أمريكا والإمارات في عهد بايدن.. 4 ملفات تحدد مستقبل العلاقات

السبت 5 ديسمبر 2020 11:05 ص

توقع تقدير نشره "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" أن تزدهر العلاقات بين الولايات المتحدة والإمارات في عهد الرئيس الأمريكي الجديد "جو بايدن"، لكن في حال إجراء الأخيرة "بعض التعديلات" على سياساتها.

واعتبر الزميل بالمعهد "ديفيد بولوك" أن ملفات 4 تحدد مستقبل العلاقات الأمريكية الإماراتية، وهي القضية الفلسطينية، والصراع مع تركيا، ومصير الأزمة الخليجية، وموقف أبوظبي من قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان، مشيرا إلى أن توقع اختلاف جذري لسياسة الإمارات غير واقعي، في حين يمكن لأبوظبي تبني تعديلات ثانوية.

وفيما يتعلق بالملف الأول يشير "بولوك" إلى أن صنع السلام العربي الإسرائيلي محل إجماع في واشنطن وليس قضية حزبية، مشيرا إلى أن الحزبَين الديمقراطي والجمهوري يدعمان بقوة اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل.

صحيح أن بعض الديمقراطيين عبروا عن مخاوف بشأن بيع الولايات المتحدة طائرات "إف-35" للإمارات، إلا أن "بولوك" لا يرى أن هذا الموضوع سيشكل عقبة حقيقية؛ بسبب التفاهم الجديد حول هذه الصفقة مع الحكومة الإسرائيلية من جهة، وبسبب الحسابات الاستراتيجية الأمريكية من جهة أخرى.

وبالاستناد إلى تصريحات فريق "بايدن" الأخيرة، يتوقع الزميل بمعهد واشنطن بثقة أن تعمل الإدارة الأمريكية الجديدة على استعادة العلاقات بالسلطة الفلسطينية على الصعيدَين الدبلوماسي والاقتصادي، وتحويل اتفاقيات التطبيع الإماراتية والعربية إلى جسر يقود إلى تقدم فعلي في مسألة السلام الإسرائيلي الفلسطيني.

الأزمة الخليجية هي الملف الثاني بمستقبل العلاقات، وتراها إدارة "بايدن" تشتيتا مزعجا للتركيز على المصالح الأمريكية الإماراتية المشتركة والجهود المبذولة لاحتواء إيران، حسبما يرى "بولوك"، الذي توقع أن تستفيد أبوظبي من الترويج الفعال لتسوية (مع قطر).

لكن هكذا مسار يرتبط بمستقبل الخلاف الكبير بين أنقرة وأبوظبي، وله تداعيات إقليمية مقلقة؛ إذ ستهدف إدارة "بايدن" على الأرجح إلى حلحلته رغم خلافاتها الحادة المتوقعة مع إدارة الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان". 

ورغم هكذا توقعات، فإن "بولوك" يرى أنه "لا يوجد أي احتمال لحدوث تصدع كبير في العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا"؛ باعتبارهما حليفين قديمين، وبالتالي سيكون من المفيد للعلاقات الأمريكية الإماراتية أن تتم معالجة الخلافات بين أنقرة وأبوظبي أو على الأقل تجاوزها.

العقبة التي تواجه هذه المعالجة تتمثل في الموقف من جماعة "الإخوان المسلمين"، التي يؤيدها الرئيس "رجب طيب أردوغان"، ومن المتوقع أن تعارضها الولايات المتحدة في عهد "بايدن"، بما ينسجم مع الموقف الإماراتي، حسب ترجيح الزميل بمعهد واشنطن.

وفي المقابل، فإن كبح الإمارات لنشاطها العسكري في اليمن وليبيا سيلقى ترحيبا من الإدارة الأمريكية الجديدة على الأرجح، وهذا من شأنه أن يدفع باتجاه محاولات أكثر جدية للمساعدة في التوسط لمحادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة، وتسويات سياسية في كلتا الدولتَين الممزقتَين.

ويتوقع "بولوك" أن تتخذ إدارة "بايدن" مسألة الديمقراطية وحقوق الإنسان على محمل الجد أكثر مما فعل "ترامب" في أي وقت من الأوقات، لكنه يستبعد في الوقت ذاته أن تتبنى تحول الإمارات أو أية دولة شرق أوسطية أخرى إلى جمهورية على النمط الغربي ضد إرادتها.

ويشك الزميل بمعهد واشنطن كثيرا في أن حكومة "بايدن" ستتخلى ببساطة عن جميع مصالح الولايات المتحدة الإقليمية الاستراتيجية والوطنية الاقتصادية في سبيل "السعي المثالي غير الواقعي وراء الديمقراطية في الشرق الأوسط"، مشيرا إلى أن تعيين صانعي السياسات الكبار من صفوف الجناح غير الراديكالي بالحزب الديمقراطيي يمثل إشارة واضحة على ذلك.

ويخلص تقدير "بولوك" إلى أن الشراكة القوية بين الولايات المتحدة والإمارات من المؤكد أنها ستستمر، بل ستزدهر في عهد "بايدن"، وكي يحدث ذلك "من الطبيعي أنه ستكون هنالك حاجة إلى بعض التعديلات الثانوية عند الجانبين".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الإمارات أمريكا بايدن

رغم الخلافات.. الإمارات في وضع قوي يؤهلها للعمل بشكل وثيق مع إدارة بايدن

بعد القيود الأمريكية على مبيعات الأسلحة للسعودية.. ماذا عن الإمارات؟