استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

بايدن واتجاهات النظام الدولي الجديد

الأربعاء 25 نوفمبر 2020 08:44 ص

بايدن واتجاهات النظام الدولي الجديد

أين تتحدد المصالح والمقاربات الاستراتيجية العربية في هذه الخارطة الدولية الجديدة؟

سيتركز الاهتمام الأميركي في المجال الآسيوي الهادئ حيث يتحدد مستقبل النظام الدولي.

أصبحت دول الاتحاد الأوروبي بمواجهة مباشرة مع روسيا وتركيا المتنافستين في إقليمي المتوسط والقوقاز.

خط التمايز الجديد بين المصالح الأوربية والأميركية هو تمحور المقاربات الاستراتيجية الأوربية في المجالين المتوسطي والقوقازي.

ستجد الولايات المتحدة نفسها في صراع حاسم مع الصين يتطلب منها تدعيم حلقات تحالفها مع القوى الإقليمية المؤثرة في المجال الآسيوي.

*     *     *

كتب وزيرا الخارجية الفرنسي والألماني، جان ايف لودريان وهيكو ماس، مقالة مشتركة بصحيفة «لوموند» (16 نوفمبر 2020) حول التحديات الجديدة التي يطرحها انتخاب الرئيس الأميركي الجديد، جو بايدن، على العلاقات الأطلسية في مرحلة يشتد الصراع بين الولايات المتحدة وروسيا والصين.

ووفق رؤية الوزيرين، تتعين إعادة بناء العلاقات الأميركية الأوروبية لمواجهة أنماط التحديات الجديدة، وفي مقدمتها التحالف المطلوب في مواجهة الأنظمة التسلطية الصاعدة التي تهدد مصالح «العالم الحر».

والمقصود هنا هو روسيا بنظامها التسلحي المتطور والصين بطموحها إلى السيطرة على قنوات التجارة الدولية وإلى التحكم في الثورة التقنية الجديدة، وإيران في برنامجها النووي وتركيا في سياستها للهيمنة على شرق المتوسط.

ويخلص الوزيران في مقالهما إلى أن الحلف الأطلسي في صيغته الجديدة بجب أن يجمع بين المعايير القيمية المشتركة بين جناحي الغرب الديمقراطي (الديمقراطية وحقوق الإنسان ومحددات القانون الدولي) وحقائق الاندماج الأوروبي التي تسير في اتجاه بناء منظومة دبلوماسية وأمنية أوروبية مستقلة عن المظلة الأطلسية.

ويعكس هذا المقال طبيعة الحوار الاستراتيجي الحالي المتولد عن الأزمة العميقة التي عرفتها العلاقات الأوروبية الأميركية في عهد الرئيس ترامب الذي ذهب إلى حد التشكيك في جدوائية ونجاعة الحلف الأطلسي وطالب أوروبا بتحمل حصتها كاملةً في نفقات الحماية الأميركية للقارة، ولم يعتبر معايير النظام الليبرالي المشتركة كافيةً لقيام شراكة طبيعية بين الولايات المتحدة وأوروبا.

وقد اختلفت مواقف الطرفين في أهم مكونات الأجندة الدولية مثل الملف الروسي والصراع التجاري مع الصين والعلاقة بإيران وتركيا.

ولئن كانت بعض التحليلات ذهبت إلى أن خط التباين بين الحليفين يتمثل في المرجعية النظرية للعلاقات الدولية (النزعة التعددية الأوروبية والانعزالية الأحادية الأميركية)، فإن طبيعة الاختلاف تعود إلى أسباب أكثر جوهرية، لها علاقة مباشرة بتركيبة وخيارات النظام الدولي الراهن.

ومن البديهي أن الاتحاد الأوروبي الذي توسّع منذ نهاية الحرب الباردة لكي يشمل جل بلدان القارة لم يستطع أن يتحول إلى قوة جيوسياسية مؤثرة وفاعلة رغم الطموح الفرنسي الألماني، بل إن أغلب دول المجموعة سعت إلى بناء منظومات دفاعية بديلة عن المظلة الأوروبية.

