أحزاب الجزائر تنتقد تطبيع المغرب.. ومقري مشفق على العثماني

الجمعة 11 ديسمبر 2020 07:40 م

اعتبرت أحزاب الجزائر، إعلان المغرب التطبيع مع إسرائيل، بأنه موجه ضدها، خاصة بعد ربطه بالإقرار الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء الغربية.

واستنكر حزب "جبهة التحرير الوطني"، الذي يحوز على الأغلبية النيابية في البرلمان الجزائري، في بيان، الجمعة، "إعلان المملكة المغربية إقامة علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني الغاصب، في مقابل اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسيادة مزعومة للمغرب على الصحراء الغربية".

ووصف البيان، الإعلان بأنه "صفقة ذل وعار وبيع شرف الأمة"، موضحاً أنه "بينما يرزح الشعبان الفلسطيني والصحراوي تحت نير الاحتلال والقمع والدوس على حقوق الإنسان، يحتفل المغرب بإقامة علاقات كاملة مع الكيان الصهيوني من جهة، والحصول على سيادة وهمية على أراضي الصحراء الغربية".

واعتبرت جبهة التحرير الوطني، أن "التخلي عن الحق الثابت للشعب الفلسطيني في مقابل الحصول على حق وهمي بالسيادة على أرض الصحراء، المتنازع عليها، وصمة عار سياسية ودبلوماسية وأخلاقية ستلاحق أصحابها الذين لطالما تغنوا باحتضان القضية الفلسطينية، لتتجلى الحقيقة اليوم ببيع هذه القضية المقدسة".

وجدد الحزب "استمرار مساندة ودعم القضية الفلسطينية حتى تحقيق النصر بإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ودعم حقوق الشعب الصحراوي في النضال والمقاومة إلى غاية تطبيق لوائح الشرعية الدولية وتنظيم استفتاء لتقرير المصير".

من جهته، أكد رئيس حركة "مجتمع السلم" الإسلامية "عبدالرزاق مقري"، في تغريدات نشرها عبر حسابه بموقع "فيسبوك"، أن "النظام المغربي لم يطبع من اليوم، لا يجهل مشتغل بالقضية الفلسطينية مسارات التطبيع الخفية والعلنية القديمة بين المغرب والكيان الصهيوني".

وأضاف: "كما أنه لا تخفى على المطلع مجهودات الشعب المغربي في رفض التطبيع عبر مسيراته المليونية ومجهوداته المتنوعة في هذا الشأن، ولن يخيب الظن بحول الله، وإنما المبتلَى في هذه القضية هو حزب العدالة والتنمية، ما الذي سيفعله؟".

وتابع: "ومهما يكن من أمر الاختراقات الواقعة على مستوى الأنظمة العربية التي ورثت شرف القضية الفلسطينية من نضالات حركاتها الوطنية ففرطت فيها، فإن الشعوب ستظل متمسكة ثابتة حتى تمر العاصفة منكسرة على صخرة الإسلام العظيم روح الأمة وحياتها وسلاحها في الظروف الصعبة".

واعتبر "مقري"، أن التطورات الإقليمية المحيطة بالجزائر تفرض تعزيز الصف الداخلي، قائلاً: "يبقى النضال مستمراً، ذل وخسئ أقوام وعز وأكرم أقوام. وقد آن الأوان في الجزائر أن نحافظ على اللحمة الوطنية".

وفي إشارة تضامن مع حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة المغربية، قال "مقري"، إن "المبتلَى في هذه القضية هو حزب العدالة والتنمية (الذي يترأس الحكومة أمينه العام سعد الدين العثماني) ما الذي سيفعله، ونسأل الله أن يوفقهم للسداد ويعينهم عليه، ومهما يكن من أمر الاختراقات الواقعة على مستوى الأنظمة العربية التي ورثت شرف القضية الفلسطينية من نضالات حركاتها الوطنية ففرطت فيها".

وأضاف: "الشعوب ستظل متمسكة ثابتة حتى تمر العاصفة منكسرة على صخرة الإسلام العظيم روح الأمة وحياتها وسلاحها في الظروف الصعبة".  مضيفا في تدوينته بأنه "يبقى النضال مستمرا، ذل وخسئ أقوام وعز وأكرم أقوام".

كذلك، دان حزب "البناء الوطني" الخطوة المغربية، قائلاً في بيان: "نحن إذ ندين كل مسار صفقة القرن القبيحة لبيع حق الشعب الفلسطيني عبر سماسرة الشرق الأوسط، فإننا نتأسف لتطبيع المغرب مع الكيان الصهيوني، ونبرأ بالشعب المغربي ونخبه الحية أن تقبل ببيع الحق الفلسطيني في أي ظرف من الظروف ومن أية حكومة أو سلطة كانت".

