وصلت المحادثات اللبنانية الإسرائيلية بشأن الحدود البحرية والتنقيب عن الغاز إلى طريق مسدود في أعقاب اعتراض تلك المفاوضات بخلافات قد تعيق عملية التنقيب عن النفط والغاز، في تلك المناطق المتنازع عليها.

وأرجعت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية سبب تعثر تلك المحادثات، بعد حوالى الشهرين على انطلاقها، بما قالت إنها "المقاربة المتصلبة" للبنان، الذي يعاني من أضخم أزمة اقتصادية في تاريخه، ويعوّل على تسريع الإجراءات اللازمة للتنقيب عن الغاز في البحر المتوسط.

ورأت الصحيفة أن استكمال المحادثات خارج طاولة المفاوضات وبشكل غير رسمي مستبعد، وذلك لسببين الأول "الخوف من أي مظهر للتطبيع"، والثاني "جائحة فيروس كورونا المستجد".

وكشفت أن نقطة الخلاف تدور حول أن مساحة المنطقة المتنازع عليها تبلغ 850 كيلومتراً مربعاً (حوالى 2% من المياه الإسرائيلية الاقتصادية)، وهي على شكل مثلث، يحتوي على مخزونات الغاز، التي يعنى بها لبنان.

وذكرت أن طريقة تحديد المعايير الحسابية في مفاوضات ترسيم الحدود معقدة وغير واضحة وتتطلب معرفة عميقة في المواثيق والاتفاقيات الدولية.

كما رجحت عدم الوصول إلى اتفاق لبناني إسرائيلي بغياب حدود برية بين الجانبين، خاصة أن الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل تمت على أساس اتفاقيات الهدنة عام 1949، وخط سايكس بيكو الذي وضعه ضباط فرنسيون وبريطانيون عام 1923.

وتدور النقطة الخلافية الأساسية حول فجوة تبلغ 30 متراً في المنطقة التابعة لليونيفيل، وهي تقع في زاوية الخط، ولم يستطع كل من إسرائيل ولبنان الوصول إلى اتفاق حولها.

وفي عام 2013 انطلقت مفاوضات غير رسمية بين كل من الطرفين، أضاف الطرف اللبناني حينها نقطة خلاف تتمثل بـ1450 كلم أخرى، وهي تعني امتلاك نصف خزان الغاز الإسرائيلي المسمى "كريش".

واقترحت الولايات المتحدة حينها اقتراحاً بتقسيم المنطقة بشكل شبه متساوي 55% للبنان و45% لإسرائيل، إلا أنها فشلت في مساعيها.

وختمت الصحيفة بالقول أنّ إسرائيل تجد صعوبة كبيرة في تفسير الموقف اللبناني وفهم رسمه للخطوط البحرية، متوقعةً أنّ يكون موقف لبنان ببدء المفاوضات كان بهدف إرضاء الإدارة الأمريكية ليس أكثر.