قال المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إن الهجوم الصاروخي الأخير الذي تبنته جماعة الحوثيين اليمنية ضد منشأة نفطية في مدينة جدة الساحلية على البحر الأحمر في المملكة العربية السعودية، كشف أن إيران ربما تكون قد زودت الحوثيين بنسخة متطورة من صاروخ كروز "قدس-1"، ما يعني دخول المنطقة ما يسمى "نادي صواريخ كروز".

وأضاف المعهد في تقرير نشره على موقعه الإلكتروني، أنه "من شبه المؤكد أن النجاح النسبي لهجمات الحوثيين بصواريخ كروز، ليس من قبيل الدعاية، ولكنه سيدعم المزيد من تطوير صواريخ كروز الإيرانية، وقد يكون أحد محاور التطوير هو تحسين الدقة النهائية"، بما يجعلها تبلغ أهدافا أبعد وبدقة أعلى.

وأشار التقرير إلى أن إيران ربما تكون قد طورت بالفعل صاروخا جديدا يحمل اسم "قدس-2"، مثلما أعلن مسؤولوها سابقا، لافتا إلى أن هذا الأمر يعكس التبني الأوسع في المنطقة لصواريخ كروز للهجوم الأرضي توماهوك LACM في المنطقة، حيث حصلت دولتان أو 3 دول أخرى على مثل هذه الأسلحة مؤخرًا أو على وشك الانضمام إلى "نادي صواريخ كروز".

وأواخر الشهر الماضي، ادعى متحدث باسم الحوثيين أن صاروخ "قدس-2"، استُخدم لضرب المنشأة النفطية بجدة في 23 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وتشير التقديرات إلى أنه من المحتمل أن يكون سلاحاً من نوع كروز.

ووفق تقرير المعهد، فإن المسافة إلى جدة من أقرب منطقة يسيطر عليها الحوثيون في اليمن أقل بقليل من 700 كيلومتر، وهذه المسافة قريبة من أقصى مدى لصاروخ "قدس-1"، أحد الأسلحة المستخدمة في هجمات ضد منشآت نفطية بشرق السعودية أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عنها في سبتمبر/أيلول 2019.

وبينما لم يعرف بعد المسافة التي قطعها الصاروخ المستخدم في الهجوم الأخير بجدة، غربي السعودية، فإن التقديرات تشير إلى أن هذه المسافة أكبر من تلك التي كانت في هجمات سبتمبر/أيلول، وبالتالي من المرجح بشكل كبير أن يكون قد تم استخدام صاروخ متطور هو "قدس-2" كما أعلن الحوثيون في الهجوم الأخير، وهو ما يدلل أن إيران بالفعل طورت هذه النوعية من الصواريخ.

و"قدس-2"، وفق تقرير المعهد، هو أحد تطورات صاروخ "قدس-1"، ويرجح أنه يستخدم محركًا محليًا أكثر كفاءة في استهلاك الوقود وقوة من سابقه.

وأشار التقرير إلى أن "إيران قد تكون الدولة الوحيدة التي زودت جهة فاعلة (ليست دولة)، بصواريخ من هذا النوع، لكن العديد من الدول في المنطقة إما حصلت أو بصدد الحصول على مثل هذه الصواريخ".

ووفق التقرير، فإنه "بحلول النصف الأخير من التسعينات، كانت إيران تسعى أيضًا إلى تطوير الصواريخ الباليستية، وفي عام 2001، حصلت بشكل غير قانوني على 6 صواريخ كروز استراتيجية من الحقبة السوفييتية، بدون رؤوس حربية، من مصادر غير مشروعة في أوكرانيا".