أما في إطار العلاقة المباشرة بالولايات المتحدة والحلف الأطلسي أو العودة البرغماتية إلى دائرة النفوذ الروسي، في حين اختارت بريطانيا الخروج نهائياً من المشروع الأوروبي.

أما روسيا التي تزعزع نفوذها الدولي بعد تفكك الاتحاد السوفييتي السابق، فقد نجحت في توظيف صناعتها العسكرية المتطورة وديبلوماسيتها الجريئة في انتزاع مواطئ قدم راسخة في دائرة جوارها المباشر وفي الشرق الأوسط، مع عودة ملموسة ومتزايدة إلى المسرح الأفريقي، بل أصبحت تتقدم بصفتها نموذجاً للديمقراطيات السيادية غير الليبرالية تتبناه المجموعات الشعبوية النشطة في الديمقراطيات الأوروبية.

أما الصين التي تعتبرها الولايات المتحدة منافسها الحقيقي في القوة التقنية والاقتصادية، فقد تحولت من الطموح الإقليمي المحدود إلى هدف التحكم في قلب منظومة العولمة من خلال قدراتها العلمية والمالية وقنواتها الفاعلة في مسارات التجارة العالمية.

وقد لا يجد الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن بديلاً عن السياسة الخارجية لسلفه، رغم تبنيه المعلن لمنطق الشراكة الدولية التعددية والتضامن الأطلسي والحوار الديبلوماسي المرن.

فلا أحد يتوقع الهدنة في التنافس الأميركي الصيني الذي هو الرهان الأساسي في العلاقات الدولية الجديدة، كما أن استراتيجية احتواء روسيا التي اعتمدتها الإدارات الأميركية المتعاقبة منذ نهاية الحرب الباردة لم تعد مجدية ولا فاعلة اليوم بعد أن استعادت روسيا مواقعها الأساسية في خارطتها نفوذها التقليدية.

من المعروف أن بايدن ينتمي للتيار الواقعي في الحزب الديمقراطي الأميركي حتى لو كان يعتمد في خطابه السياسي المقولات الليبرالية التقليدية في أدبيات هذا الحزب.

ومن ثم لا يتوقع أن يؤسس رؤيته للعلاقات الدولية على أساس معايير تصدير الديمقراطية، ولذا فإن مواجهته المحتملة مع روسيا أو الصين لن تكون مغلفة بأغلفة أيديولوجية أو أخلاقية.

ما يبدو بديهياً من مؤشرات التحول الاستراتيجي الحالي هو أن خط التمايز الجديد بين المصالح الأوربية والأميركية هو تمحور المقاربات الاستراتيجية الأوربية في المجالين المتوسطي والقوقازي، بما يضع دول الاتحاد في مواجهة مباشرة مع روسيا وتركيا المتنافستين في الإقليمين.

في حين يتركز الاهتمام الأميركي في المجال الآسيوي الهادئ، حيث يتحدد مستقبل النظام الدولي، بما يضع الولايات المتحدة في صراع حاسم مع الصين يتطلب منها تدعيم حلقات تحالفها مع القوى الإقليمية المؤثرة في هذا الإقليم.

أين تتحدد المصالح والمقاربات الاستراتيجية العربية في هذه الخارطة الدولية الجديدة؟

سؤال يحتاج لوقفة أخرى.

* د. السيد ولد أباه كاتب وأستاذ جامعي موريتاني

المصدر | الاتحاد - أبوظبي

  كلمات مفتاحية

الولايات المتحدة، جو بايدن، النظام الدولي، المتوسط، القوقاز، المجال الآسيوي الهادئ، روسيا، تركيا، الصين، إيران،

أنتوني بلينكين.. أزمات المنطقة بعيون وزير الخارجية الأمريكي الجديد