توفي الخميس الحقوقي المصري رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان "حافظ أبو سعدة"، متأثرا بكورونا.
وقالت زوجته الناشطة الحقوقية "نهاد أبو القمصان" في تدوينة لها عبر "فيسبوك" "حب عمري وأبو أولادي وأعظم راجل (رجل) شفته وعشت معاه وطول عمري مسنودة عليه، الدكتور حافظ أبو سعدة المحامي والمناضل الحقوقي، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، لبى نداء ربه، إنا لله وإنا إليه راجعون.. ادعو له وادعولنا".
وفي السياق ذاته، كشف "علاء شلبي" رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان، أحد الأصدقاء المقربين من الراحل "حافظ أبو سعدة" كواليس إصابة "أبو سعدة" بفيروس كورونا ورحيله بالمرض.
وقال "شلبي" لصحيفة "الوطن" المصرية، إن جثمان الفقيد موجود في مستشفى وادي النيل، حيث كان الفقيد يعالج من فيروس كورونا، والذي أصابه منذ 18 يوما.
وأصيب "أبو سعدة" بفيروس كورونا عقب اجتماع شارك فيه عقدته لجنة تنسيقية الشباب، وتحسنت حالته إلا أن المنية وافته مساء الخميس، حيث أجري خلال السنوات الماضية جراحة في القلب.
وكان آخر نشاط للراحل في 19 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، عبر تغريدة على حسابه بـ"تويتر"، كتب فيها: "فيه فتاوى تشعر معاها إنها تطلق لخلق جدل وهمي وليس لها أي إمكانية تحقيق طالما لا ينظمها قانون الأحوال الشخصية وبما يضمن حقوق كل طرف".
فيه فتاوي تشعر معاها انها تطلق لخلق جدل وهمي وليس لها اي امكانية تحقق طالما لاينظمها قانون الاحوال الشخصية وبما يضمن حقوق كل طرف
— Dr.hafez abuseada (@hafezabuseada) November 19, 2020
من هو حافظ أبو سعدة
وولد السياسي المصري، "حافظ أبو سعدة" عام 1965 بالعاصمة المصرية القاهره، ونَشَطَ في مجال حقوق الإنسان وكان رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان.
وشارك "أبو سعدة" في الحركة الطلابية في الثمانيات ضد حكومة الرئيس المخلوع "حسني مبارك"، واعتقل عدة مرات بسبب أنشطته المعارضة.
وبعد تخرجه من كلية الحقوق عمل كمحام في مجال حقوق الإنسان وانخرط في المجتمع المدني المصري، وطوال حياته المهنية في مجال حقوق الإنسان تبوء العديد من المناصب منها رئاسة المنظمة المصرية لحقوق الإنسان.
كما تم تعيينه في منتصف الألفينيات بالمجلس القومي لحقوق الإنسان الذي شكلته الحكومة المصرية انذاك، وهو أيضا عضو في الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان وكان مبعوثها إلى جامعة الدول العربية من عام 2004 إلى عام 2007.
وكان "أبو سعدة" مؤيدا للثورة المصرية ضد نظام "مبارك"، وشارك في الاحتجاجات التي أطاحت بـ"حسني مبارك" في 11 فبراير/شباط 2011.
كما عارض بشدة نظام الإخوان المسلمين وشارك في مظاهرات 30 يونيو/حزيران 2013 التي أدت إلى انقلاب على الرئيس الراحل "محمد مرسي" في 3 يوليو/تموز 2013.
وفي سبتمبر/أيلول 2017، قالت الهيئة المستقلة لمراقبة الأمم المتحدة إن "حافظ أبو سعدة" استغل منصبه في التغطية على جرائم وانتهاكات ارتكبها الجيش المصري خلال عامي 2013 و 2014.
ووثقت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في تقرير لها عام 2014 طرد المنظمة المصرية ومديرها "أبو سعدة" من الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان على خلفية تقارير غير دقيقة للمنظمة أخفت انتهاكات وفظائع ارتكبها الجيش المصري بحق مدنيين مصريين.