واستغرب رئيس الحزب "عبدالقادر بن قرينة"، الخلط الحاصل في الخطوة المغربية، والموازنة بين القضية الفلسطينية والنزاع في الصحراء بين المغرب وجبهة البوليساريو.

واعتبر أن قضية الصحراء "قضية احتلال وتحكمها مواثيق الشرعية الدولية، وفلسطين قضية الأمة الإسلامية المقدسة، وكما سقط ترامب ستسقط قراراته وتتحطم مشاريعه في إدخال المنطقة إلى نفق الصراع والتوترات".

وثمن المرشح الرئاسي السابق "بن قرينة" موقف الجزائر الثابت والرافض للتطبيع، مشيراً إلى أن "الجزائر التي رفضت الهرولة نحو التطبيع التزاماً مع خيارات شعبها، تجدد اليوم موقفها في دعم الشعوب في تقرير مصيرها، وتستمر في حماية تحولها الديمقراطي عبر تماسك قرارها وانسجامها مع قيمها ومواقفها المبدئية، لأنها لا تبيع الحرية في سوق الصفقات المشبوهة".

وكان "بن قرينة"، يشير إلى الموقف الذي أعلن عنه الرئيس الجزائري "عبدالمجيد تبون"، في سبتمبر/أيلول الماضي، والذي وصف اتفاقات التطبيع الأخيرة التي وقعتها دولة الإمارات والبحرين مع إسرائيل برعاية أمريكية في واشنطن في 15 سبتمبر/ أيلول الجاري "بالهرولة".

وقال إن الجزائر لن تكون أبداً طرفاً في أي اتفاقات تطبيع، مضيفاً: "نلاحظ نوعاً من الهرولة نحو التطبيع، أولاً لن نشارك فيها ولا نباركها".

يشار إلى أن حزب العدالة والتنمية الإسلامي، الذي يقود الحكومة المغربية، قابل قرار التطبيع مع الكيان الصهيوني، بصمت رهيب، رغم مواثيقه وخطابات مسؤوليه التي ظلت تعتبر هذه الخطوة خيانة لنضالات الشعب لنصرة القضية الفسلطينية.

وأعلنت المغرب وإسرائيل، الخميس، تطبيع العلاقات برعاية من الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، مقابل اعتراف الأخير الذي يستعد لمغادرة البيت الأبيض، بسلطة الرباط على الصحراء الغربية.

ولم يصدر أي رد من قيادة حزب العدالة والتنمية بشأن هذه الخطوة، التي أثارت غضبا في الشارع المغربي.

وبدأ المغرب مع إسرائيل، علاقات على مستوى منخفض عام 1993 بعد التوصل لاتفاقية "أوسلو"، لكن الرباط جمدتها بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية، وتحديدا عام 2002.

وبإعلان التطبيع، سيكون المغرب الدولة المغاربية الوحيدة التي تقيم علاقات مع إسرائيل إثر قطع موريتانيا علاقاتها مع تل أبيب في 2010، وهو ما يعتبر اختراقا إسرائيليا لافتا لمنطقة المغرب العربي.

كما سيصبح المغرب رابع دولة عربية توقع اتفاق تطبيع أو توافق على التطبيع مع إسرائيل خلال العام 2020؛ بعد توقيع الإمارات والبحرين اتفاقي تطبيع في 15 سبتمبر/أيلول الماضي، وإعلان السودان، في 23 أكتوبر/تشرين الأول، الموافقة على التطبيع تاركا مسؤولية إبرام اتفاق بهذا الخصوص إلى المجلس التشريعي المقبل (لم ينتخب بعد).

وبذلك، تنضم هذه البلدان الأربعة إلى بلدين عربيين أبرما اتفاقي سلام مع إسرائيل، وهما الأردن (1994) ومصر (1979).

المصدر | الخليح الجديد

  كلمات مفتاحية

أحزاب الجزائر عبدالعزيز مقري سعد الدين العثماني التطبيع المغربي الصحراء الغربية

بين الإدانة والمحاباة.. ما ردود فعل الأحزاب والمنظمات المغربية على التطبيع؟

الرئيس الجزائري يظهر للمرة الأولى منذ 56 يوما ويعلق على التطبيع

سعد العثماني: قرار تطبيع المغرب كان صعبا.. ومتمسكون بالثوابت الفلسطينية