أعراس إسرائيل في الإمارات والبحرين… وجنائز العرب

الجمعة 4 ديسمبر 2020 08:03 ص

أعراس إسرائيل في الإمارات والبحرين… وجنائز العرب

أفراح القتلة والمجرمين تقوم للأسف على أجساد الضحايا وجنائزهم.

لا يتورع مخرجو عمليات التسويق عن تصوير فتاة إماراتية تعزف نشيد إسرائيل أو تدنيس الأطفال الأبرياء باستخدامهم في الدعاية للتطبيع.

أشكال تدخل إماراتي فظ بسيادة اليمن وفرض أجندات خارجية على أبنائه وممارسات إسرائيل الإجرامية مستمرة ضد الفلسطينيين.

أخبار المطربين والأعراس لا تلغي أخبار تمويل الإمارات لمرتزقة فاغنر الروس في ليبيا ودعمهم لميليشيات الإجرام التي يديرها خليفة حفتر.  

حملات تسويق وترويج وإعلان وحفلات أعراس وغناء ومدائح للفت الأنظار عن جرائم مهولة ترتكبها الإمارات وإسرائيل تنتهك قوانين دولية وأممية.

*     *     *

 وثق حساب «إسرائيل بالعربية» التابع لوزارة خارجية دولة الاحتلال، مقطعا من شريط فيديو لحفل زفاف يهودي يقام لأول مرة في دولة الإمارات، يظهر أشخاصا يحتفلون ويرقصون على أغان عبرية، وعلق مدون الحساب بالقول: «الله يديم الأفراح»!

ولا يمثل هذا الخبر إلا مثالا على فيض من الأخبار التي تصور ما يجري، في الإمارات والبحرين وإسرائيل، منذ توقيع «اتفاق أبراهام» في 15 أيلول/سبتمبر الماضي، على أنه مسلسل مستمر من الأفراح والليالي الملاح.

تزامن، على سبيل المثال، إعلان وزير التجارة البحريني زايد بن راشد الزياني، الصريح أن بلاده لن تميز بين المنتجات المصنعة داخل إسرائيل وتلك المنتجة في مستوطنات الأراضي المحتلة، وهو خرق للقوانين الدولية والأممية، مع وصول المغني الإماراتي وليد الجاسم «في إطار تعاون فني مع فنانين إسرائيليين».

ما يحصل إذن هو إعلانات صريحة على مشاركة سلطات الإمارات والبحرين في انتهاكات إسرائيل لحقوق مواطنين عرب، وتشريع الاستيطان والاحتلال، بأكثر الطرق استفزازا (كالاتفاق على شراء خمور المستوطنات) ويتجادل ذلك مع إعلانات الأعراس والحفلات الفنية والموسيقية، حيث يحضر مطرب إسرائيلي إلى دبي فيصبح محط ترحيب الأمراء.

ويؤلف مغن إماراتي أغنية «خذني إلى تل أبيب» وتكتب مدائح في رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولا يتورع مخرجو عمليات التسويق عن تصوير فتاة إماراتية تعزف نشيد إسرائيل، أو في استخدام الأطفال الأبرياء في الدعاية للتطبيع.

قدمت كاتبة صحافية إسرائيلية تحليلا جزئيا لما يجري، عبر تسليطها الضوء على بعض القواسم المشتركة بين إسرائيل والإمارات، فـ»فنادق دبي الفاخرة والمجمعات التجارية الرائعة والشواطئ البديعة، بنيت وتتم صيانتها من قبل أشخاص سلبت حقوقهم الأساسية بصورة عنيفة».

فمئات الآلاف الذين يدخلون إلى تلك البلاد لكسب الرزق «يتم اختطافهم فعليا ويتحولون بالفعل إلى عبيد» و«يمرون بتنكيل جسدي وجنسي» و«تجار النساء يعملون برعاية الدولة التي تسوق نفسها كجنة استهلاكية يمكن فيها استهلاك البشر»!

وحسب البرلمان الأوروبي، فإن دولا «مثل البحرين والسعودية والإمارات» هي من أكثر الدول مسا بالمعايير الدولية لمحاربة تجارة البشر» وأن «التطور الأكثر إقلاقا هو الاتجار بالنساء للعبودية» خالصة إلى أن «شبكة البغاء» الإماراتية، حيث تقدم أبوظبي السلع البشرية، ويقدم السياح الإسرائيليون المال للشراء، هي «أحد المشاريع المشتركة بين إسرائيل والإمارات».

هدف حملات التسويق والترويج والإعلان، وحفلات الأعراس والغناء والمدائح، بهذا المعنى، هو لفت الأنظار عن الجرائم المهولة التي تحصل، في الإمارات وإسرائيل، كما في كل ما يصل إلى يد هاته الدول، التي وجدت أشباها لها، بطرق انتهاك حقوق البشر، وبمناهضة القوانين الدولية والأممية.

أخبار المطربين والأعراس، لا يمكن أن تلغي أخبار تمويل الإمارات لمرتزقة فاغنر الروس في ليبيا، ودعمهم لميليشيات الإجرام التي يديرها خليفة حفتر، وأشكال التدخل الفظ بسيادة اليمن، وفرض أجندات خارجية على أبنائه، كما لا يمكن أن تلغي ممارسات إسرائيل الإجرامية المستمرة ضد الفلسطينيين. أفراح القتلة والمجرمين تقوم، للأسف، على أجساد الضحايا وجنائزهم.

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

فلسطين، إسرائيل، الإمارات، البحرين، أبوظبي،ليبيا، مرتزقة فاغنر، خليفة حفتر، الأعراس، البغاء،

تطبيع الإمارات والبحرين يأخذ أبعادا تعليمية.. ما القصة؟