؤذنا بمسجد سيدى حمزة في طنطا، إلا أنه طلب أن يكون قارئا للسورة يوم الجمعة، فصدر قرار بنقله إلى وظيفة قارئ سورة بنفس المسجد، ثم صدر قرار وزاري بإشرافه الفني على مقارئ محافظة الغربية.

 وفى أبريل/نيسان 1949، انُتدب للقراءة بمسجد  "أحمد البدوي" بطنطا، وظل فيه حتى عام 1955؛ حيث توفى الشيخ "الصيفي" الذي كان قارئا بمسجد الحسين فجاء خلفا له في الحسين وانتقل إلى القاهرة.

وفى عام 1980، بدأ المرض يداهم "الحصرى"؛ حيث كان مريضا بالقلب، وقرر الأطباء نقله إلى معهد القلب، وحين تحسنت صحته عاد إلى منزله، لكنه في يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني 1980 غيبه الموت، بعد أدائه صلاة العشاء.

وكان الشيخ يقوم بنفسه بمتابعة إتمام بناء المعهد الدينى ببلدته ومسقط رأسه في قرية شبرا النملة، التي تتبع مدينة طنطا، قبل وفاته بعام واحد، وكان يحاول الانتهاء من بناء مسجد آخر.

وكان آخر المناصب التي تقلدها الشيخ "الحصري" هو رئيس اتحاد قراء العالم الإسلامى.

قارئ الحرم.. والكونجرس

والشيخ "الحصري" هو أول من رتل وجوّد القرآن في الحرمين الشريفين عبر مكبرات الصوت.

كما أنه الوحيد فى التاريخ الذى سمح له ملك السعودية وقتها أن يقرأ فى الحرمين الشريفين فى أي وقت يصل إليهما.

كما أن "الحصري" هو أول من قرأ القرآن فى الكونجرس الأمريكى؛ حيث صفقوا له طويلا، واحتفى به الرئيس الأمريكى الأسبق "جيمى كارتر".

ويشبهه البعض بأنه امتداد للصحابي الجليل "عثمان بن عفان" الذي حفظ الله به القرآن مكتوبا خطا ورسما؛ فجاء "الحصري" ليكون أول من حفظ الله به القرآن تلاوة وسماعا ونطقا.

وجاء ذلك بعدما رأى الشيخ أن بلاد آسيا وأفريقيا تنطق الآيات خطأ؛ فأصدر أول مصحف مرتل ومجود.

ثم سجله بكل الروايات بعدها مثل ورش وحمزة وقالون، ولما سألوه فى البلاد المختلفة عن أئمة القرآن والقراءات، كتب عنهم كتابا للتعريف بهم.

وكان الشيخ "الحصري" يسمي نفسه "خادم القرآن الكريم"، وكان قمة فى التواضع مع القرآن والناس.

وكان رحمه الله يحب الشجرة التي حفظ عندها القرآن وهو صغير فى قريته، فإذا عاد إلى قريته بعد أن بلغ العالمية فى الشهرة ينزل من سيارته عندها ويقف عندها أو يجلس مليا، ويرفض أن يمر عليها راكبا.