حلال لليونان وحرام لتركيا.. أثينا تختبر إس-300 الروسية بحضور أمريكي وغربي

الأحد 29 نوفمبر 2020 02:39 م

أجرت اليونان، خلال الأيام الماضية، اختبارات على إطلاق صواريخ من منظومة "إس-300" الدفاعية الروسية، بحضور وفود أمريكية وغربية.

يأتي ذلك، رغم معارضة واشنطن والناتو الشديدة لاقتناء تركيا منظومة "إس-400" الروسية، والتهديد بفرض عقوبات عليها، في مشهد تقول تركيا إنه يظهر حجم "التناقض والنفاق" الغربي والكيل بمكيالين في التعامل مع أنقرة وأثينا.

وأجرت القوات المسلحة اليونانية اختبارات على المنظومة الروسية في جزيرة كريت الواقعة في قلب الصراع شرقي البحر المتوسط، قرب السواحل التركية، وذلك بحضور عسكريين من الجيش الألماني والهولندي والأمريكي، وهي جميعها دول أعضاء في حلف "ناتو" الذي يعارض اقتناء تركيا للمنظومة الروسية.

ووفق مصادر عسكرية وإعلامية، فإن اليونان جربت ربط المنظومة الروسية، بنظام الدفاع اليوناني الأساسي، وهو ما يعني ربطها بالنظام المرتبط بأنظمة "ناتو".

وكشفت المصادر أن أثينا أجرت تدريباتها واختباراتها على إطلاق صواريخ من المنظومة الروسية انطلاقاً من قاعدة "ميدان خانية" التابع لـ"ناتو" في جزيرة كريت، وأن الاختبار جرى بحضور معظم الملحقين العسكريين المعتمدين لدى أثينا.

ولفتت المصادر إلى أن عملية الاختبارات تجرn على خلفية التوترات القائمة بين اليونان وتركيا، بسبب أنشطة أنقرة في شرق البحر الأبيض المتوسط، وإجراء تركيا عمليات إطلاق تدريبية من منظومات "إس-400" في البحر الأبيض.

وحصلت اليونان على المنظومة الروسية من قبرص التي اشترتها ولم تتمكن من تفعيلها نتيجة التهديدات التركية.

وفي عام 1997، تنازلت قبرص عن المنظومة لصالح اليونان، مقابل حصولها على أسلحة وتجهيزات عسكرية أخرى.

ولم تفعّل اليونان هذه المنظومة لتفادي الدخول في صدام مع "ناتو"، لكنها نصبتها بجزيرة كريت في 1999، بموافقة الولايات المتحدة، قبل أن تبدأ تجارب عليها عام 2013.

وتضم المنظومة التي تمتلكها اليونان، 4 بطاريات، و16 منصة إطلاق، و80 صاروخا، وقد وضعتها أثينا في مستودع بجزيرة كريت، لعدم معرفتها بكيفية استخدامها.

ورغم إعلان اليونان آنذاك أنها لن تُخرج المنظومة من مستودعاتها، لمنع اندلاع أزمة بين "ناتو" وواشنطن، إلا أنها قررت لاحقا دمج المنظومة في نظامها الجوي الدفاعي.

يأتي ذلك، رغم المعارضة الشديدة التي تواجهها تركيا، بعد اقتنائها منظومة "إس-400" الروسية، وذلك من الولايات المتحدة و"ناتو" على حد سواء.

ونددت المصادر بهذا التصرف، واعتبرته "ازدواجا في المعايير من دول "ناتو"، حيث يتم تهديد تركيا بوضوح وبشكل علني، والتلميح لفرض عقوبات على أنقرة، ويتم الصمت حيال الاختبارات اليونانية".

ومؤخراً، نقلت الوكالة الرسمية التركية عن مصادر قولها، إن "صمت من يرفعون أصواتهم ضد تركيا، إزاء أنشطة اليونان بهذا الخصوص، يعد ملفتا للانتباه".

الأمر ذاته، ذكره الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، الشهر الماضي، حين تساءل عن سبب عدم وجود انتقادات أمريكية لتفعيل اليونان منظومة "إس-300" الدفاعية الروسية، وقال: "اليونان لديها منظومة S300 (الدفاعية الروسية) لكن واشنطن لا تقول شيئاً".

وكانت تركيا، أتمت قبل أسابيع، اختبارات على صواريخ "إس-400"، في ولاية سينوب (شمال البلاد)، على البحر الأسود، في خطوة استدعت رد فعل من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، التي أكدت إخراج تركيا من برنامج تصنيع مقاتلات "إف-35" المتطورة.

وتسببت خطوة شراء تركيا للصواريخ الروسية إلى تراجع في العلاقات مع أمريكا، ومنها إخراج تركيا من برنامج تصنيع مقاتلات "إف-35" المتطورة، ومنع تسليمها تلك المقاتلات، رغم أنها جزء من عملية الإنتاج، وكانت قد دفعت مبالغ مالية لشراء تلك المقاتلات.

وتعارض الولايات المتحدة ومعظم الدول الغربية، بما في ذلك اليونان، خطوة تركيا بالحصول على منظومة "إس-400" الدفاعية الروسية، واعتبرت هذه الدول في تصريحات مختلفة طوال الأشهر الماضية أن اقتناء تركيا للمنظومة الروسية يتعارض مع كونها دولة في حلف شمال الأطلسي "ناتو" ويشكل تهديداً لمنظومة الحلف الدفاعية.

وبينما طالبت دول مختلفة بضرورة تخلي تركيا عن المنظومة، هددت واشنطن بفرض عقوبات قاسية أخرى على أنقرة، في حال أدخلت المنظومة الخدمة بشكل فعلي.

ورغم هذه المعارضة، يؤكد المسؤولون الأتراك، أن أنقرة عازمة بقوة على تفعيل المنظومة، وأنه لا نية لديها على الإطلاق للتخلي عنها.

وتقول تركيا، إنها لجأت للحصول على المنظومة الروسية لمواجهة التحديات الأمنية والعسكرية والاستراتيجية مع تصاعد الصراع في المنطقة، وعقب رفض الولايات المتحدة مراراً بيعها منظومة "باتريوت" الدفاعية، وعقب سحب "ناتو" منظوماته الدفاعية من تركيا في وقت كانت بأمس الحاجة لوجودها.

كما أبدت تركيا، انفتاحاً على تشكيل لجنة عسكرية متخصصة من أجل البحث بمدى تشكيل المنظومة خطراً على منظومة "ناتو" الدفاعية، وعلى طائرات "إف-35".

كما شددت على أنها ستفعل المنظومة بشكل مستقل دون ربطها بنظام الرادار المرتبط بمنظومات "ناتو".

لكن هذه التطمينات لم تكن كافية بـ"ناتو" والإدارة الأمريكية بشكل خاص، على الرغم من أن عددا من دول الحلف تمتلك بالفعل منظومات دفاعية روسية مختلفة، ومنها منظومة "إس-300" التي لا تختلف كثيراً عن منظومة "إس-300" التي تقتنيها تركيا.

وأُنتجت "إس-300" عام 1978، في عهد الاتحاد السوفيتي (1922-1991)، وهي النسخة الأسبق من "إس-400"، التي اشترتها تركيا.

واشترت دول كثيرة "إس-300" من الاتحاد السوفيتي ثم روسيا، منها: بيلاروسيا، والصين، وكازاخستان، وإيران، وسوريا وفنزويلا.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تركيا اليونان منظومة دفاعية الناتو إس-300 إس-400

أزمة كورونا ترجئ حسم الخلاف بين تركيا وأمريكا حول منظومة إس-400 الروسية