صحيفة: مئات العسكريين العراقيين تركوا القتال وهاجروا إلى أوروبا

الاثنين 28 سبتمبر 2015 07:09 ص

ذكر عسكريون عراقيون أن المئات من زملائهم في الجيش والشرطة وقوات «الحشد الشعبي» (شيعية موالية للحكومة) كانوا ضمن موجة الهجرة الأخيرة إلى أوروبا، بحسب صحيفة «القدس العربي».

وقالت الصحيفة إن العديد من الضباط والمنتسبين في الجيش والشرطة والحشد الشعبي، أكدوا أن العشرات من زملائهم وصلوا إلى دول الهجرة في أوروبا مؤخرا، تاركين خدمتهم في الوحدات العسكرية العراقية ومفضلين اللجوء إلى الغرب على البقاء في العراق.

وذكر الرائد في الجيش العراقي «ياسر العامري» للصحيفة، أن العشرات من زملائه في وحدته من الضباط والجنود المنتشرين في منطقة أبو غريب غرب بغداد، قد اختفوا ولم يعودوا يداومون في مواقعهم ووحداتهم، وعند السؤال عنهم تبين أن بعضهم وصل إلى الدول الأوروبية ضمن موجات الهجرة الأولى واستقروا في معسكرات اللاجئين هناك، وبعضهم موجود الآن في تركيا واتفق مع المهربين على نقلهم إلى الشواطئ الأوروبية وهو بانتظار إشارة الانطلاق في الوقت المناسب.

وأضاف «العامري» أن بعض أصدقائه اتصلوا به من مخيمات المهاجرين في ألمانيا وأرسلوا لهم صورا من هناك حيث يبدو عليهم السرور والارتياح لتحقيق حلمهم في العيش في أوروبا، وأبلغوه أنهم خاطروا بحياتهم من أجل الحصول على مستقبل آمن ومستقر تتوفر فيه الحرية والكرامة لهم ولعائلاتهم، وأنهم فعلوا ذلك بعدما شاهدوا المئات من زملائهم يُقتلون أو يُصابون في المعارك مع تنظيم «الدولة الإسلامية»، ولا تجد عائلاتهم سوى الاهمال، وأنهم يقاتلون بدون استلام رواتب منذ أشهر، بينما يتنعم السياسيون بثروات البلاد، حسب قولهم.

وقال الملازم «علي القيسي» في الشرطة، إنه يتمنى الالتحاق بالمهاجرين للخلاص من أوضاعه المأساوية في العراق، لكنه يخشى الخوض في مخاطر هذه المغامرة خاصة وأنه متزوج وأن لديه أطفالا صغارا.

وتابع أنه يتلقى يوميا عبر الانترنت رسائل وصورا من أصدقائه الذين كانوا معه في الشرطة ونجحوا في ترك الخدمة العسكرية والهجرة غير الشرعية عبر تركيا إلى أوروبا، وأن العديد منهم اصطحب عائلته معه واستقروا في معسكرات المهاجرين بعد رحلة محفوفة بالمخاطر، وهم الآن بانتظار تسوية أوضاعهم، ولكنهم يتجولون بحرية في المدن وسيتم صرف رواتب لجوء لهم قريبا.

وذكر «القيسي» أن منتسبي القوات المسلحة العراقية المهاجرين يقدمون أنفسهم إلى السلطات هناك على أنهم من سكان المناطق المحتلة من تنظيم «الدولة الإسلامية» كالموصل وصلاح الدين (شمال) والأنبار (غرب) ، لكون سكانها يتم قبول لجوئهم بسهولة في العديد من البلدان الغربية.

وكانت المصادر الأممية قد أعلنت أن أكثر من 50 ألف عراقي قد وصلوا إلى أوروبا ضمن موجات الهجرة غير الشرعية مؤخرا، وأنهم يحتلون المرتبة الثانية بعد المهاجرين السوريين، كما أن موجات المهاجرين ما زالت متواصلة.

وفي وقت سابق، طالب النائب «ظافر العاني» رئيس الوزراء «حيدر العبادي» بـضرورة «مفاتحة الدول الأوروبية لعدم قبول لجوء منتسبي المؤسسة العسكرية وأفراد الحشد الشعبي وإعادة اللاجئين إليهم لإكمال واجبهم الوطني في ساحات القتال ضد تنظيم داعش (الدولة الإسلامية».

وأكد «العاني» على «أهمية الاعتناء بأفراد الحشد الشعبي ودفع رواتبهم الشهرية للحيلولة دون تسربهم، فضلا عن سرعة حسم المعارك مع تنظيم الدولة الإسلامية والتي طالت بلا مبرر واضح».

ورغم أن المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية «تحسين ابراهيم صادق»، صرح «أن الجيش لا تقلقه هجرة الجنود الذين قدر أعدادهم بالعشرات من مجموع قوة أمنية يقدر عدد أفرادها بعشرات الآلاف، إلا أن «سعيد كاكيي» مستشار وزير قوات البشمركة في إقليم كردستان العراق قال إن الأرقام تدعو للقلق رغم أنه لم يستطع ذكر رقم محدد لعدد جنود البشمركة الذين تركوا الخدمة.

ويعتقد المتابعون لأوضاع المؤسسات العسكرية العراقية أن طول الحرب مع تنظيم «الدولة الإسلامية» والخسائر الكبيرة بين صفوف المقاتلين وعدم توفير كل احتياجات المقاتلين وتأخير رواتبهم، ساهم في تشجيع الكثير من العسكريين على الهجرة إلى الغرب للتخلص من سوء الأوضاع التي يعيشون فيها التي تتسم بالفوضى وعدم الاستقرار والمستقبل المجهول، وفقا للصحيفة.

  كلمات مفتاحية

العراق لاجئين أوروبا

أزمة اللاجئين الوهمية

أزمة الشرق الأوسط هي أزمة أوروبا أيضا

«أردوغان» يتهم دول أوروبا بتحويل البحر المتوسط إلى «مقبرة للاجئين»

«كوارتز»: على السعودية ودول الخليج فعل المزيد من أجل اللاجئين السوريين

«الحشد الشعبي» يجبر نازحي الأنبار على الانخراط في صفوفه مقابل «الأمان»

العراق: جيل الحصار يساوم الجوع من جديد