من ينفث سمومه في أسواق الإمارات؟

الأحد 27 سبتمبر 2015 05:09 ص

على غرار الرسائل التي تتلقاها يومياً من أحد مزودي خدمة الاتصالات المعتمدين في الإمارات تصلك بين الحين والآخر رسائل أخرى على درجة كبيرة من الخطورة.

هي رسائل تحمل الطابع المالي ولكن بشكل مختلف، أخبار سلبية بحتة ليس للإمارات علاقة مباشرة بها، تحتوي على جملة واحدة فقط، انهيار البورصات العالمية، أو تدهور أسعار النفط، أو ركود الاقتصاد الصيني، أو تراجع شامل للأسواق الأوروبية، أو وول ستريت إلى أدنى مستوى. 

الرسائل المذكورة ليست وسيلة للترويج لمطبوعة ما أو موقع إلكتروني يعنى بالاقتصاد يحتاج إلى مزيد من المتابعين أو أنها مرتبطة بمركز أبحاث يبحث عن الشهرة لنفسه، إنها متصلة كل مرة بمصدر مختلف لا علاقة له بما سبقه، ما يعني أنها لا تبحث عن الترويج وإنما نشر المعلومة المحبطة.

وبما أن كل الرسائل تقتصر على الأخبار السلبية رغم طبيعة أسواق المال المتغيرة، فإن الشكوك حول هكذا رسائل تفتح باباً واسعاً لطرح أسئلة مثل: من يقف وراءها؟ ومن يسعى إلى بث الروح السلبية في أسواقنا؟ ومن لديه مصلحة في وضع نفسية مستثمرينا تحت ضغوط ليسوا معنيين بها مباشرة؟

في تواصل سريع لمعرفة أصل الرسائل التي توحي بأنها قادمة من جهة ما في الإمارات، حيث تحمل اسم «SMS UAE» ، مع أحد مزودي الخدمة يقول المزود إن مصدرها من خارج دولة الإمارات، وإن هناك اتصالات لمعرفة الجهة التي تقف وراءها حيث تم إبلاغ هيئة الاتصالات المعنية بالمتابعة. الأمر إذاً ليس من اختصاص مزوّد الخدمة ولكن من اختصاص الهيئة وقد وصلها الأمر وبانتظار النتيجة.

والسؤال المطروح : من لديه مصلحة في الخارج أن يتبرع بإبلاغ شريحة من الأفراد والمستثمرين في الإمارات بالأخبار السلبية فقط دون سواها من الأخبار؟ لو كان الأمر شاملاً الأخبار كافة لأدركنا أنه يأتي في إطار فوضى الفضاء الإلكتروني، لكن أن يقتصر على الأخبار السلبية وباستخدام أداة موثوق بها (رسائل نصية) عبر الهاتف المتحرك ، فإن تفسيره الوحيد هو التأثير النفسي غير الحميد في المستثمرين في الإمارات وإضعاف روحهم المعنوية في محاولة لنقل العدوى إلى أسواقنا.

لا شيء صدفة هذه الأيام، فكما أن الإمارات تواجه من يؤثر في سمعتها لأغراض سياسية وأمنية واجتماعية هناك من يحاول ذلك عبر الأداة الاقتصادية، فالأمر سيان.

على مستثمرينا الحيطة والحذر، فالمغرضون كثر ولكل أجندته، وعلى جهاتنا الرقابية التعامل بسرعة مع تلك الرسائل لأنها جزء من الحرب النفسية التي تأخذ أشكالاً عدة هدفها النهائي استهداف الإمارات التي هي أنجح وأكبر من الجميع.

  كلمات مفتاحية

الإمارات اقتصاد المستثمرين الأجانب رسائل الهواتف النقالة