الشيخ «الحصري» في ذكراه الـ36: مسجل «المصحف الصوتي» الأول عالميا (فيديو)

الخميس 24 نوفمبر 2016 07:11 ص

برغم أن الشيخ «محمود خليل الحصري لم يعش أكثر من 63 عاماً ، إلا أنه عاش حياة طويلة رحبة مع القرآن الكريم، تمتد إلى يوم القيامة، ويكفيه أنه كان أول المُسجلين للمصحف الصوتي في العالم كُلِّه برواية «حفص عن عاصم» عام 1961، ثم بعدة تلاوات بعد هذا، ليتغلب على محاولة صهيونية لتحريف القرآن الكريم، وهو الثواب الذي يُضاف إلى ميزان حسناته كلما استمع إلى قرائته التي تعد من أصح القراءات للقرآن الكريم، نطقاً للأحرف، والتزاماً بالأحكام والمدود، (شاهد الفيديو).

 كما كان أول من نادى بإنشاء نقابة لقراء القرآن الكريم، ترعى مصالحهم، ونادى بضرورة رعاية مكاتب لتحفيظ القرآن في جميع المدن والقرى المصرية، وقام بتشييد مسجد ومكتب للتحفيظ بالقاهرة معرفين باسمه في 6 حي أكتوبر بالقاهرة، مع وصية بإخراج ثلث ماله للقرآن الكريم والبر قبيل وفاته بحسب «رصد».

مرت، اليوم الخميس، الذكرى الـ 36 لوفاته، دون احتفاء يليق بما قدمه الشيخ الراحل إلى الأمة الإسلامية من رحلة حياة وقراءات حافلة للقرآن الكريم سواء كأول قارىء لآي الذكر الحكيم في الكونغرس الأمريكي، أوالبيت الأبيض في عهد الرئيس الأسبق «جيمي كارتر»، وكذلك أول مرتل لكلمات الله في الأمم المتحدة عام 1977، وفي القصر الملكي في لندن عام 1978، المصحف الصوتي الذي تركه في عدة نسخ، أهم عطاء في حياته العامرة التي انتهت في 24 من نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1980.

البداية

ولد الشيخ «الحصري»، في يوم 17من سبتمبر/أيلول 1917 بقرية شبرا النملة التابعة إلى مدينة طنطا في مديرية الغربية كما كانت تُعرف آنذاك، بعد انتقال والده إليها قادمًا من الفيوم.

أدخله والده إلى الكُتاب في عمر 4 سنوات، كعادة المصريين من راغبيّ طاعة الله ثم تعليم صغارهم، ليحفظ الشيخ الصغير السن القرآن الكريم، ويتعلم مبادىء القراءة والكتابة في عمر 8 سنوات فحسب، وكان، رحمه الله، يذهب من قريته إلى المسجد الأحمدى في طنطا يوميًا لتلك المهمة.

 وفي سن الـ 12 من عمره انضم إلى المعهد الديني في طنطا كدارس بعد حافظ للقرآن الكريم به، وكان من زملائه الشيخين «مصطفى إسماعيل»، و «محمود علي البنا»، و هما من نوابغ التلاوة القرآنية ثم تعلم القراءات العشر في الأزهر؛ ليكون متقنًا، لها و رائدًا فيها مستقبلاً، بحسب «وكالة الأنباء العربية».

نبوغه ومناصبه

بعد أن حصل الشيخ «الحصري» على عدة شهادات في علم القراءات ، تفرغ لدراسة علوم القرآن ليزداد صوته حلاوةً و خشوعًا، وليلتحق بعد ذلك بإمتحان الإذاعة عام 1944 ليكون الأول بين المتقدمين إليه.

وازدات إنجازات الشيخ «الحصري» العامرةً في قراءة القرآن حيث عُين شيخًا لمقرأة (سيدي عبد المتعال) كما تُعرف في طنطا، و عُين يوم 7 من أغسطس/أب عام 1948 مؤذنًا بمسجد (سيدي حمزة) ثم عُدل القرار يوم 10 من أكتوبر/تشرين الأول عام 1948 إلى قارىء للمسجد مع إحتفاظه بعمله بمقرأة (سيدي عبد المتعال) و ليصدر بعد ذلك قرار وزاري بتكليفه بالإشراف الفني على مقاريء محافظة الغربية.

