آراز آراز.. قصيدة ألقاها أردوغان وأثارت أزمة بين تركيا وإيران

الأحد 13 ديسمبر 2020 11:08 ص

أبيات شعرية ألقاها الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، الخميس الماضي، في خطاب له في العاصمة الأذربيجانية باكو، أثارت أزمة دبلوماسية بين تركيا وإيران إلى حد تبادل استدعاء السفيرين. 

محادثة هاتفية بين وزيري خارجية البلدين، مساء السبت، احتوت التوتر نسبيا مع تأكيد الطرفين على "علاقات الصداقة" بين إيران وتركيا، لكن الأمر أثار تساؤلات حول محتوى القصيدة التي أثارت الأزمة.

فما هي الأبيات التي ألقاها "أردوغان" وأثارت كل هذا اللغط؟ هي جزء من قصيدة محلية أذرية، غناها مغنون إيرانيون أتراك خلال العقود الماضية، غير أنها ارتبطت باسم الكاتب الإيراني الأذري "صمد بهرنغي"، الذي قيل إن النظام الملكي السابق في إيران أغرقه في نهر "أرس" أو "أراز" باللغة الآذرية. 

ويعود نظم الشعر إلى قبل نحو 50 عاماً، ويسرده الأذريون في إيران ودولة أذربيجان، تحسراً وحزناً على الفصل الحاصل بين شطري نهر أرس الأذريين، أي جمهورية أذربيجان ومنطقة أذربيجان الإيرانية، بعدما كانت دولة أذربيجان جزءا من الأراضي الإيرانية قبل أن تنفصل عنها لتُضم إلى روسيا القيصرية بموجب اتفاقية "غولستان" مع إيران في تاريخ 15 أكتوبر/تشرين الأول 1813 بعد حروب بين البلدين.

وفي إيران، تكتسب هذه الأشعار مكانة رمزية بين القوميين الأذريين، فضلاً عن أن كثير من أبناء القومية أيضاً يحفظونها ويلقونها.

والبيت الذي ألقاه "أردوغان" وأثار تحفظ الإيرانيون، هو "فصلوا بين (نهر) أرس وعبّوه بالحديد والحجر، لكن أنا لن انفصل عنك وبالقوة فصلونا".

ولأن الأشعار أُلقيت في دولة أذربيجان، ومن جانب رئيس تركيا، فإنها فُهمت في إيران على أنها محاولة مقصودة تهدد وحدة الأراضي الإيرانية، ودعوة لفصل أذربيجان الإيرانية وضمها إلى جمهورية أذربيجان.

وما دفع الإيرانيين أكثر إلى هذا الفهم هو استحضار اتهامات سابقة لأنقرة وباكو من قبل ناشطين ومراقبين إيرانيين بإثارة النزعة القومية لدى الأذريين الإيرانيين لفصل أذربيجان الإيرانية.

كما أن حجم الغضب الكبير ضد تركيا في إيران هذه الأيام، له علاقة أيضاً بنتائج الحرب الأخيرة في إقليم قره باغ الأذري، إذ وقفت فيها تركيا بكل قوتها إلى جانب دولة أذربيجان، لتنتهي الحرب بظهور تركيا كلاعب مهم في القوقاز الجنوبي، وهو ما لم يكن مرحبا به في إيران، بالنظر إلى العلاقات التنافسية بين القوتين الإقليمتين.

ووجهت أوساط إيرانية، منها أوساط رسمية، اتهامات لتركيا باستحضار مقاتلين سوريين، إلى الحدود الغربية الإيرانية، حاربتهم القوات الإيرانية في سوريا خلال السنوات الماضية، مع إطلاق تحذيرات من بقاء هؤلاء المقاتلين في المنطقة القريبة من الحدود الإيرانية. 

ويمثل الأذريون نحو 30% من عدد سكان إيران (80 مليون نسمة) يتوزعون في عدة محافظات، مثل أذربيجان الشرقية وأذربيجان الغربية وأردبيل وزنجان وقزوين وفي محافظات أخرى.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

تركيا إيران رجب طيب أردوغان أذربيجان

استدعاء السفير التركي في طهران بسبب شعر قرأه أردوغان

إيران تعلن انتهاء سوء الفهم مع تركيا بعد قصيدة أردوغان

روحاني يهدئ الأزمة: أردوغان لم يقصد التدخل في شؤون إيران