قال مسؤول تركي رفيع المستوى، إن خطط تركيا لتشغيل أنظمتها الجديدة للدفاع الصاروخي الروسية الصنع تأجلت بسبب تفشي فيروس "كورونا"، لكن أنقرة لا تعتزم التراجع عن قرارها بهذا الصدد والذي كان سببا في تهديد الولايات المتحدة بفرض عقوبات عليها.
وبدا أن التوتر بين تركيا والولايات المتحدة، العضوين في حلف شمال الأطلسي، سيصل إلى حد الأزمة بسبب أنظمة الدفاع الجوي "إس-400" في أبريل/نيسان عندما أعلن الرئيس التركي، "رجب طيب أردوغان"، وحكومته اعتزام تفعيل هذه الأنظمة.
لكن تفشي فيروس "كورونا" جعل تركيز الجهود التركية ينصب على مكافحة الوباء وتحصين الاقتصاد الذي خرج لتوه من ركود العام الماضي، وعلى مدى الأسابيع الماضية، لم يُثر "أردوغان" وحكومته مسألة "إس-400" في العلن.
وقال المسؤول التركي الذي طلب عدم نشر اسمه: "لا عودة عن قرار تشغيل إس-400 (لكن) بسبب كوفيد-19، سيتم تأجيل خطة التجهيز التي كانت مقررة في أبريل/نيسان".
وأضاف أن الأمر قد يستغرق عدة أشهر قبل تفعيل المنظومة الروسية، مشيرا إلى أنه لا يزال يتعين التغلب على بعض المشكلات الفنية.
أزمة جديدة
قال "ريتشارد آوتزن" المستشار الكبير بوزارة الخارجية الأمريكية في ندوة عبر الإنترنت قبل أيام، إن نشر أنظمة "إس-400" في نفس المجال الجوي للطائرات الأمريكية سيكون "مشكلة كبيرة" قد تثير أزمة جديدة بين البلدين.
ويوجد بسلاح الجو التركي طائرات "إف-16" أمريكية، وكان من المقرر أن يتسلم طائرات "إف-35" الجديدة قبل أن تستبعد واشنطن تركيا من برنامج هذه المقاتلات بسبب تعاقدها على منظومة "إس-400".
وقال "آوتزن" إن القضية "ليست محل حديث الآن بسبب كوفيد، لكن التفكير في واشنطن قبل أن يهيمن المرض على النقاش هو أن الأتراك سيُشغلون هذه المنظومة (إس-400) على الأرجح في أبريل(نيسان)، وأن الكونجرس سيتحرك لفرض عقوبات... لا أعتقد أن أيا من ذلك قد تلاشى".
ولم تعلق وزارة الخارجية الأمريكية حتى الآن على ذلك.
ويقول محللون إن التأخير في نشر أنظمة "إس-400" يمنح أنقرة مزيدا من الوقت للنظر في خطوتها التالية، وربما يكون للتوافق الذي حدث في الآونة الأخيرة بين المصالح الأمريكية والتركية في سوريا والتأثير الاقتصادي لأزمة الفيروس أثره على تلك المسألة.