 وعُين عام 1950 قارئًا بالمسجد الأحمدي بطنطا، ثم فاز بشرف التلاوة بموسم الحج بالحرمين الشريفين عام 1953 بالتزامن مع إدخال الكهرباء في الحرمين الشريفين ليكون صاحب ميزة التلاوة في مهبط الوحي عبر مكبرات الصوت، وكان عمره آنذاك 36 عاماً.

و في عام 1955 عُين قارئًا بمسجد الحسين في القاهرة.

وفي عام 1957 عُين مفتشًا للمقاريء المصرية، وفي عام 1958 وكيلاً لمشيخة المقاريء المصرية، و في نفس العام تخصص في علوم القراءات العشر الكبرى، و طرقها، و رواياتها، و أسانيدها، و نال عنها شهادة علوم القراءات العشر من الأزهر الشريف.

 و عين عام 1959 مراجعًا و مصححًا للمصاحف بقرار من مشيخة الأزهر الشريف و في عام 1961 عين شيخًا لعموم المقاري المصرية.

وفي عام 1960 كان أول مبتعث لزيارة المسلمين في الهند وباكستان وقراءة القرآن الكريم في المؤتمر الإسلامي الأول بالهند،  في حضور الرئيس الأسبق «جمال عبد الناصر» والرئيس الراحل «جواهر لال نهرو»، وزعيم المسلمين بالهند، وأسلم على يديه الكثيرين بعد لاحظوا فيه نقاء الصوت.

 وفي عام 1961 عين بالقرار الجمهورى شيخ عموم المقارئ المصرية.

مع المصاحف الصوتية

كانت له الريادة في أن يكون أول من سجل المصحف المرتل برواية «حفص عن عاصم» عام 1961، و المصحف المرتل برواية «ورش عن نافع» عام 1964، و المصحف المرتل برواية «قالون»،  والمصحف المرتل برواية «الدوري عن أبي عمرو البصري» عام 1968،  و «المصحف المعلم» عام 1969، و «المصحف المفسر» (مصحف الوعظ) عام 1973 .

و من أسباب تسجيله لتلك المصاحف هو إجهاضه لمحاولات صهيونية أرادت أن تحرف في القرآن حيث وجد هذا في مصحف تسلمه كهدية في الكويت في الستينيات فأخذ على عاتقه تلك المهمة ليكون من حملة لواء القرآن الكريم الرواد، و سفيرًا عزيزًا لكلام الله عز وجل.

من مؤلفاته

- أحكام قراءة القرآن الكريم.

- القراءات العشر من الشاطبية والدرة.

- معالم الاهتداء إلى معرفة الوقف والابتداء.

- الفتح الكبير في الاستعاذة والتكبير.

- مع القرآن الكريم.

- النهج الجديد في علم التجويد.

- رحلاتى في الإسلام.

تكريمه

حصل الشيخ «الحصرى» على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1967 من الرئيس الأسبق «جمال عبدالناصر، خلال احتفال مصر بعيد العلم.

وفاته

كان حريصًا في أواخر أيامه على تشييد مسجد ومعهد دينى ومدرسة تحفيظ بمسقط رأسه قرية شبرا النملة، بالإضافة إلى المسجد والجمعية المعروفة باسمه في حي 6 أكتوبر بالقاهرة الكبرى، وأوصى في ختام حياته بثلث أمواله لخدمة القرآن الكريم وحُفَّاظه، والإنفاق في كافة وجوه البر.

وتوفى مساء يوم الإثنين 24 نوفمبر 1980 بعد صلاة العشاء بعد أن امتدت رحلته مع كتاب الله الكريم ما يقرب من خمسة وخمسين عامًا.

المصدر | الخليج الجديد+متابعات

  كلمات مفتاحية

الحصري ذكرى وفاته المصحف الصوتي الأول عالميا

الشيخ الحصري.. ناشطون يحيون الذكرى الأربعين لقارئ الحرم والكونجرس